رحلة قصيرة (8)
_________
توجهتُ للطائرة وكنت في حالة من الإرهاق الشديد بسبب هذه الرحلة القصيرة التي كان من المفترض أن تكون مدتها ثلاث ساعات فإذا بها حتى هذه اللحظة تمر 30 ساعة ولا يزال أمامي إذا كانت الأمور ميسرة بإذن الله ساعتين ثلاثة على الأقل .
تذكرت وأنا في الطائرة أول مرة دخلت بها دبي وكيف احتاج الأمر مني للدخول إلى دبي أن أنتظر اثنا عشر ساعة في صالة المطار إلى أن خرجت بعد أن تمت الموافقة لي وحضر الكفيل وقبلوا به وهي قصة بحاجة لموضوع آخر ، ولكن المخاوف التي في نفسي هي التي جعلتني أفكر أنه لم أدخل إلى دبي ولا في مرة من المرات إلا بعد عدة ساعات ، بل وفي إحدى المرات كادوا أن يعيدوني لجده .
فكرت كثيراً ولما لم يكن بيدي حل وكلت أمري لله وفوضت أمري له عز وجل ، وصلت الطائرة وحالما حطت على أرضية المطار وقبل توقفها ، بادرت بالاتصال بصديقي سعيد وإخباره بضرورة الحضور حتى نتخلص من هذه الساعات المتبقية ، لم يصدق اتصالي وكان متعجباً من تأخري كل هذا الوقت وكان يشك أنني تأخرت في البحرين متعمداً وقضيت بها خميس وجمعة فقلت له سأخبرك حينما أصل .
وصلنا لمبني المطار وتفتحت أبواب الطائرة ونزلنا جميعاً ثم توجهت كعادتي لتجهيز الأوراق ودفع قيمة فيزة الدخول 30 يوم جديدة ، وقررت أن أخوض محاولة للدخول بدون انتظار الكفيل ، وحصلت هنا مفاجئة وفرج من الله كبير .
حالما وصلت للفتاة التي على المكتب وأخذت جوازي وسألتني سؤالين خفيفين ، ابتسمت لي وقالت مرحباً ، أهلاً وسهلاً ومرحباً بك في دبي ...
كانت كلماتها كالماء الزلال في يوم حار شديد الحرارة بيد رجل شديد العطش ، لم أصدق ما قالت ، ولكنها ختمت الجواز وسلمتني إياه وأنا في ذهولي وحيرتي ، أهذه دبي التي أتعبتني في كل مرة أدخل بها ...؟
دخلت وأنا في فرح شديد واتصلت بسعيد وقلت له تعال فوراً الموضوع انتهى ، ولما حضر لم ينتهي الكلام معه حتى الساعة الرابعة فجراً أي بعد ثمانية ساعات من الفرح والضحك والشيشة ومراجعة أحوال الأصدقاء في دبي .
وعاشت دبي والإمارات في خير وهناء وسعادة ورضى من الله .
إضافة
_____
لم أنم إلا نوماً بسيطاً بعد هذه الرحلة القصيرة وأول عمل عملته أتممت صورة الإقامة الناقصة ...
أراكم مرة أخرى وفي أمان الله .
:)