|
1 – أيُّها الشِّعرُ ! فإنّي مُخبـــِرُ |
سمعَ من للحقِّ خلٌّ مُكبِرُ |
2 – فاز إذْ فازَ قريضٌ ، سعدُهُ |
مُوقِدُ النيرانِ ذاك الأشعــرُ |
3 – جاءهُ الشِّعْرُ ليلقي صاغراً |
تاج سلطانه ، طوعا يُؤْســـرُ |
4 – فغر الفاهَ وقدْ بانتْ لــــهُ |
شُهُبُ التَّوشيحِ درًّا يُنْثــــــرُ |
5 – صفّق النّظمُ بكفّيْه فما انـْ |
فكَّت الألحانُ فينا تزْهـــــرُ |
6 – كمْ تنامُ العينُ عنْ ترميزه |
وترى " القصّابَ " فيه يسهرُ ( |
7 – إنَّ " إبراهيم" قدْ أهدى لنا |
مُزْنةً صيفا شتاءً تمطــــــــــــرُ ( |
8 – قدْ حمى الضّادَ سليلُ الضّادِلا |
هانَ من للضّاد درْعٌ يستـــرُ |
9 – فازَ والفوزُ طباعٌ عنْــــدهُ |
سيفُ قولٍ قاطعٌ بل يبْتُــــرُ |
10 – يا أخ الأشْعارِ كمْ بيتا بنى الشْ |
شِعرُ والسّكنى خلاءٌ مقْفــــرُ |
11- يا أخ الأشعار ! هلْ مثلي ترى السْ |
سُوس في عظْمِ القوافي ينخرُ ؟ |
12 – جرجروا الأحوالَ كسْراً عنوةً |
نصبوا المرفوعَ جهلا ما دروا |
13 – ما دروا بالوزن أنَّتْ روحهُ |
تحت وقع الكسْرِ كم قدْ كسَّروا |
14 – ما دروا بالقلبِ يُدْمي جرحهُ |
جهلُ قومٍ في الهوا قدْ بُعْثِرُوا |
15 – ما دروا بالأرْض أضنى جفنها |
بكْيُ أطفالٍ بفيها فُجِّــروا |
16 – ما دروا بالعرضِ يُدمي طهرهُ |
لهْوُ قُوّادٍ بهمْ يستنصـــــــرُ |
17 – أينما ولّيتَ عينا لا تـــــــرى |
أبدًا إلاَّ قلوبا تُعْصـــــــــــرُ |
18 – غادر البدْرُ سمانا مكْرهــــــــا |
بل بنا الدّنيا جميعا تكفــرُ |
19 – يا سليل الشام هل أدواؤنا |
مَن بذي الألقاب فينا الأجدرُ ؟ |
20 – أمْ ترى أدواؤنا في ذلّنـــــا |
عهْدُ خذلانٍ وضادٌ تُنْحـــرُ ؟ |
21- لا ترى فينا سوى ذاك الذي |
في رُقيقات القوافي يعثـــــرُ |
22 – هل قد ابيضّتْ بنا لكْناتنا |
حين ضاع الأصلُ وهو الأسْمرُ |
23 – أم هي الأيام إذ تقتادنـــــــا |
نرْتضي أن يمتطينا الأشقـــــرُ ؟ |
24 – يا سليل الشام كفكف حيرتي |
دمعها نارٌ لظاها تسعــــــــــــرُ |
25 – إنّك ابن الشام والشام التي |
في رباها الشعرُ مرجٌ أخضرُ |
26 – يا سليلَ الشام هذي تونسي |
أُلْهبتْ أوجاعها لا تفتــــــــرُ |
27 – أجهد التفتيتُ دهرا وجهها |
فبكت أنسامها والأنهـــــــــرُ |
28 – يعجزُ التبيينُ عنْ إنصافهــــا |
إنْ أدقُّ الحرفَ فيها يُشْطرُ |
29 – خضّب المرجانُ شطآنا بها |
ليلها وجه صفاء مقمـــــــــرُ |
30 – قطّع التّغريبُ أوصالا لهـــا |
صارَ للإجحاف فيها منْبــــرُ |
31 – وهي إذ للشّام تشكو حالها |
ترتمي في حضن أخت تعذرُ |
32 – إنّما الأشعارُ إذْ فازتْ بكمْ |
لهي للرّوح رواءٌ كوثــــــــرُ |
33 – في زمانٍ ضارب إجدابـــهُ |
خصي الإخصابَ فيه مُفْجِرُ |