رسائل في بريد القلب -5 -

رسائل منها السهل و منها الممتنع ،

و منها ما قلّب علينا مواجعنا ،

و منها ما غاص بنا في بحر الفكر ،

و منها ما ألهب همّتنا ،

منها ما وضعنا على أول سلم الإرتقاء.

هنا المتعة و الفائدة ، و عساكم تواصلون رسائلكم.

********

بوكت أخي خليل حلاوجي ، و بورك جمعكم .

القياس طريقة في الاستدلال . .
لا اجتهاد مع نصّ – قاعدة - .
والاستدلال بالقياس سبيل للمجتهد ليستدل على أمر غير معلوم الحكم . والعلة المعنى الجامع بين الأصل والفرع للمقيس والمقيس عليه .
العنب قد يخرج منه المسكر ، وكل مسكر حرام .
العقل مناط التكليف ، وكل كلام ينطق به إذا ما خالف نصوص الشرع فهو حرام. وهو محور الحديث بالأصل ، وكان مثال العنب واضح لا لبس فيه ، الأصل في الحرمة ما ثبت بدليل ، ودليله واضح ههنا .
وبحر الفقه لا شاطئ له .
دمت عالما

العقل مناط التكليف ، وكل كلام ينطق به إذا ما خالف نصوص الشرع فهو حرام

القضية أننا نتحدث عن موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول كما يزعم ابن تيمية رحمه الله تعالى
فهل نبيذ التمر يتوافق مع منقوع الزبيب في حالة جعلناها تستوي في الحكم مع العنب ؟
يارعاك الله استاذي الكريم

القضية أننا نتحدث عن موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول كما يزعم ابن تيمية رحمه الله تعالى

صدقت ، بدأ الحديث عما ذكرت ، ثمّ تحول إلى فيما بعد إلى الحديث عن المنطق الأرسطي وتحديدًا عن الفلسفة

ويزعم أن من دخل الفلسفة فلن يخرج منها سليما في معتقده
ألا ترى أنه ظن سوء شديد على من تعلم تلك العلوم ؟

فجاء العنب كمثال بسيط جدًا يدرك بالفطرة ولم يتدخل في تفاصيل الفقه و أصول الفقه و المقيس والمقيس عليه والعلة لبساطته، ليقول أنّ الحلال قد يحوّله متفلسف حذق إلى حرام . فإذا كان تعلم الفلسفة مشروع فإنّ نتاج هذا العلم لا يعفيها من المساءلة والخضوع لميزان الكتاب والسنّة ومعرفة حلالها من حرامها كما هو حال سائر العلوم لقوله تعالى (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق آية 18
نفعنا الله بعلمك أستاذي الكريم

تحية لعلمك وقلمك وفضلك
سيدي من القلب للقلب
كيف ضل من يعتمد العقل الصحيح
وخلاصة الأمر يدور حول المفهوم والماصدق والقضايا الكلية والجزئية السالبة والموجبة والمقدمات المنطقية
فضلا عن تحديد ماهية الأشياء والحدود والتعاريف وضبط المصطلحات
ومرة أخرى هذه قضايا وهذه شعب فكيف انحرف العقل وهو يعتمد المنضبط ليقع في العشوائي مثلا ويعبد غير الله أو يعتقد في الخرافات ويخلط بينها وما قدره الله على أيدي الأنبياء
وتحمل أخوك قليلا فما تخرجه من القلب يصل للقلب وما تخرجه من اللسان لن يتجاوز الأذن
محبك

تحية تقدير واحترام

كيف ضل من يعتمد العقل الصحيح

هنا صلب الموضوع ، العقل و الضلال .
وخلاصة الأمر أنّ هذه المفاهيم والتعاريف المصطلحات تخضع في نهاية المطاف للتدقيق ووضعها في الميزان ، لمعرفة الصحيح منها والسقيم . فقد يكون المصطلح جميلًا وبراقًا ، لكن المحتوى قد يكون العكس ، تمامًَا كما ينظر المرء إلى عمارة جميلة ومزخرفة فيبهره شكلها من الخارج ، ومن الداخل قد نجد الشيطان نفسه جالسًا بذهول كتلميذ ليتعلم مّما يجري فيها .
والعلوم كلها ومنها الفلسفة كانت أساس حوارنا ومنه نقول
قال تعالى [ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ] {الجاثية:18}
فنجد حرية الفكر وتقديس الهوى على حساب الحق .
قال تعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا. (الفرقان:43) .
وهنا تأكيد
قال تعالى [ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] {القصص:50}
واتباع الهوى
قال تعالى [بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ] {الرُّوم:29}
فضلوا
[وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ] {الأنعام:119} .
فلا جاهل يعذر ولا عالم
قال تعالى [أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ] {الجاثية:23}
فلنحذر
قال تعالى [وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ] {المائدة:77}
وهنا تنبيه
قال تعالى [وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ] {البقرة:145}
وهذا مثل
قال تعالى ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) (سورة الأعراف الآيات 175-176.

وتحمل أخوك قليلا فما تخرجه من القلب يصل للقلب وما تخرجه من اللسان لن يتجاوز الأذن
محبك

صدقت ، لكن يجب أن نخضع ما يدخل القلب عبر نافذة الحق ، فالقلب غالبَا لا يخضع لقواعد المنطق .
هناك أشخاص نصادفهم في حياتنا ، قد نحبهم ولكن لا نتفق مع فكرهم ، وهناك من نحترم فكرهم ولكن قد لا نحبهم .وهناك الاثنين معًا لا نحبهم ولا نتفق مع فكرهم .
يقولون الاختلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية ، و هذا صحيح وخطأ في آن معًا . لأنّ القضية محل الخلاف قد تودي بصاحبها وبالساكت عنها إلى الهاوية .
ونحن نحبك ونحترم فكرك

سؤال يحيرني وأنا اتعامل مع الناس
صفاء النفوس وطرد الحقد والحسد والغش والخيانة من القلوب هل هي فضيلة مخير ابن آدم في فعلها أو ارتكاب ضدها
الاصل في الفطرة المركوزة ان الانسان نقي موحد فتجتاله الشياطين او توجهه النفس الخبيثة
هل الاخلاق الحسنة هي اصل التكوين والشذوذ ضدها وهل مكارم الأخلاق وتكميلها شيء حسب الاختيار والشهوة او للتزين امام الناس
...الخ

سؤال يحيرني وأنا اتعامل مع الناس
صفاء النفوس وطرد الحقد والحسد والغش والخيانة من القلوب هل هي فضيلة مخير ابن آدم في فعلها أو ارتكاب ضدها
الاصل في الفطرة المركوزة ان الانسان نقي موحد فتجتاله الشياطين او توجهه النفس الخبيثة
هل الاخلاق الحسنة هي اصل التكوين والشذوذ ضدها وهل مكارم الأخلاق وتكميلها شيء حسب الاختيار والشهوة او للتزين امام الناس
...الخ

لاسلطان البتة لأي شيطان من اي نوع .. على أي إنسان .. مالم يبدأ الإنسان نفسه بترك منصبه المكرم


الشيطان وكذلك الشر ... لاطاقة لهما بنا نحن أبناء آدم

وتلك هي الحجة والخدعة الكبرى في آن واحد ..

\

أتابع بشغف حواركما .. أحبتي

كل ما له بداية لابد أن يكون له نهاية، وصرخة الميلاد ليست إلا إعلانا عن تناقص العمر وعويل الموت بعد حين،

وما حرارة الميلاد وفرحه، إلا بداية لبرود الموت وترحه.

(جروح الذاكرة)

إلى قلب حزين

أهدي شعاع فرح

عسى أن يكون شعاعا.