أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: المثقفون : بين الوقوف والقعود والانبطاح

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 191
    المواضيع : 44
    الردود : 191
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي المثقفون : بين الوقوف والقعود والانبطاح

    مقال : د. مصطفى عطية جمعة

    المثقفون : بين الوقوف والقعود والانبطاح
    من هو المثقف ؟ هو الشخص الذي امتلك علما وثقافة وفكرًا ، تمايز به عن أفراد مجتمعه ، وباتت لديه رؤية شاملة أو جزئية لعلاج مشكلات هذا المجتمع .
    في إطار هذا التعريف ، يكون المثقف الآن في مجتمعاتنا العربية من فئة العلماء ونخبة المفكرين والباحثين في الجامعات ، ومراكز البحث ، والصحافة ووسائل الإعلام ، وغيرهم من المثقفين الذين امتلكوا رصيدا كبيرا في العلم والمعرفة، ويساهمون بالفكر والتأليف من أجل نهضة المجتمع .
    ( 1 )
    للمثقف دوران ؛ دور علمي توعوي : قائم على نشر فكره وعلمه في إطار تخصصه ، أو في التخصص الأشمل لتخصصه ، فعالم السياسة – مثلا- دوره نشر الفكر السياسي ، وتوعية طلابه وباحثيه ( وهم الدائرة الضيقة حوله ) بهذا الفكر ، ثم إفادة فئات المجتمع المختلفة ( الدائرة الأوسع ) من خلال وسائل الإعلام بأنواعها كافة ، بفكره ، وأهمية الديمقراطية وحقوق الإنسان .. إلخ .
    ودور نهضوي تغييري : يتمثل في اتخاذ مواقف مستقلة وثابتة بشأن مشكلات وقضايا الوطن ، بهدف وضع حلول جذرية ، والاعتراض على سياسات متخذة ، ومن ثم إظهار الصحيح للناس ما تمكن إلى ذلك ، وهؤلاء هم المثقفون الواقفون؛ في إباء وعزة وثقافة ، ويبثّون وعيا وتغييرا .
    وتجدر الإشارة هنا إلى أن المثقفين ينقسمون – من منظور تلقي العلم وبثّه - إلى صنفين : صنف له رؤية شمولية لقضايا الثقافة والفكر ، تتخطى دائرة تخصصاتهم ، وتتسع باتساع القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية ، هؤلاء يكدّون في متابعة العلم في إطار تخصصهم ، ويساهمون في قضايا الوطن ، ويتخذون المواقف الثابتة ضد بطش الحكام ، ويقفون مع أبناء الشعب في محنهم . وصنف آخر : غارق في دائرة تخصصه ، لا يتخطاها إلى غيرها ، مشغول بنفسه، وبأسرته ، ما يعني بعبارة أدق: يسير بجوار الحائط ؛ يؤثر السلامة ، ويفضل العزلة ، ويقنع بما هو فيه .
    إن الصنف الأول – للأسف – صاروا قلة في مجتمعاتنا بفعل الأنظمة المستبدة الشمولية ، التي سيطرت على مراكز البحث والتعليم والصحافة ، فأخرجت أجيالا من الباحثين والمثقفين الخائفين ، الخانعين ، الباحثين عن لقمة العيش ، المؤثرين الدعة والاطمئنان الزائفين ، فهؤلاء الصنف الثاني ، هم المثقفون القاعدون في الظل ، سعداء بخفوت الأضواء من حولهم ، طامحون إلى تربية عيالهم ، وتأمين مستقبلهم .
    يستوي في هذا الأمر علماء الدين ، وعلماء الدنيا ( إن جاز التعبير ) ، فكما نعلم أن هناك علماء دين يضيئون الحياة بأفكارهم ، ومن الممكن أن نطلق عليهم العلماء الدعاة ، يتكلمون بما يفهم الناس ، ويسعون إلى التغيير المجتمعي وتربية النفوس ، وتنوير الناس بقضايا المجتمع والإنسان . هناك – أيضا – علماء دين غارقون في كتبهم ، إذا تحدثوا تفوهوا بما لا يفهمه الناس ، ونحن نسمع بعضهم في إذاعات القرآن الكريم ، فنفاجئ بأن العالِمَ يتكلم بنفس التراكيب اللغوية لما درسه في الكتب القديمة أو لغة البحوث المحكمة .
    ( 2 )
    في الماضي ، كانت الحكومات حريصة على استقطاب عدد من المثقفين والعلماء ، من أجل الترويج للأنظمة ، ومدح الحكام ، وفي سبيل ذلك ، كانت الحكومات تغدق على هؤلاء المناصب والمزايا .
    والآن نجد العلماء والباحثين قد صاروا موظفين ضمن جهاز الدولة البيروقراطي ، فتلاشت استقلاليتهم المادية والمعنوية .
    في الماضي ، إبّان حكم الدولة الإسلامية على اختلاف عهودها ، كانت هناك أوقاف خاصة بالمدارس والمساجد والقضاة ، لا تقترب منها الدولة ، ولا ينهبها الحاكم ، فكان العالِم مستقلا ماديا ومعنويا عن الدولة ، يقول ما يشاء دون توقع خصما من راتبه أو فصلا من عمله أو إحالته للتحقيق .
    الآن ، صارت فئة من العلماء والمثقفين راكضين للسلطة ، ساعين لها بكل السبل ، يتملقون الرؤساء ، ينافقون ضباط الأمن ، يخافون من سلطة الرقيب ، ويسعون للانتساب للأحزاب الحاكمة ، رغبة في المناصب ، وأملا في الفوز بقربى من أذناب الحكام ، ربما توصلهم لمنصب ما ، فهؤلاء هم المثقفون المنبطحون في كراسي المناصب أو في انتظار كراسي المناصب .
    وقد أساءت الحكومات صنعا ، عندما جعلت المناصب الأكاديمية والإعلامية بالتعيين المباشر ، بحجة منع الصراعات بين أساتذة الجامعات ، والحفاظ على هيبة الوسط الجامعي بين الطلاب ، فازداد تدجين العلماء ، وصار هدفهم إرضاء رجال الأمن ، لأنهم كتبة تقارير الولاء السياسي والأمني لسدنة الحكم ، وبعضهم يقدم خدمات مجانية من قبيل الإرشاد عن الطلاب المعارضين ، والأساتذة المناوئين ، الذين يؤلفون البحوث المناهضة لفكر نظام الحكم .
    ( 3 )
    إن أكثر ما يحزن القلوب أننا نرى علماء ومفكرين احتلوا ببدلاتهم الأنيقة ، شاشات التلفاز ، يتحدثون بأن الحكومة أصابت في تعديل الدستور ، وأنهم أدرى بمصلحة الشعب ، وأن هذه نقلة كبرى للديمقراطية ، ولولا منة الحاكم على شعبه لظل الشعب في ظلام دامس .
    كونهم يدافعون فهذا متوقع ، وكونهم يبررون أيضا متوقع ، ولكن المصيبة أنهم إذا غيّر الحاكم فجأة قراراته ، وجاء بما كان عكسه ، انقلبوا وصاروا يدافعون أيضا ، والمصيبة الأكبر أنهم – في أغلبيتهم – رجال قانون ، ومفكرون سياسيون، أتعبونا ليلا ونهارا بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وعندما اقتربوا من مراكز صنع القرار ، ترحمنا- نحن الشعوب- على القرارات السابقة على وجودهم في السلطة ، بل على الأشخاص السابقين عليهم .
    والنتيجة : فقد المثقفون المنبطحون احترام الناس ، وأفقدوا الناس احترام الباحثين والمفكرين ، وقدموا للحكومات هدايا مجانية ممثلة في أختام علمية على بياض للقرارات الممجدة لبقاء الحاكم ، وتقنين استبداده .
    ( 4 )
    المثقف موقف ، المثقف كلمة ، المثقف إنسان يموت ، فإما ثناء حسن أو لعنات .

  2. #2
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    د. مصطفى عطية جمعة طرح محكم و ممنهج معضلة المثقفون اليوم من أخطر مشاكلنا فهم ممن بيدهم القدرة على التغيير و التأثيرسلبا أو إيجابالأهمية الطرح و ليكون أرضية للنقاش و التثاقف فهو لللتثبيت
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  3. #3
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 191
    المواضيع : 44
    الردود : 191
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالصمد حسن زيبار مشاهدة المشاركة
    د. مصطفى عطية جمعة طرح محكم و ممنهج معضلة المثقفون اليوم من أخطر مشاكلنا فهم ممن بيدهم القدرة على التغيير و التأثيرسلبا أو إيجابالأهمية الطرح و ليكون أرضية للنقاش و التثاقف فهو لللتثبيت

    أخي الحبيب / عبد الصمد
    تحياتي وتقديري
    شكرا لك قراءتك الفاعلة ، وتعقيبك المهم ، ولن ينصلح حال المثقفين إلا بالنقد الذاتي ، وتصحيح المسار الحياتي .
    أكرر شكري وكل عام وأنت بخير

  4. #4
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    في استطلاع للرأي على موقع مجلة فورين بوليسي تصدر عشرة مسلمين قائمة من مائة مثقف عالمي، تعتبرها المجلة الأكثر تأثيرا وشعبية على مستوى العالم.
    وقد جاء بالمركز الأول العالم التركي فتح الله كولين المقيم بالولايات المتحدة منذ أن هرب من بلاده عام 1999 بعد توجيه اتهام له بتقويض العلمانية.
    وتصف المجلة هذا العالِم بأنه زعيم روحي يدعو إلى حياة مبنية على المنهج الإسلامي المعتدل, وأن لديه شبكة دولية من ملايين الأتباع.
    وجاء ثانيا البنغالي محمد يونس صاحب تمويلات المشاريع الصغيرة التي استفاد منها سبعة ملايين شخص، وأحرز من خلالها هذا الناشط جائزة نوبل للسلام.
    وحل ثالثا العالم والداعية يوسف القرضاوي الذي عرفته المجلة بأنه ضيف برنامج الشريعة والحياة بقناة الجزيرة، وأنه الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين.
    وضمت قائمة العشرة على التوالي الكاتب التركي الحاصل على جائزة نوبل بالآداب 2006 أورهان باموك، والمحامي والناشط السياسي الباكستاني إعتزاز إحسان, والداعية المصري عمرو خالد, والبروفسور الإيراني عبد الكريم سروش، والفيلسوف السويسري طارق رمضان، وعالم الإنثروبولوجيا الأوغندي محمود ممداني, والمحامية وناشطة حقوق الإنسان الإيرانية شيرين عبادي.
    وجاء عالم اللسانيات والناشط الأميركي الذي تصدر نفس اللائحة العام الماضي نعوم تشومسكي حادي عشر، ثم السياسي الأميركي والناشط في مجال تغير المناخ آلبرت آل غور.
    أما بقية القائمة فشملت المؤرخ البريطاني برنارد لويس، والروائي الإيطالي أومبرتو إيكو, والناشطة الصومالية الهولندية إيان هيرسي علي، وخبير الاقتصاد الهندي آمارتيا سين, والكاتب الصحفي الأميركي فريد زكريا, والناشط الروسي غاري كاسبروف، وعالم الأحياء البريطاني ريتشارد داوكينز, والروائي البيروفي فارغاس يوسا، والمعلق الأميركي الساخر ستيفن كولبرت.

  5. #5
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 191
    المواضيع : 44
    الردود : 191
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالصمد حسن زيبار مشاهدة المشاركة
    في استطلاع للرأي على موقع مجلة فورين بوليسي تصدر عشرة مسلمين قائمة من مائة مثقف عالمي، تعتبرها المجلة الأكثر تأثيرا وشعبية على مستوى العالم.
    وقد جاء بالمركز الأول العالم التركي فتح الله كولين المقيم بالولايات المتحدة منذ أن هرب من بلاده عام 1999 بعد توجيه اتهام له بتقويض العلمانية.
    وتصف المجلة هذا العالِم بأنه زعيم روحي يدعو إلى حياة مبنية على المنهج الإسلامي المعتدل, وأن لديه شبكة دولية من ملايين الأتباع.
    وجاء ثانيا البنغالي محمد يونس صاحب تمويلات المشاريع الصغيرة التي استفاد منها سبعة ملايين شخص، وأحرز من خلالها هذا الناشط جائزة نوبل للسلام.
    وحل ثالثا العالم والداعية يوسف القرضاوي الذي عرفته المجلة بأنه ضيف برنامج الشريعة والحياة بقناة الجزيرة، وأنه الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين.
    وضمت قائمة العشرة على التوالي الكاتب التركي الحاصل على جائزة نوبل بالآداب 2006 أورهان باموك، والمحامي والناشط السياسي الباكستاني إعتزاز إحسان, والداعية المصري عمرو خالد, والبروفسور الإيراني عبد الكريم سروش، والفيلسوف السويسري طارق رمضان، وعالم الإنثروبولوجيا الأوغندي محمود ممداني, والمحامية وناشطة حقوق الإنسان الإيرانية شيرين عبادي.
    وجاء عالم اللسانيات والناشط الأميركي الذي تصدر نفس اللائحة العام الماضي نعوم تشومسكي حادي عشر، ثم السياسي الأميركي والناشط في مجال تغير المناخ آلبرت آل غور.
    أما بقية القائمة فشملت المؤرخ البريطاني برنارد لويس، والروائي الإيطالي أومبرتو إيكو, والناشطة الصومالية الهولندية إيان هيرسي علي، وخبير الاقتصاد الهندي آمارتيا سين, والكاتب الصحفي الأميركي فريد زكريا, والناشط الروسي غاري كاسبروف، وعالم الأحياء البريطاني ريتشارد داوكينز, والروائي البيروفي فارغاس يوسا، والمعلق الأميركي الساخر ستيفن كولبرت.
    أخي العزيز / عبد الصمد
    كل عام وأنت بخير
    وشكرا لك هذه المعلومات القيمة
    وهذه قائمة توضح بجلاء أن هذه الشخصيات أبعد ما تكون عن الحكومات والأنظمة ، وأقرب إلى روح الشعوب والقيم والمثل العليا .
    تحياتي وتقديري

  6. #6
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    السلام عليكم، وكل عام وأنتم بخير ..

    استسمحكم عذراً، لأضع بعض الملاحظات أو التحفظات على ما أعتقد بأنه خلطٌ بين معنى الثقافة ومدلول الفكر .. مما قد يؤدي بنا إلى ظلم المثقفين أو المفكرين، وتحميلهم ما ليس من مسئولياتهم !
    من هو المثقف ؟ هو الشخص الذي امتلك علما وثقافة وفكرًا ، تمايز به عن أفراد مجتمعه ، وباتت لديه رؤية شاملة أو جزئية لعلاج مشكلات هذا المجتمع .
    في إطار هذا التعريف ، يكون المثقف الآن في مجتمعاتنا العربية من فئة العلماء ونخبة المفكرين والباحثين في الجامعات ، ومراكز البحث ، والصحافة ووسائل الإعلام ، وغيرهم من المثقفين الذين امتلكوا رصيدا كبيرا في العلم والمعرفة، ويساهمون بالفكر والتأليف من أجل نهضة المجتمع .

    ما أعلمه، وما أؤمن به في هذا الصدد .. هو أن :
    الثقافةَ شأنٌ إنساني عامٌ، وسلوك بشري جماعي- متوفرٌ ومتاحٌ للجميع على هيئة معلومات وبيانات- لاسيما في ظل ثورة الاتصالات التي نعيش عصرها ..

    أما الفكر فهو شأنٌ فردي خاصٌ، ليس متوفراً ولا متاحاً لكل من شاء .. حيث إن الفكر تحكمه قدرات عقلية وإمكانيات ذهنية تختلف من فردٍ لآخر .. كما تختلف المواهب بين الأفراد.

    فكل مفكرٍ يمكن - ويجب - أن يكون مثقفاً. ولكن العكس ليس صحيحاً .

    فالثقافة
    هي لغة جماعية وإنتاج جماعي تراكمي؛ فهي أعرافٌ وقوانين تمليها تكوينات البيئة وضرورات الحياة البشرية، فتشترك في صياغتها أجيالٌ وأممٌ كوسيلة لتعايش المجتمعات.

    ويُسمى الإنسان مثقفاً، بقدر إلمامه بتجارب الآخرين وآرائهم وأفكارهم ومعارفهم وسلوكياتهم ..
    وليس بالضرورة أن يكون له رأي أو دور
    فيها. كما أنه ليس بالضرورة أن يكون موفقاً في رفضه لبعضها وموافقته لبعضها الآخر !

    أما الفكـر، فهو نظرة أو وجهة نظر خاصة متميزة حول أمر ما؛ وهو إنتاج فردي بالأساس. وقد يتحول الفكر إلى ثقافة إذا وافق رؤى عامة الناس ومصالحهم، وانعكس على سلوكياتهم .

    فالمفكر هو من
    يُحاور ويُدافع عن وجهة نظره، انطلاقاً من قناعته الذاتية بالأمر.. وذلك بحجة المنطق والعقل والفطرة .
    بينما المثقف يُدافع عن وجهة نظره ويُحاور بالقرينة والقياس بآراء الآخرين وواقعهم وسلوكياتهم!

    في الماضي ، كانت الحكومات حريصة على استقطاب عدد من المثقفين والعلماء ، من أجل الترويج للأنظمة ، ومدح الحكام ، وفي سبيل ذلك ، كانت الحكومات تغدق على هؤلاء المناصب والمزايا .
    أعتقد بأن هذا هو حال العرب المسلمين في الماضي والحاضر ! فقد بدأ هذا الأمر مع قيام الدولة الأموية ... واستمر إلى يومنا هذا !

    في الماضي ، إبّان حكم الدولة الإسلامية على اختلاف عهودها ، كانت هناك أوقاف خاصة بالمدارس والمساجد والقضاة ، لا تقترب منها الدولة ، ولا ينهبها الحاكم ، فكان العالِم مستقلا ماديا ومعنويا عن الدولة ، يقول ما يشاء دون توقع خصما من راتبه أو فصلا من عمله أو إحالته للتحقيق .
    أعتقد بأن هذه العبارة تحمل مدحاً -غير مستحق - للماضي .!
    ألم يتعرض معظم العلماء والمفكرين والأئمة .. إلى السجن والتعذيب والقتل - بسبب آرائهم وأفكارهم وعقائدهم - وبأوامر مباشرة من الحكام المسلمين في صدر الإسلام !
    فمتى سجّل التاريخ استقلالاً أو وجوداً للقضاء النزيه في تاريخنا .. عدا عن الأحلام والأمنيات التي ننتظرها بفارغ الصبر !!
    ومتى كان الحاكم المسلم بعيداً عن المدارس والمساجد .! ألم يأمر معاوية بن أبي سفيان\ أول خلفاء الدولة الإسلامية، بلعن علي بن أبي طالب .. على المنابر، واستمر اللعن حتى أوقفه عمر بن عبد العزيز - كما يقول تراثنا العربي الإسلامي وكتب التاريخ .!
    ثم، ألم يأمر أول خلفاء الدولة العباسية، بقتل كل أنصار وأتباع الأمويين دون محاكمة، وأشرف على ذلك بنفسه حتى أبادهم !!!
    مأساتنا، ياسيدي .. في أننا نعيش فكر وثقافة الماضي ..
    فنحن .. بحاجة لبناء فكر وثقافة .. فليس لدينا فكر أو ثقافة مسلوبة لنستعيدها !


    إذا سرَّكَ ألا يعود الحكيم لمجلسك .. فانصحه بفعلِ ما هو أعلم به منك !

  7. #7
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 191
    المواضيع : 44
    الردود : 191
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوبكر سليمان الزوي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم، وكل عام وأنتم بخير ..

    استسمحكم عذراً، لأضع بعض الملاحظات أو التحفظات على ما أعتقد بأنه خلطٌ بين معنى الثقافة ومدلول الفكر .. مما قد يؤدي بنا إلى ظلم المثقفين أو المفكرين، وتحميلهم ما ليس من مسئولياتهم !

    ما أعلمه، وما أؤمن به في هذا الصدد .. هو أن :
    الثقافةَ شأنٌ إنساني عامٌ، وسلوك بشري جماعي- متوفرٌ ومتاحٌ للجميع على هيئة معلومات وبيانات- لاسيما في ظل ثورة الاتصالات التي نعيش عصرها ..

    أما الفكر فهو شأنٌ فردي خاصٌ، ليس متوفراً ولا متاحاً لكل من شاء .. حيث إن الفكر تحكمه قدرات عقلية وإمكانيات ذهنية تختلف من فردٍ لآخر .. كما تختلف المواهب بين الأفراد.

    فكل مفكرٍ يمكن - ويجب - أن يكون مثقفاً. ولكن العكس ليس صحيحاً .

    فالثقافة
    هي لغة جماعية وإنتاج جماعي تراكمي؛ فهي أعرافٌ وقوانين تمليها تكوينات البيئة وضرورات الحياة البشرية، فتشترك في صياغتها أجيالٌ وأممٌ كوسيلة لتعايش المجتمعات.

    ويُسمى الإنسان مثقفاً، بقدر إلمامه بتجارب الآخرين وآرائهم وأفكارهم ومعارفهم وسلوكياتهم ..
    وليس بالضرورة أن يكون له رأي أو دور
    فيها. كما أنه ليس بالضرورة أن يكون موفقاً في رفضه لبعضها وموافقته لبعضها الآخر !

    أما الفكـر، فهو نظرة أو وجهة نظر خاصة متميزة حول أمر ما؛ وهو إنتاج فردي بالأساس. وقد يتحول الفكر إلى ثقافة إذا وافق رؤى عامة الناس ومصالحهم، وانعكس على سلوكياتهم .

    فالمفكر هو من
    يُحاور ويُدافع عن وجهة نظره، انطلاقاً من قناعته الذاتية بالأمر.. وذلك بحجة المنطق والعقل والفطرة .
    بينما المثقف يُدافع عن وجهة نظره ويُحاور بالقرينة والقياس بآراء الآخرين وواقعهم وسلوكياتهم!

    أعتقد بأن هذا هو حال العرب المسلمين في الماضي والحاضر ! فقد بدأ هذا الأمر مع قيام الدولة الأموية ... واستمر إلى يومنا هذا !

    أعتقد بأن هذه العبارة تحمل مدحاً -غير مستحق - للماضي .!
    ألم يتعرض معظم العلماء والمفكرين والأئمة .. إلى السجن والتعذيب والقتل - بسبب آرائهم وأفكارهم وعقائدهم - وبأوامر مباشرة من الحكام المسلمين في صدر الإسلام !
    فمتى سجّل التاريخ استقلالاً أو وجوداً للقضاء النزيه في تاريخنا .. عدا عن الأحلام والأمنيات التي ننتظرها بفارغ الصبر !!
    ومتى كان الحاكم المسلم بعيداً عن المدارس والمساجد .! ألم يأمر معاوية بن أبي سفيان\ أول خلفاء الدولة الإسلامية، بلعن علي بن أبي طالب .. على المنابر، واستمر اللعن حتى أوقفه عمر بن عبد العزيز - كما يقول تراثنا العربي الإسلامي وكتب التاريخ .!
    ثم، ألم يأمر أول خلفاء الدولة العباسية، بقتل كل أنصار وأتباع الأمويين دون محاكمة، وأشرف على ذلك بنفسه حتى أبادهم !!!
    مأساتنا، ياسيدي .. في أننا نعيش فكر وثقافة الماضي ..
    فنحن .. بحاجة لبناء فكر وثقافة .. فليس لدينا فكر أو ثقافة مسلوبة لنستعيدها !



    الأخ العزيز / أبو بكر
    سلام الله عليك
    وعيدك مبارك إن شاء الله
    شكرا لك هذا النقاش الثري ، واسمح لي أن أتداخل معك في نقاط :
    - نعم الثقافة سلوك عام للبشر أما الفكر فسلوك خاص ، وأنا أقصد هنا المثقف المفكر ، ولا أقصد الشخص العادي البسيط ، لأنني أتكلم عن النخبوي المفكر القائد للفكر والثقافة .
    - بالنسبة لاضطهاد العلماء المسلمين قديما ، فالحالات المذكورة نادرة في الاضطهاد فالأساس هو الحرية للعالم المسلم ، والدليل وجود نظريات وأفكار رائدة ومميزة لدى العلماء المسلمين قديما .
    الموضوع طويل
    والنقاش موصول
    وأهلا بك دائما

  8. #8
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي


    المحترم ..الدكتور مصطفى عطية جمعة..
    سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
    قضية الثقافة مهمة ..من حيث كشفها هُوية الأفراد والجماعات..وتعبرعن كينونتهم..وتحدد مصيرهم ..
    إذ ثقافة الإنسان تحدد آفاق إمكانياته..ومنتهى أبعاده السياسية ..الاجتماعية ..الاقتصادية ..الفكرية ..
    وأشكركم كونكم كشفتم بجلاء عن نوعية المثقف..ورتبته من خلال معاملاته التي تترجمها سلوكاته ..لتعكس خلفيته الثقافية ..
    أفضل الانطلاق من اللغة لتحديد موقفي في إطار حوار أرجو أن يكون مثمرا معكم..
    ثقفت الشيء..قومت اعوجاجه..
    وإذا بالثقافة استقامة..
    وقد تنوعت تعريفاتها إلى درجة عدم الاتفاق ..
    إلا أن بعضهم ـ في الأخير ـ حصرها في كونها ..// ما يحيط بالإنسان//
    والمحيط مكان يدور حوله الزمان..
    المثقف العادي البسيط يكفيه أن يحسن السلوك داخل بيئته.ليعيش المألوف .ويندمج في المجموعة.
    المثقف الحقيقي وهو ذلك الإنسان الذي أدرك كنه الحياة ..داخليافي نفسه ..وخارجيا في محيطه ..وواقعه..وتتسع مساحته الثقافية باتساع رؤيته للكون ..للإنسان ..للحياة..وهويعرف أيضا سبب وجوده في الأرض..والرسالة المنوطة به.
    إن هذه الملكة الصحيحة القوية المكينةالتي اكتسبها كحصيلة خبرة هي ثمرة جهوده الثقافية ..تمكنه من اكتساب قيم نبيلة تسمو بسمو روحه وفكره..فيدرك الرشد بعقله ..ويحسن التأمل والحكم على الموجودات ..والظواهر ..ويحسن تعليلها ..فتصريفها حيث المنطق..
    أيها الدكتور المحترم ..
    لقد تحدثتم عن ..المثقف ..المسقف ..المصفق..
    وقصرتم الحديث عن حملة الشهادات العلياولاسيما أولئك الذين نبغوا في العلم والتخصص.
    هل االمتعلم الحامل لشهادة عليا..الذي يقضي حياته كالدودة تحت الظل ..مثقف؟؟؟
    هذا مسقف ..نال العلم الوظيفي ..ولم يسخره إلا في كسب قوته..
    الثقافة تدعوه إلى الانبساط ..والمشاركة ..والتفاعل..لاإلى الانزواء والاعتزال.واهمال واجباته الإنسانية والوطنية.. والاجتماعية ..و..فهوعالة متطفل ينتظر الغير يرقون حياته..سلبي..والسلبية ليست من الثقافة في شيء..
    والذي سخر علمه في البحث عن الجاه ..والحماية ..والحياة المترفة ..
    أين هذه الثقافة التي قومت اعوجاجه؟؟؟سلبي متمادي في الانحراف .وهو المصفق..
    .وللعلم ..هناك من يشغل منصبا عاليا في دولته ..ومميز بثقافته ..وربما بسببهم تطلع المجتمع إلى نوع من الرقي..
    وأعود إلى المسقف والمصفق..
    كلاهما يجهل سر وجوده..
    هذان صنفان يحملان مجرد شهادات علمية ..
    أخيرا ..المثقف من اتبع الحقيقة التي آمن واقتنع بها..تولدت لديه المبادئ ..وعرف القيم.وأحسن المسالك ..داخل المهالك..يسير في الشوك ويتقن فن السلوك..يخضع نفسه للحق..كيفما كان..
    أشكركم على سعة صدوركم ..وأعتذر عن الطول..
    خالص تحياتي أيها الدكتور المحترم على هذا الموضوع الشيق..

المواضيع المتشابهه

  1. نبكي القاصف ونلعن المقصوف//المثقفون بنقطوا فهم
    بواسطة عبدالكريم شكوكاني في المنتدى الأَدَبُ السَّاخِرُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-05-2016, 08:10 AM
  2. الوقوفُ بَيْنَ يَدَيْ مُقاوِمِ ( إلى روح الشهيد الأديب / عدنان البحيصي
    بواسطة هشام مصطفى في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 36
    آخر مشاركة: 21-05-2009, 01:30 AM
  3. المثقفون يطالبون بتعدد مسئوليات أمين المجلس الأعلي للثقافة
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى فَرْعُ جمْهُورِيَّةِ مِصْرَ العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 27-05-2007, 12:00 PM
  4. المثقفون : بين الوقوف والقعود والانبطاح
    بواسطة د.مصطفى عطية جمعة في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-05-2007, 05:39 PM
  5. المثقفون في أبراجهم العاجية .. زهور رائحتها جميلة وطعمها مر !!
    بواسطة عطوان الفهمان في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 45
    آخر مشاركة: 31-01-2006, 03:14 PM