سلام ربّي عليـكَ ورحمتـه وبركاتـه
تحيـة تهطل دعاءً
أستاذي الكبير الكريم، ترياق الواحـة، وبسمـة أهلهـا : أستاذي د. محمّد السّمّـان،
تأخرتُ - قسراً- كعادتي عن هذه الشرفـة البيضـاء، رغمَ أنّي - وقبلَ أن أطرقَ بابَها - ألفيتُ الوجعَ حارسـاً أميناً على كلّ بواباتها ومنافذها، يُغيرُ على كلّ قوافل البسمات التي تمضي إلى الرّوح آمنـةً، بلْ وألفيتُه يُعدّ أنيابَه لافتراس كل فرحـةٍ محلّقـة,. فأعددتُ راحلتي، ولازاد لي غير الدعـاء، ووردةٍ وقلـم ! أنازعُ الوجعَ على هدنـة أو صُلـح أبد الدهر !
قتلني الوجـعُ هنا أستاذي الكبير ! لعلّكَ لا تدري أنّكَ البسمةُ لنا جميعا بواحتنـا، اليد الحانية بل والنُّبل المتجسّد إنساناً وروحاً,. مازلتُ أذكر أوّل نصٍّ تشرفتُ بقراءتـه: " هكذا كان الحبّ : حبّ النبلاء "، وكيف هزّني وكلّ زوّار تلك الشرفة النبيلة المُباركـة هزّاً، فالمدادُ روحُ صاحبـه !
ثقْ أنّ البسمـةَ ستحلّقُ إليكَ من جديد، مُحمّلـةً بأطايب الفرحـة، تعبَقُ بعطرٍ صُنِعَ خصيصاً من حدائق الأمل في اللـه .. لاتنس أستاذي أننا كلنا معكَ، وقبلَنا الرحمنُ أرحمُ الراحمين جلّ وَعلا !
ثقْ أستاذي الكبير، والراقي، والعلَم في العلم والأدب والخلق : أنّ الجمل لن تتيـه منكَ وهي المتوضّئـة بالشّمس، المُضَمّخَةُ بالنقـاء، هي ماتزالُ تهطلُ علينا - وعلى تلميذتكَ أمـَةِ اللـه حقاًّ وصدقاً - غيثـاً مدراراً، وحروفاً من نور، وورداً لايعترفُ بالذبول، ولا بزمنٍ غيرِ الزمن الجميل الذي يقاومُ بِسلاحيْ : الورد والأمل في اللـه !
أستاذي الكبير والكبير والكبير:
انسكبْ وانسكبْ وانسكبْ، ولا تحرمنـا من فيضِ مدادكَ .. متّعكَ ربّي بالفردوس .
سلّمـكَ ربّي من كل جرح، ورفعَ عنكَ كلّ ما تجدُ برحمتـه التي وسعتْ كل شيء. ليحفظْـكَ ربّي، وليحفَظْ الحبيبـة منار وسائرَ الأحباب والأهل أجمعيـن .
خالص تقديري، وافر دعواتي
وألف طاقة من الورد والندى