|
تَطِيبُ أوقاتي وتَنْدَى لَهَا |
إنْ قَرَّبَتْ مِن هَمْزَتِي دَالَهَا |
ويخرجُ الشّيطانُ في داخلي |
عن صَمتِهِ إِنْ شَمَّ سِرْبَالَهَا |
العِطرُ في أَعطافِهَا شاعرٌ |
يُدِيرُ بِالإغواءِ أعمالَهَا |
كأنّمَا الأقدارُ قَدْ ضَمَّخَتْ |
مِنْ سابِغَاتِ العِشقِ صَلْصَالَهَا |
نَضَّاخَةُ الإشراقِ قد أَحْكَمَتْ |
على قلوبِ النّاسِ أَقْفَالَهَا |
بَثُّ "البلوتوث" الّذي حولَهَا |
يَقْسِمُ للعُشّاقِ أَنْفَالَهَا |
في قُربِهَا سيّانَ أو بُعدِهَا |
يلتَقِطُ المحرومُ إرسالَهَا |
مِن وحيِهَا يمتدُّ طيفُ الرُّؤى |
وتأخذُ الأفكارُ أشكالَهَا |
كأنّها مِن فَرْطِ إِغوائِهَا |
لا تُضْرَبُ الأمثالُ إلا لَهَا |
خيالُهَا المحمومُ يجتاحُني |
يُنْشِدُ لي في الصّحوِ مَوَّالَهَا |
وإِنْ أَلَمَّتْ بي هُنَا غَفْوَةٌ |
رَأَيْتُ رَأيَ العينِ تِمْثَالَهَا |
قصيدةٌ لاميّةٌ أَشعَلَتْ |
بَحْرِي وأَلْقَتْ فيهِ أَهْوَالَهَا |
يُشَكِّلُ الحرمانُ عنوانَها |
وتعزفُ الأخطارُ مِنوالَهَا |
وكُلّمَا حاولتُ إطفاءَهَا |
تزيدُ إشعالي وإشعالَهَا |
ومرّةً زارَتْ بِلا موعدٍ |
وتَرْجَمَتْ بالفعلِ أقوالَهَا |
لَمْ تَخْشَ مِن أضواءِ حُسّادِها |
إِنْ أَنْجَبَتْ في السِّرِّ أطفالَهَا |
مَدَّتْ يدًا مجنونةً حَطّمَتْ |
مطارقُ الكِتمانِ أغلالَهَا |
وأمسَكَتْ بالخوفِ من خوفِها |
كأنَّهُ يَهْوِي ليغتالَهَا |
لَمْ تَكتَرِثْ بالأمرِ إِنْ نَالَهَا |
مِنْ لَمْسِهِ بِالكَفِّ ما نالَهَا |
وغَادَرَتْنِي لَمْ تَذُبْ لوعةً |
مِن نَزْفِ آهاتِي.. فَأَوْلَى لَهَا! |
مَا زِلْتُ أستسقي مواعيدَهَا |
وأرتجي في الغَيبِ آجالَهَا |
لكنَّها – تَبّاً لَهَا – استَكْبَرَتْ |
وأَغْلَقَتْ عَقْلِي وجَوّالَهَا |