امتثال
ذات غفوة، مرتْ بي ثانية من زمنِ عمري بسرعتها المعهودة، وعلى غير عادتي تمسكتُ بتلابيبها راجيا منها بعض التأني لعل في تريثها وإبطائها ما يقرب مني معناها وطبيعة مادتها وسر سرعتها.
- ألا تتمهلي ؟؟ إلى أين وجهتكِ بهذه السرعة؟؟
- لكني كنت دوما على هذه الحال ... ولم يسبق أن بادرتني بمثل سؤالك هذا.. ما الذي جد ؟؟
- كنت دوما أقاوم الرغبة في القبض على سر من أسرارك، حتى حسمت اليوم أمري وقررت سبر أغوارك.
- لكنني الزمن !! هل سمعتْ عمن سبر أغوار الزمن ..
- الزمن ؟؟ فليكن ...
- الزمن يُمتثل له فقط ... قد يُقاس، لكنه يبقى بعيد القرار وصعب المراس.
غالبتُ رغبة في جرها إلي وضمها كي أوقف الزمن، لأن أخواتها كن يمررن باسمات في غنج ودلال. تلك برهة أقل سرعة من أختها هنيهة وهذه عمتهم ساعة وذاك جدهم نهار وكل في فلك يعبرون دونما عودة او التفات ..
أدركت ألا جدوى من القبض على الثانية، فتطلعت إليها متسائلا :
- وكيف يُمتثل للزمن ؟؟
- كما يَمتثل الموجُ لرغبة الشط في هدنة عابرة .. كما تمتثل الشمس لشوق العتمة إلى البدر ... كما تمتثل الطير لأحكام السفر، وتمتثل المزنة للغصن كي يغدو ريانا أخضر.
أجبتها: امتثلتُ للزمن كما تمتثل الروح لموعدها ....وامتثلتُ لله رب الكون العظيم.