|
قَدَرٌ تَخَيَّرَ فَالقُلوبُ حُطَامُ |
وَ سَعَتْ إِلى طَعْنِ الفَتى الأَيَّامُ |
وَ عَشيقَةٍ رَقَدَتْ بِمَهْدِ تَحَرُّقِي |
وَ أَنا سَهِيْرُ النَّبْضِ كَيفَ أَنامُ |
صَارتْ هَوايَ وَ مُهْجَتي وَ سُكُوني |
بَدْرَاً أَزاحَ العَتْمَ , فَهْوَ تَمَامُ |
وَ عَلى سُفُوحِ الوَجْنَتِينِ تَشُوُّقِي |
قُبَلُ الِّلقَا , قَدْ صَبَّهُنَّ غَرامُ |
قَلَبَتَ مَوَازِينَ الرَّجاحَةِ عُنْوَةً |
فَأَهَنْتُ دَمْعِيَ وَ الهَوَانُ ضرامُ |
فَتَنَتْ كعَابٌ مُقْلَتَيَّ وَ قَبْلَهَا |
مَا لِلْحِسَانِ بِمُقْلَتَيَّ مَقَامُ |
سَكَنَتْ بِفِكْرِي وَ انْثَنَتْ بِمَشَاعِري |
كالماءِ في " بَرَدَى " حَبَتْهُ " الشَّامُ " |
وَ تَزَهَّرَتْ " كَالغُوْطَتِيْنِ " عَلَى يَدِي |
لَمَّا مَدَدْتُ , وَ أَيْنَعَ " الشَّمَّامُ " |
وَ تَدَفَّقَتْ في خَاطِرِي فَكَأَنَّهَا |
" نِيْلٌ " جَرَى فَاسْتَعْذَبَتْهُ أَنَامُ |
وَ تَرَسَّخَتْ فَوْقَ الجبينِ بِقُبْلَةٍ |
فَكَأَنَّهَا في " مِصْرَنَا " " الأهْرَامُ " |
وَ سَمَتْ بِعُوْدٍ كَالقَنَاةِ فَخِلْتُهَا |
نَخْلَ " العِراقِ " , سُمُوُّهُ الأَعْلامُ |
أَوْ مَاءَ " دِجْلَةَ " إِذْ يُرَوِّي خَافِقِي |
حُبَّاً وَ عِشْقاً , وَ الشَّرابُ مُدَامُ |
مِنْ زُرْقَةِ الأَمْواجِ فِي حَدَقَاتِهِا |
بَحْرُ " الخَلِيجِ " يُمِدُّهُ الإلْهَامُ |
كَمْ تَعْذِلُونَ وَ كَمْ أَنا مُتَلَهِّفٌ |
كَمْ تُؤْلِمُونَ , وَ كَمْ حَنَا الإيلامُ |
لا , لَنْ أَبِيعَ هَيَامَهَا كُرْمَى لَكَمْ |
فَالقلبُ قَلبيَ وَ الهيامُ هيامُ |
مِنْ جُلَّنَارِ العِشْقِ لَونُ مَحَبَّتي |
وَ مِنَ الأَقاحِ تَخَلَّلُ الأَنْسامُ |
وَ اليَاسمينُ إِذا يُعَطِّرُ مُهْجَتي |
وَ هَوَايَ ثَغْرُ بَرَاءَةٍ بَسَّامُ |
قَالوا : ( تُرى أَحْبَبْتَ يَا مُتَمَنِّعَاً ؟؟ ) |
عَجَباً سَمِعْتُ , هَلِ الغَرَامُ حَرَامُ ؟؟ |
إِيْهٍ , وَ عُذَّالُ الهوى يَرْمُونَنَا |
عَنْ قَوْسِ حِقْدٍ وَ الحَدِيثُ سِهَامُ |
قَالُوا : ( جُنُونُ الحبِّ هَدَّ وَقَارَنَا ) |
بِئْسَ الوَقارُ وَ صَاحِبٌ نَمَّامُ |
شَتَمُوكِ , لَوْ عَرَفُوا الهوى لَتَبَيَّنُوا |
وَ لَمَاتَ مِنْ قَهْرِ الأَسَى الشَّتَّامُ |
قَالُوا : ( سَتَفْنَى ) في الهوى , فَرَدَدْتُ : ( لا |
نَفْسي , وَ لا كَبَحَ المُنَى الإِلْجَامُ ) |
وَ لَسَوفَ تَذْوِي فِي جُنُونِكَ يَا فَتى |
فَرَغِبْتُ عَنْهُمْ وَ الدُّمُوعُ غَمَامُ |
أَهوى لَظَاها وَ السَّعيرُ بَخَافِقي |
بَرْدُ الرَّبِيعِ , وَ جَنَّةٌ وَ سَلامُ |
كُفُّوا فَإنِّي عَاشِقٌ لِتُرَابِهَا |
كُفُّوا فَلَذَّةُ قَتْلِيَ الإِقْدَامُ |
فَأنا قَتيلُ العِشقِ مِلءَ إِرَادَتي |
رُفِعَ الكِتَابُ وَ جَفَّتِ الأَقْلامُ |