..
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
الشعر - أحبتي - فن أدبي له أهميته وعمقه , وهو فرع من أهم فروع لغتنا العربية , والشعر متوغلا في دمائنا ومتشعبا في موروثنا
هو مصدر من أهم مصادر اللغة والأدب , وهو يجري من العربي مجرى دمه وقيل أنه " ديوان العرب ومنتهى علومهم" .
والشعر من أصعب العلوم فهماً لأنه يتكئ إلى بعدين :-
1 - بعد المعنى الذي قد يكون خفياً في الأساليب أو التراكيب بما يشبه الإلغاز أو التلميح .....
2 - بعد الخيال الذي يكوّن المشاهد , ويرسم الصور ؛ وهذا الخيال قد يشوه الصور الجميلة أو يجمل الصور المشوهة أو يرسم صورة مغايرة في ذهن المتلقي .
ولكي تكون مثقفاً وناقداً في الشعر لابد أن تكون محبا ً لهذا الفن مرتقياً إلى علاه ؛ مؤمناً بأهميته , وعاملاً في ميدانه , ومنتمياً إليه , وسائراً معه وفق خطوات :-
أولها- معرفة منزلة الشعر عند العرب , وأنه من أرقى الفنون الأدبية ومن أهم مصادر الثقافة وداخلا في أغلب فنون العرب من رسالة ومقالة وخطابة وغير ذلك من الفنون الأدبية وهو الإرث الذي حفظ مفاخرهم وأيامهم وأخبارهم وحياتهم الاجتماعية وقيمهم الدينية والأخلاقية وضبط لغتهم وحفظ أسرارها .
ثانيها - العمل على سبر أغوار هذا العمق الأدبي وتتبع مراحله مرحلة مرحلة منذ نشأته ومعرفة ما فيه من أسرار بلاغية وبيانية ولغويه وكذلك حكمه وأمثاله سواء كانت نتاج تجربة أو وليدة بديهة ,والتمييز بين مليحه وقبيحه ومعرفة فحوله , وسهل بحوره وصعبها
ثم تقسيمه إلى قسمين :-
1- الشعر المقفى " العمودي " وقاعدته (وزن ,, قافية ,, بحر )
2- الرجز " الشعر الحر- أو شعر التفعيلة " ( وزن ,, لحن ,, تقاسيم )
ثم تصنيفه إلى ثلاثة أصناف :-
أ- بليغ عميق ـــــــــــ ب – فصيح جميل ـــــــــــــــ ج - سرد وتركيب.
وثالثها - الانتماء له بعد الامتزاج فيه ومعرفة مصادره ومذاهبه وأسراره وأهدافه وفهم مشاربه وروافده والقدرة على الانتجاع مع مفاوزه واستشرافها ومعرفة مزالقه واستكشافها ثم اختيار المذهب المتوافق مع ثقافتنا العربية الأصيلة المستمدة من مصادرها الربانية ومكارم أخلاق أهلها ثم تعزيز هذا المنهج ما يتوافق معه ولا يناقضه ؛ ثم حمايته مما يخالفه أو يتعارض معه ؛
وهنا تكون قد وصلت إلى مرحلة الفاهم في الشعر وفي النقد
والله أعلم
,,
,
بقلم : ناجي العازمي