قدم وفد رياضي جامعي من بلد عربي شقيق للمشاركة في عدد من الألعاب الرياضية ، و تم توزيع الضيوف على عدة مدارس داخلية ، و قد تسلم الأستاذ عدنان مسؤولية الضيوف المفرزين إلى إحدى الكليات الجامعية ، و حددت مسؤوليته في تأمين الراحة التامة للضيوف و خاصة تقديم ما لذ و طاب من الأطعمة الشامية اللذيذة في أوقاتها ، و وضعت وزارة التعليم العالي تحت تصرفه عددا من خريجي معهد الفندقة للمساعدة في ترتيب الموائد و تقديم الوجبات - المتعاقد عليها مع أشهر المطاعم في أوقاتها .
*****
في جولة تفتيشية مفاجئة ، لاحظ الأستاذ عدنان ، في عمق ثلاجتين على الأقل ، شطائر مكتنزة تلفت النظر ، فتح إحداها ، و لدهشته وجدها منتفخة بما يزيد عن نصف كيلو غرام من الزبدة . نادى رئيسهم سائلا بلهجة حادة :
= لمن هذه الشطيرة ؟
ارتبك أبو علي ، ثم أجابه :
- إنها لي ، عدنان بك !
= و هل بمقدورك تناول نصف كيلو زبدة في وجبة واحدة يا أبو علي ؟
- بصراحة أستاذ عدنان ، اشتهيت أولادي بها ( الله يخلي لك أولادك...)
تناول الأستاذ عدنان شطيرة أخرى فوجدها ممتلئة بأكثر من نصف كيلو من الكباب ، و أما الشطيرة التالية فكانت متخمة بالجبن الحلبي المضفور ..
هنا لم يتمالك الأستاذ عدنان نفسه فصاح بأعلى صوته :
= و هذه لك ايضا ؟ و تلك و الأخرى و الرايعة و الخامسة ؟؟؟؟
إزداد إرتباك أبو علي و هو يجيبه :
- لا أبدا أستاذي ، الزبدة لي فقط ، و البقية للشباب المساعدين !
ازداد غضب الأستاذ عدنان ، فاصفر وجهه ، و قدحت عيناه شررا ، و علا صوته أكثر و أكثر ، و هو يهدر و يزأر و يزمجر مؤنبًا :
= أنتم موظفون أم لصوص ، ألا تعلمون أنها أموال الدولة ؟ ألا تعلمون أن سلوككم هذا قد يودي بكم إلى السجن ؟ أهذه هي الأمانة التي تعلمتموها في معهد الفندقة ؟!!!.
و أخذ أبو علي يحاول تهدئته معتذرا ، راجيا الصفح و الغفران ، مبديا استعداده لإعادة كل شيء من حيث أتى في الحال .
هدأ الأستاذ عدنان قليلا ، هز براسه أسفا ، ثم قال بعد تفكير طويل :
= هذه المرة سماح ، أعيدوا كل المسروقات إلى أماكنها في الثلاجات حالا ، و لا تعودوا إلى مثل هذا التصرف المشين .
ثم مضى ....
و قبيل بلوغه باب المطبخ ، لحق به أبو علي مناديا :
- عدنان بك.. عدنان بك .. أعطني مفتاح سيارتك ، من فضلك !...
مد الأستاذ عدنان يده إلى جيبه ......
أخرج منها المفتاح .....
ثم ناوله لأبي علي ......
و قد تبددت جميع علامات غضبه .