وأَعْصِرُ مُهْجَتي سُحُبا قريبٌ ودُّهُ خَطَبَا ونارُ جَواهُ في صَخَبٍ تَثُورُ وطِبُّها وَجَبَا عُيونُ الشَّامِ تُسعِفُني وتُطفئُ مَا بيَّ التَهبا دمشقُ هواكِ أُغنيةٌ وصَفو الوُدِّ رِيحُ صَبَا أطيرُ إليكِ في لَهَفٍ أَحِنُّ إليكِ مُنْتَسِبَا وأُسرجُ صَهوَتي رَغَباً وأَركَبُ أمْتَطي شُهُبا أصوغُ الحُبَّ عِقْدُ سَنَا وأحضِرُ مَهرَها ذَهَبا أزيدُ أزيدُ لو بدَمي وأعصِرُ مُهجَتي سُحُبا وأَسكُبُ من وَجيبِ القَلـ ـبِ ألحَاناً لهَا طَرَبا أطيرُ بألفِ قَافيةٍ أطُوفُ بحُبِّها رَغَبا وأُنْشِدُ في مَسَامِعها بماءِ الحسِّ ما عَذُبا وأقْرَأُ سِفْرَهَا عِزَّاً هُنا التَّاريخُ قَد كُتِبا ربُوعُ الخُلدِ فَاتَنتي وهَامُ المَجدِ مُنتصِبا لأسبحَ في حَضَاراتٍ تُري الآَمادَ والحُقَبا أقَبِّلُ بَدرَها حَسَبَا وألثُمُ شَمْسَها نَسَبا وارْسُمُ لوحَةً عَليـَـ ـاءَ فَنَّاً سِحْرُهُ خَلَبا فجلَّقُ مُهجَةُ الأَحْرا رِ قَلعَةُ أمَّتي رَهَبا وفيها تُشرِقُ الدُّنيا ومنها الدِّينُ مَا غَرَبا دَعيني لا أَرَى العَتَبا فقَلبي هَاهُنا انْسَكَبا ونَبضُ الرُّوحِ مُعتَصَرٌ لرَحْمِ ثَراكِ قَد نُسِبا لألقَى وجهَكِ البَسَّـ ـامِ يَحيا فيهِ من قَرُبا ويَأنَسُ فيهِ ذو شَغَفٍ ويَنشُرُ ريحَهُ طِيبا ويُعشِبَ حسُّهُ رَوضَاً ويُثْمِرَ نخلُهُ رُطَبا نَسيبٌ خَطَّ مُهجَتَهُ وجَاءَ إليكِ مُقْتَربا أهيمُ بذكْرِ مُقلتها ويُهْدي الرُّوحَ دَرْبُ صِبَا فَعُذراً مُنْتَهى أَمَلي بأَنْ ألقَاكِ ريمَ ظِبَا وإنِّي مَا نَسيتُ أنا أنا الطِّفلُ الذي شَغَبا أنا الوَلدُ الشَّقيُّ بها أنا الحُرُّ الذي اغْتَرَبا أنا والله قَطْرُ دَمي بمسْكِ تُرَابها اخْتَضَبا وأضْحَى القَلبُ في شَكوى وباتَ الحَالُ مُنْتَهَبا وأمضي أقْطَعُ الأَعْوا مَ أقْضي العُمرَ مُحْتَسبا ورَحمةُ رَبِّنا سَبَقَتْ لواقِحَ أثْمَرتْ عَجَبا وإذ بالصَّبرِ لي فرجٌ وجَادَ الغَيثُ لي صَبَبا دمشقُ عَروس قَافيَتي أجيبي دَاعياً سُلِبا أتيْتُ إليكِ في كَلَفٍ وجِئتُ أتُوقُ مُنْتَحِبا كطِفْلٍ أُمُّهُ اخْتُطِفَتْ لحَقٍ ضَاعَ واغْتُصِبا فهل تَحلو لنَا الأيَّامُ نُُلقِي الهَمَّ والحُجُبا وأنْ ألقَاكَ يا وَطَني ولا أَلقَى بكَ النَّصَبا لنَلقَى الشَّامَ حُضنَ رِضَا وأمَّاً ضَمَّهُ وأَبا فَعُذراً فالنَّوَى كَلِمِي أ يَبْقَى الجُرحُ مُلتَهِبا ؟! وهَل نَحْيَا بلا وَطَنٍ ؟؟ وكَيفَ يعيشُ من نُكِبا ؟ فهَل وصَلٌ إليهِ بَدا ؟؟ وهَلْ أمرٌ لهُ حَزِبا ؟؟ وهَلْ طبٌ يَلوحُ لهُ يُدَاوي العَينَ والهُدُبا ؟؟ د.محمد إياد العكاري