يا جهولا تُبْ إلى الله
أيها الليلُ تقاطرْ شُهُبا واجلبِ الأقمارَ وامحُ السُحبا ضاعَ فيك الحبُّ ؛إشراقتُه والظلامُ الجهمُ فيك اكتئبا حيثما تشرقُ شمسٌ؛فانتظرْ مِن توالي المشرقين مغربا آذنتنا عاصفاتُ البينِ بالـ هجرِ ؛بالغدرِ سنينا دأبا منذُ أنْ حامتْ حماماتُ الحِما تحت غيمات النوى ضاعت هبا كلّ ما يسعدُ عنك مبعدٌ كل ما يحزنُ منك اقتربا ------ أيها الليلُ تقاطرْ ظُلَما هجرَتْك الشمسُ والبدر اختفى في دياجيكَ ؛فضيّعـْتَ الهدى هذه الأشجار مالتْ و الهوا في الغصون اشتدّ عصفا وصدى أ صداهُ كأنيني خافتٌ أم كقلبي جفّ من طول الصدى ما لأغصان الـ"كلبتوس"انحنتْ ولباس التوتِ بردا جُرّدا وأنينُ النخل آناء الدجى لفّ صمت الليل في ثوب الرَدى --- لـِزمان الوصل طبعٌ ما رعا إنني والليلُ عانينا سوا هجرتنا الروح والبدرُ معا وطغى الهجر على أشيائنا صوت ماضينا؛تمادى وسعى يا رعى اللهُ ديارا للهوى وإناء الحسنِ فيها مترعا كم تساقينا على خضرائها كأس حبّ وحنين أروعا ولقد شتّتْ ظباءُ الوصل مذ جفل الحظُّ وسعدي انتُزعا ------ لي حبيب كان في خُصلته ويراعُ الحسن من لهجته كتب الشعر فأغوى وغوى تبع القلبُ هواه وجرى خلف أوهام شبابي ما ارعوى شطَّ حتى بلغ السيلُ الزُّبى عاد وقتَ الشيب والتقوى سوا كل نفس لم تحدْ عن عوج من رؤاها يُنتزعْ منها الشّوى يا جهولا تُب إلى الله الذي يغفر الذنبَ ويعلي مَن هوى --