سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
أخوتي الكرام .. ( من أولها .. أنا لا شأن لي .. ثوروا على من أقنعتني بكتابة هذا الموضوع )
باسم الله نبدأ ..
أذكّر بأهمية النظرة الكلّية للوزن دون الاهتمام بحدود التفاعيل..
واعتدنا التصنيف كطريقة لتوضيح المطروح ..
و هنا نقول :
(( الشعر من حيث إبقاعه صنفان :
الأول مكون من الأسباب و الأوتاد .. و هو يشمل كل البحور المعروفة .
أما الثاني و لا يشمل أي وتد حقيقي .. بل كلّه من الأسباب .
و هو ما نطلق عليه اسم : الخبب ))
لعلّ في الأسطر السابقة بعض ما يجب توضيحه ..
و لعلّنا منها نستطيع استنتاج إحدى خاصتي الخبب ..
فلنبدأ بالتوضيح والاستنتاج:
الأسباب :
و هي نوعان :
1- سبب خفيف : و يتكون من متحرك + ساكن ==> 1+ه = 2
مثال : هَلْ .. قَدْ .. سَدْ .. يَا ....... إلخ
2- سبب ثقيل : و يتكون من متحرك + متحرك ==> 1+ 1 = (2)
مثال : بِمَ .. لِمَ .. هيَ ....... إلخ
( لاحظوا القوسين حول (2) ... هذا ليبدو السبب الثقيل بدينا مظهراً و مخبرا J )
الأوتاد : و هي تتكون من متحرك+ متحرك + ساكن ==> 3
مثال : رَبَا .. دَنَا ....... إلخ
ذكرنا أن هنالك خاصتين للخبب ..
و قلنا أنّنا يمكن أن نستنتج إحداهما ..
و قد عنيتُ بقولي سابقاً : ((أما الثاني و لا يشمل أيّ وتد حقيقي .. بل كله من الأسباب ))
و هكذا نقول :- للخبب خاصتان :
1- كلّه أسباب فلا أوتاد فيه
فهو إما : 2 أو 1+ه = 2 أو 1+1 = (2) أو 1+3 = 1+1+2 = (2) + 2
2- الزحاف وهو تغيير بالحذف يطرأ على ساكن السبب الخفيف مثلاً 2= 1 ه ..
نحذف الساكن ليبقى الـ 1 وكما أسلفنا في الدرس السابق بأنّ كل ا أصله 2.
ربما نستطيع بالاستعانة بما قلناه أن نكتب تعريفا للخبب ..
و قد عرفوه فقالوا :
((هو الوزن .. أو الإيقاع الناتج عن تكرار الأسباب التي لا وتد فيها ..
و وحدته زوج من الأسباب يمكن لأي منها أن يكون خفيفاً أو ثقيلا
و لا ينطبق عليه التناوب بين الزوجي و الفردي.))
و لنبدأ بتطبيق على هذا البيت :
غنّاه الأمس وأطْرَبَهُ ........ وشجاه اليوم فما غدُهُ
غن - نا - هل - أم - سُ - وأط - رَ – بهو
2 – 2 – 2 – 2 – 1 – 3 – 1 – 3
2 – 2 – 2 – 2 – (2) – 2 (2) – 2
وَ – شجا – هل – يوْ – مُ – فما – غَ – دهو
1 – 3 – 2 – 2 – 1 – 3 – 1 – 3
(2) – 2 – 2 – 2 – (2) – 2 – (2) – 2
هنا نلحظ أننا لم نعتمد الوتد و إنما حولناه!
ذلك أنه إذا سبقت 3 بالـ 1 كانت مثل من سار خلف القافلة و خطف آخر جمالها
و نحن في الخبب نعيد الجمل لقافلته J
ربما يتساءل أحد ما : ماذا إن أبدلنا السبب الثقيل بخفيف أو العكس ؟
و نقول : فلنجرب J
و أقول : لست شاعرة .. قد أفسد الكثير .. لكن ثورة الشعراء هنا ممنوعة منعا باتا L
غنّاه الأمس وأطْرَبَهُ ........ وشجاه اليوم فما غدُهُ
(( غناه الأمس و أطربه ........ قد جار اليوم فما غده ))
**سأستبدل السبب الثقيل الأول في العجز بسبب خفيف.. فتأملوا...
غَنْ – نَا – هُلْ – أَمْ – سُ - وَأطْ – رَ- بَهو
2 – 2 – 2 – 2 – 1 – 3 – 1 – 3
2 – 2 – 2 – 2 – (2) – 2 (2) – 2
قَدْ – جَا – رَلْ – يَو – مَ – فَما – غَ – دُهو
2 – 2 – 2 – 2 – 1 – 3 – 1 – 3
2 – 2 – 2 – 2 – (2) – 2 – (2) – 2
نرى عدم اختلاف الوزن..
أيضا .. لو قرأنا الاستبدالات لمن يزن الشعر بسمعه لما وجد فيه اختلافا.. ردّدها تجد ان لا ثقل..
لعلّكم أثناء تقطيع المثال لاحظتم 1 3 ..
و أننا حولناها إلى (2) 2
رغم كون 3 وتدا !!
و السبب هنا أن 3 ليست بوتد حقيقي ..
و هي أصلا عبارة عن 1 و 2 .. أو 1 1 2 .. لنصل لـ (2) 2 وهما سببان اولهما ثقيل والآخر خفيف..
أما إذا جاءت 3 وحدها .. دون 1 يسبقها
إذا هي تخرج بالقصيدة عن الخبب .. لأنها تكون وتدا حقيقيا
و إذا أتت هكذا 3 1 فهي أيضا خارجة بالقصيدة عن الخبب
لأنها هنا أيضا عبارة عن وتد حقيقي .
و هذه القصيدة مثال على الخبب :
لأبي القاسم الشابي :
1- غنّاه الأمس وأطْرَبَهُ ** وشجاه اليوم فما غدُهُ
2- قد كان له قلبٌ كالطِّفْـ ** لِ يد الاحْلام تهَدْهِده
3- مذ كان له مَلَكٌ في الكو ** نِ جميل الطَّلعةِ يَعْبده
4- في جوف الليل تناجيه ** وأمام الفجر يمَجِّده
5- وعلى الهضَبَاتِ يغَنِّيهِ ** آياتِ الحمْدِ وينْشِده
6- لولاه لَمَا عَذُبتْ في الكو ** نِ مَصَادِره وَ مَوَارِده
7- تمشي في الغاب فَتَتْبَعه ** أفراح الحبِّ وتَنْشده
8- ويرى الآفاق فيبصِرها ** زمَراً في النُّور ترَاصِده
9- ويرى الأطيار فيحسبها ** أحلامَ الحبِّ تغَرِّده
10- ويرى الأزهار فيحسبها ** بسماتِ الحبِّ توَادِده
11- فيخال الكونَ يناجيهِ ** وجمال العالم يسعِده
12- ونجوم الليل تضَاحِكه ** ونسيم الغَابِ يطَارده
13- ويخال الوردَ يداعِبه ** فرَحاً فتعابِثُهُ يَده
14- ويرى الينبوع ونضرته * ونسيم الصبح يجَعِّده
15- وخرير الماء له نَغَمٌ ** نسمات الغَابِ ترَدِّده
16- ويرى الأعشابَ وقد سمقت ** بين الأشجار تشاهِده
17- ونظاف الطلّ تنمِّقها ** فيجلّ الحبَّ وَيَحْمَده
18- ياللأيام فكم سرَّتْ ** قلباً في الناس لِتكْمِدَه
و المطلوب منكم إخوتي :
1- تقطيع بيتين فقط من أبيات القصيدة على التتالي .
( و قد قطعنا البيت الأول كمثال )
و هذا مثال ثان ( من غير هذه الأبيات )
يا منْ جحدتْ عيناه دمي ... و على خدّيْه تورّدهُ
يا – من – ج – حدت – عي – نا – ه – دمي
2 – 2 – 1 – 3 – 2 – 2 – 1 – 3
2 – 2 – (2) – 2 – 2 – 2 – (2) - 2
و – على – خد – دي – ه – تور – ر – دهو
1 – 3 – 2 – 2 – 1 – 3 – 1 – 3
(2) – 2 – 2 – 2 – (2) – 2 – (2) - 2
2- نظم بيتين على إيقاع الخبب.. طبعا لا فرق إن كانت الأسباب ثقيلة أو خفيفة ولا فرق بعددها
( ملاحظة : كون الأسباب من الثقيلة أو الخفيفة لا يؤثر .. المهم هنا عدد الأسباب فحسب )
هذا مثالي : باسْمِ الله ... سبّح قلْبي //// 2 2 2 2 ...2 2 2 2
كبّر حبّاً ... طاف يلبّي //// 2 2 2 2 ... 2 (2) 2 2
مع خالص الشكر لأستاذتي الرقيقة كلمات على إرشادي و على تقديمها قصيدة الشابي
تحياتي و كل الود
غموض