مغرورة/ ثناء حاج صالح

مَغْرورة


1
صُحُفُ الدفاتر في حَرائقِ مَوْقِدي = قَلَّبتُها بأصابِعي حَرَقتْ يَدِيْ
هذي التي في دَفْتريْ ألقَيتُها = هَدَّدْتُها بالنارِ إن لم تَهتَدِ
وَعَظَ اللَّهيبُ عُيونَها فَغَفَتْ بِهِ = والثَّلْجُ حِين أحاطَها لم تَبرُدِ
حالتْ عُيوني جَمْرَتَينِ من اللَّظى = لكنَّني مَغرورةٌ يا سَيـِّدي !


2
خاطَبْتَني: في العِشْقِ لا تَتَوَقَّفي !
من ذا يُغِيِّر من شُعُوري مَوْقِفي؟


في مَوْقِدي صَهَلَتْ خُيُولٌ واختَفَت
وذرا الرَّمادُ العُنفُوانَ المُختَفي


والموجُ هاجَ من الشَّواطِئِ وارتمى
حتى خَشِيتُ على اللَّظى أن يَنطَفي


أعْدو إلى حَقْلِ اليَباسِ وغَيمَتي
ممَلوءَةٌ من هاطِلٍ لم يَنشَـفِ


إلَّا إلى العِشْقِ الذي لم يَدْعُني
إلَّا لِمـائِدَةِ الفقيـرِ المُتـْرَف


يَبتاعُ من زيتِ الرَّحيقِ إدامَه
وأنا أَعِفُّ عن الشَّذا المُتَكَثِّف


ما كنتُ أرْضى شَربَةً من كأسِه
لو كنتُ أحْيا باجتِراعِ القَرْقَف*


مادام قَبْـلي كُلُّ قَلْبٍ ظامِئٍ
يَرجو القُطارَةَ من دَواءِ المُسْعِفِ


إن كان صَبَّ إليَّ كأساً عِفْتُه
أو كان يَحلِفُ لاضطِراري أَحلِفِ


أنا لا أقاسِمُ ظامئاً في جَرْعَةٍ
حتى ولو نالَ المُقاسَمُ ما يفي


أنا لا أُنازعُ خَيمةً أوتادَها
لا يَحْذَرَنَّي مَنْزِلٌ ذو أَسْقُفِ


حاشاي أتْبَعُ للعقارِبِ خُطَّةً
أَحْذو حِذاها كيفَ تَلْدَغُ أقْتَفي


أنا لا أنافِسُ مُمْسِكاً بحِبـالهِ
لِصُعودِ قِمَّة مَنْصِبِ الخلِّ الوفي


لو أَستَبيحُ من النِّساءِ عَذابَها
لَسَعِدْتُ يَوماً بانصِياعِ تَزَلُّفِ


ومَدَدْتُ طَرْفي للوَداعَة خِلْسَةً
أَسْتَلُّ من غَفْلاتِ قَلْبِ الأضْعَفِ


أنا إن بَكيتُ على النِّساءِ فإنَّني
آسى على البِنْتِ التي لم تُنصَفِ


في النَّهْر يجري السَّلْسَبِيلُ لِكَفِّها
وتَذوقُ من بَعضِ المياهِ وتَكتَفي


من حيثُ أنِّي صَخْرَةٌ فأنا كذا
ويَظَلُّ أقسى من عِنادي ما خَفِي


تلك المبادئُ ليس يَقبَلُ نَقضَها
مَن ليس لِلعَهْد الكريمِ بِمُخلِفِ


مَرْحَى لِصَبرٍ ضاقَ عن فَخْري الذي
أضْحى يُعدِّدُ كاذِباً ما ليس في


مَغْرورةٌ بِدَمي الذي هوَ جارفٌ
فَاجنَحْ إليه مع القَصائدِ يَجرِفِ


وتكيَّفتْ أوْجاعُ روحي بَينَما
من ضَلَّ عنه السِّرُّ لم يَتَكَيَّفِ


عَدوى الغُرورِ عُدِيتُها من سُوْسَةٍ
نَخرَتْ عِظامي يومَ خِرْتُ تَصَرُّفي


لا يَجرِفُ النَّهَرُ المُهَرْوِلُ عُنوَةً
مَنْ ليس في تَيَّـارِه بمُجَدِّفِ


لي صُحْبَةٌ كانوا حياتي عندما
عاهَدتُهم بِفِراقِهم أن أَحْتَفي

مَلَّوا جَميعاً من صُخُورِ تَحْجُّري
وأعيشُ وَحْدي في قُصور تَعَجْرُفي


لا تَسْتَضِفـْني في النَّهارِ حَقِيقَة ً
بَل مَحْضَ وَهْمٍ في الظَّلامِ مُزَيَّفِ


رَأسي على كَتِفِ الوِسادِ كأنَّني
حُلُمٌ تَسَرْبَلَ في بَياضِ (الشَّرْشَفِ)


أبكي رُؤوساً شَهْرَيارُ أطاحَها
وأنا أُقاوِمُ بالكلامِ تَخَوُّفي


لا فَجْرَ بَعْدي إن أطَلْتُ حِكايَتي
والَّليلُ يُسرِفُ في حُضوريْ المُسْرِفِ










القَرْقَفُ: الخمْرُ
القَرْقَفُ : الماءُ الباردُ الصافي

رأيت أسمك فهرعت لأرحب بك
أهلا بك غاليتي في واحتك التي اشتاقت لك
ولشعرك الجميل ولنقدك البارع المميز
ولي عودة للقصيدة إن شاء الله.
تحياتي وودي.

أبدعت وأجدت شاعرتنا الراقية
دمت بروعة وألق
مودتي

شاعرية وعذوبة وجمال
رائع ما قرأت هنا
الأستاذة الشاعرة ثناء صالح
تحية لإبداعك
تقديري ومودتي

"مغرورةٌ".. هذي القصيدةُ، فاهتفي
.............................لبيانِها فَبِه البلاغةُ تحتفي
فالحَرْفُ يعزفُ لحنَها مُترنّماً
....................والرِّتمُ يجري كالنّميرِ المُسْعِفِ
ينْسَلُّ من ثغرِ الغَمائم برْقُهُا
................ليُضيءَ في الحَلَكِ انسجامَ الأحرُفُ
منْ كلِّ بيْتٍ شئتِ يومِضُ بَغتةً
.................لحْنٌ وَوَمْضٌ بـ"التحرُّشِ" يكتفي
لتقولَ: هأنذا، وَ"تُسبِلُ رمْشها"
.......................وأكادُ أجزمُ أنَّني لم أُنْصِفِ
سأعودُ أقرأ في السُّطور تميّزاً
..............لأذوبَ في نسْغِ الجَمالِ وأختفي

قلبتها بأصابعي

ليستقيم الوزن
تحياتي لك

رأيت أسمك فهرعت لأرحب بك
أهلا بك غاليتي في واحتك التي اشتاقت لك
ولشعرك الجميل ولنقدك البارع المميز
ولي عودة للقصيدة إن شاء الله.
تحياتي وودي.

مرحباً وألف أهلا بأختي الغالية الأستاذة الأديبة نادية محمد الجابي
أشكر لك ذوقك الراقي ودماثتك ولطفك في ترحيبك الذي أقدِّره .
وأشكر لك كلماتك الطيبة.
وبانتظار عودتك الكريمة تقبَّلي مني أرق التحايا وأعطرها
مع المحبة والاحترام

الله الله
قصيدة شامخة ووصف جميل وإبداع لغوي
ورسمت لوحات شعرية كبيرة بمعانيها

أجدت وأحسنت

تحياتي وتقديري

ياأيتها المغرورة .. لحرفك سحر يصيب القلوب، ولشعرك وقع جميل طروب
معان جميبة وبناء متماسك قوي، وبوح شفيف تماهى مع إيقاع عذب
هنا الشعر والصورة والدهشة والبيان ـ تدخل القلوب بلا استئذان
رويت ونهلت من بلاغة وعذوبة
وطاب لي هذا البوح المترع بالجمال
دام قلمك يفيض بالإبداع.

أبدعت وأجدت شاعرتنا الراقية
دمت بروعة وألق
مودتي

أشكر لكم حضوركم الكريم أستاذنا الشاعر غلام الله بى صالح
بورك فيكم
مع التحية والتقدير