المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالستارالنعيمي
السلام عليكم
قصيدة جميلة مميزة تتكلم باسم الابنة التي شابهت أباها في أخلاقها الحسنة .
وقد فخرت البنت بنفسها أمام أبيها كي تؤكد له أنها لا تستحق أن يزجرها أبوها.
وبدلا من زجره لها عليه أن يمدحها أو على الأقل يرضى عنها لفضائلها الأخلاقية .
لا تزجرنّي يا أبَـهْ = أنا ابنة ٌ محبّبة ْ
وقد استوقفتني القافية في البيت الأول لمخالفتها نوع القافية في الأبيات التالية .
فهي في البيت الأول من نوع المتدارك إذ يفصل بين الساكنين فيها حرفان متحركان فقط.
بينما تنتمي القافية في أبيات أخرى إلى النوع ( المتراكب ) الذي يفصل بين الساكنين فبه ثلاثة أحرف . فلعل الأستاذ عبد الستار وهو الشاعر والعروضي يمتلك وجهة نظر خاصة في هذا الأمر ، أو لعله يستسيغ تنوع القافية في مجزوء الرجز .
بريقُ عيني تنتمي = إلى سواد العنبةْ
تشبه البنت بريق عينها بسواد العنب . والتشبيه جميل ﻷن حبة العنب المدورة تشبه سواد العين باللون والتدوير .
ومع ذلك فإن الفعل " تنتمي " مؤنث ويدل على أن المنتمي مؤنث . بينما نجد المنتمي في البيت وهو " بريق العين " مذكرا.
وزهرتي بيضاءُ لم = تدنس بلمس الخطبة
"زهرتي "هنا تدل على عفة الفتاة ونقائها. وهي لم تدنس بلمس من جاء خاطبا للفتاة . فهي حيية نقية .
تأتيكَ أعمالي التي = لمّ تأتِ مـن ذي غَلَبة ْ
ليست الفتاة ذات غلبة . فهي خفيفة الظل إذن .
إنّي على أنثيتي = عزمي عليّ المرتبة ْ
" أنثيتي " تعني : أنوثتي، على ما أعتقد . وقد اختارها الشاعر ﻷن الخطاب الموجه للأب يفرض حرصا من الفتاة في انتقاء ألفاظها .
فالأنثية تخصص جنس الفتاة دون أن تلمح إلى خصائص الأنوثة التي تأتي في مدلول لفظ الأنوثة المتعارف عليه. وهذا الانتقاء الدقيق والذكي للمفردة يحسب للشاعر .
إني حصان جامحٌ = أكرهُ قيدَ العربة ْ
أرى تعارضا وتناقضا بين مدلول الجموح وما أفاضت الفتاة في الحديث عنه من صفات حيائها وآدابها والتزامها القرآن دون الغناء وطاعتها لربها .
فأثار هذا الجموح فضولي لأعرف ما يقصده الشاعر به .
أحملُ همّ َ أسرتي = عند اشتداد المسغبة
القافية مخالفة ( مسغبة ) . وشأنها شأن القافية في البيت الأول.
فأشبعُ الجياعَ من = عطيتي أغلى هبة ْ
يبدو أن الفتاة تهب حصتها من الطعام لأخوتها الجياع عند احتياجهم.
ثابتة ٌ من شيمي = إفراجُ همّ ِ المُكربةْ
القافية من المتدارك
والجود والإخلاصُ وال-حبّ ُ بذاتـي عقبة ْ
ولماذا يكون الجود والحب والإخلاص عقبة عند من يجود ويحب ويخلص عن قناعة ؟
أحبّ كل ما أرى = حتى بغيرِ مقربة
هنا يتضح لنا السبب نوعا ما . فأن يحب المرء كل ما يرى مشكلة حقيقية . خاصة إذا كانت( ما الموصولة ) هنا تشمل البشر أيضا . وهم مما تراه الفتاة .
وليس كل بشري يستحق الحب والإخلاص.
إني أنا نسختُكَ = الأخرى بدون مثلبة
القافية متدارك.
وأكتفي بهذا القدر . مع إشادتي بجمال الأفكار وجمال الصياغة
مع التحية والتقدير للشاعر المبدع الأستاذ عبدالستار النعيمي
رد مع اقتباس
