ثقوب في جبهة الحلم
الحلم يجهلُ من في كُنهِهِ انشغلوا
يدعونَهُ – قُبلةً – وقّادُها الأملُ
.
لم يعزفِ الحلمُ أنغامًا ترتّلُها
قلوبُ مَن لسماءِ الحلمِ لم يصِلوا
.
لم تشرقِ الشّمسُ حينًا قربَ لهفتِهم
إلّا وأشرقَ فيهم دفؤُها الخجِلُ
.
ما أنقصَ الدّمعَ يومًا حزنُهم صعدوا
دنيا كِريستالِهِ الحمراءَ واكتملوا
.
كم أطرق القومُ للصّوتِ الجريحِ وكَم
ثقبٌ بَكاهُم لأنّ القومَ ما دخلوا
.
الدّربُ تندبُهم في كلِّ نائحةٍ
وكم تنوحُ على أشلائِها السّبلُ
.
أقلامُهم أقفرت تُزجي لهم لغةً
تخضّبت في مداها الضيّقِ الجُمَلُ
.
آهاتُهم تعرفُ السّمراءَ حانيةً
على الزّهورِ بشهدِ اللهِ تغتسلُ
.
أصواتُهم من رنينِ العشقِ تحملُهم
لسدرةِ الشّوقِ طولَ الدّهرِ ترتحلُ
.
إلى مقامِ دمِ الأحلامِ تسفِكُها
مرارةُ الحظِّ مذ واساهمُ المللُ
.
إلى توجّعِ أمِّ الوقتِ تكتبُهم
فصلًا من السّحرِ يرجوهُ الهوى الوجِلُ
.
هم آخرُ الحلمِ ظلُّ اللهِ في لغةٍ
عنوانُها نحن يا عشّاقُ نشتعلُ
.
هم مِصحفُ العطرِ آياتُ اليقينِ شذا
يقولُ: إنّ الهوى الأرواحَ يعتقلُ
.
شقّوا السّماءَ بحزنِ الشّوقِ وانتصفوا
شهرَ الغرامِ هلالًا يا تُرى يصِلُ؟
.
وهل ينالون ما يرجون من قُبَلٍ
فيها يقينُ غرامِ الوردِ يكتملُ؟