طالَ الثواء أفقْ وارتعْ لإسعادي
فقد تناسيتُ أفراحي وأعيادي
قد أوشكَ الحسن أن يطوي صحائفهُ
يقصي الحياة ولا ادنو لميعادي !
تفنى المواقيتُ في عيني فتبعثها
نارٌ إليها فؤادي رائحٌ غادي
وإنَّهُ مقلةُ الملتاعةِ اكتحلتْ
كيما تراه وتحييني بإسهادي
أمسيتُ كالدمعة الحيرى بلا سكنٍ
سوى المآقي وهذا الضيقُ أصفادي
أحيي الموات بما أسرى به نغمي
من القصائد من خفَّاقيَ الشادي
ولا أزالُ على شوكِ الحروفِ أقي
جلدَ الدروبِ ونيراني بأبرادي
وإنني باللظى المشبوبِ مبتردٌ
فالحرُّ بُعديَ عن إنسانهِ النادي
أفنى وتفنى معي في كل ثانيةٍ
دقَّاتُ قلبٍ له البلوى بمرصادِ
يطوفُ بي في الردى والحزن مركبتي
وفوق لجَّتهِ قيثاريَ الحادي
يرفُّ يخفقُ والتيارُ يلهمهُ
ما باتَ ينشره في شطِّهِ الهادي
فيهِ الجمال الذي راحَ المراحُ بهِ
أحلى جوانبه يحلو لمرتادِ
منه الرواء لروحي والمراد لها
وإنَّ أيامَهُ ذكرى لإيقادي
أصابَ قلبي بسهمٍ موتُ صائده
فصادَ أمهر قناصٍ وصيادِ