ظمأ السحابة
ظمَأ السـحابةِ والشِــــتا صُنــــــوانُ
فهل ارتوتْ من بحـــرها الشُّــــطآنُ
الليلُ يفهـــمُ ما يبــــــوحُ به الفتــى
ولقلبـــــهِ من بوحــِــه خَفَقـــــــــانُ
حتى الحروف على القصيـدِ تلعثمتْ
محمومــــةً فكأنهـــــــا الهذَيـــــــانُ
وكفرتُ بالشــــــعر الذي لن ينحنــي
متوجِّعــــــــاً يغلي بـه الغليــــــــــانُ
عن أيِّ شيءٍ والمنــــازل أقفـــــرتْ
وتباعدتْ أفلاكُهـــــــا الازمـــــــــانُ
وربابتي هتفت تناشـــــــدُ ربَّهـــــــا
وسـفينتي ينأى بهـــــا الرُبّـــــــــانُ
قد كنتُ أمشـــي والرصيفُ معانــــدٌ
فلأيِّ دربٍ يســــــلك الولهــــــــــانُ
وأذوب كالثلج المشمَّس في الضحى
متبخِّـــــراً يقتاتنـــي الذوبـــــــــــانُ
ما بين أضداد المعانــــي تائــــــــــهٌ
ويلفنـــــي في بردِه التيهـــــــــــــان
فأشـــــدُّ أزرار الخريــف معاطفـــــــاً
وتفكُّ من أزرارِهـــــا الأغصـــــــــــانُ
إنَّ الفصـــولَ إذا تثائـــب ليــلهــــــا
ناياتُهـــــــا عند المســــــا أشـــجانُ
وتطيـــرُ ما بين النجـــــوم عرائسي
وعرائسي يحلـو لهـــــا الطيـــــرانُ
آثار أجنحتي ترفرف فــي الفضـــــــا
وبدا علـــــى آثارهــــــا اللمعــــــانُ
ماكنت في دنيـــــا الســحابة عابــرا
ظَمِئ الســـحابُ لأننـــي ظمــــــــآنُ