يا أنتَ يا كأساً ظمئتُ به فأنحله ورودي
يا لذَّةَ الألحان دافئةً ويا بردَ الجليدِ
هيَّمتُ بالتحنانِ للأيامِ والحلم الفقيدِ
أنعشتُ ألامي لأجلكَ رقصة تغتالُ جيدي
يا دمعةً في عين أرملةِ الهنا تبكي وحيدي
أوَّاه يا دجلايَ يا نيلي ويا روضي وبيدي
بعثر بقيايَ انتثر حولي انتشل منِّي خريدي
رتِّق بمرآةِ الفناءِ فُطُورَ ساعاتِ الخلودِ
يا زرقةَ الفجرِ البئيسِ بُعيدَ إمعانِ القيودِ
يا رعشةَ الألمِ الأخيرةَ نشوةً تُقني وريدِ
يا نشوةَ العطر الشغوفِ إلى اشتمامكَ يا وجودي
يا بلسمَ الحزنِ العضالِ وشهقةً أوهت وقيدي
يا بدعةَ التاريخِ في شفتي بأبياتي الشرودِ
هلَّا بَعَثْتَ بيَ الصباحَ عسايَ يلقاني طريدي
لأزيح عن أحلامي العذبات يرقانَ البليدِ
وأزفُّهُ نحوي إليَّ دما بما يروي وئيدي
فتضمّني في كفِّ حانيةٍ عن العيشِ البئيدِ
نرتاحُ من لمزِ الطريق بنا وخطوتنا الشريدِ
لا نستكينُ لنبحةِ الأحجار في الدربِ السديدِ
من كلِّ ما يعطي القرينُ لفتنتي سأقول زيدي
إن كانَ لعثمنا الطريقُ انا مُرِيدَةُ من مُرِيدِي