ذنب الكتابة

الله الله الله
هذه من روائعك أستاذنا الفاضل
ومن أجمل ما قرأت
سلمت وسلم قلبك ولسانك
خالص مودتي

ذنب الكتابة




وَطَنِي .. وَيَبتَعِدُ السُّؤَالُ عَن الإِجَابَة
وَالوَقْتُ يَزرَعُ فِي دَقَائِقِهِ الرَّتَابَة

وَطَنِي .. وَسَاحَاتٌ عَلَى أَطرَافِهَا
قُتِلَ النَّبِيُّ وَحَولَهُ صُلِبَ الصَّحَابة

وَطَنِي .. وَأَفئِدَةٌ تُرَاوِحُ نَبْضَهَا
رَحَلَ الرَّبِيعُ وَلَمْ تَعِشْ يَوْمًا شَبَابَه

وَطَنِي وَلَا زَالَ الهَوَى فِي مَهْدِهِ
يَقْتَاتُ مِن ثَديِ التَّغَرُّبِ وَالغَرَابَة

حَرْفٌ تَثَاقَلَ عَن مُوَاجَهَةِ الدُّجَى
سَطرٌ كَفَخٍّ زَيَّنَتْهُ يَدُ الرَّقَابَة

وَقَصِيدَةٌ ثَكلَى تَقُولُ لِهَاجِسِي
نَضُبَ المِدَادُ .. أَمَا شَبِعتَ مِن الكَآبَة

لَيلٌ يُمَارِسُ فِي السَّمَاءِ مُجُونَهُ
وَالفَجْرُ يَنْشُدُ عَطفَهُ وَيَدُقُّ بَابَه

مِن أَينَ نَأتِي وَالمَدَاخِلُ أَوصِدَتْ
فِي وَجهِنَا .. وَحُضُورُنَا استَحلَى غِيَابَه

مِن أَينَ نُشْرِقُ وَالجِبَالُ تَحَجَّبَت
بِاللَيلِ .. وَالتَارِيخُ تَسكُنُ فِيهِ غَابَة

وَتَرُ الجِرَاحِ يَخَافُ مِن أَلْحَانِنِا
وَالنَّايُ يُسهِبُ فِي مُغَازَلَةِ الرَّبَابَة

صَارَ النَّشَازُ اليَومَ أُغنِيَةً .. فَمَا
بَالُ المُغَنِّي لَم يَعُد بِاللَحنِ يَابَه

مَلَأَ السَّرَابُ كُؤُوسَنَا.. نَسْتَمطِرُ الــ
آَلَامَ وَالظَّمَأٌ استَحَالَ بِنَا سَحَابَة

وَطَنٌ تَزَاحَمَت المَشَاعِرُ فِيهِ .. غَا
زَلْنَاهُ لَكِنْ لَم نَجِدْ مِنهُ استِجَابَة

مَاذَا نَقُولُ لَهُ وَقَدْ أَعيَتْهُ أطـــ
ــنَانُ الحُرُوفِ وَمَلَّ مِن سَيلِ الخطَابَة

مَضَت القُرُونُ وَلَم يَزَل فِي صَمتِهِ
يَهذِي بِأَشبَاهِ الحَدِيثِ وَمَا تَشَابَه

يُهدِي لِصَنعَاءَ العِتَابَ – كَأَنَّهُ –
وَكَأنَّهَا صَمَّاءُ لَم تَسْمَع عِتَابَه

وَيَشُدُّ لِلعَدَنِ الجَرِيحَةَ رحلَهُ
فَتَفِرُّ مِنهُ كَأَنَّهَا تَخْشَى اقْتِرَابَه

أَوَلَم تَكُن بِنتًا لَهُ؟؟ أولَم تَكُنْ
دَومًا تُنَادِي طَيفَهُ الرَحَّالَ: ( يَا بَه )؟؟!!

يَمضِي يُجَرجِرُ خَلفَهُ ذَيلَ الدُجَى
عَارٍ يَخِيطُ بِشَعرِ شَارِبِه ثِيَابَه

فِي الضَّالِعِ اغتَالَ الرَّدَى أَزهَارَهُ
وَتَهَامَةُ انتَحَرَت بِهَا قَهرًا شَذَابَة

وَتَبَرَّأتْ مِنهُ العَوَاصِمُ كُلُّهَا
وَجَنَى الزَّمَانُ عَلَيهِ مَا استَوفَى حِسَابَه

فِي الشَّرقِ وَالغَربِ الظَّلَامُ قَبِيلَةٌ..
وَالجُوعُ والتَّجْهِيلُ وَالعَدْوَى عِصَابَة

نَفْسُ الحِكَايَاتِ التِي تُروَى هُنَا
تُروَى هُنَاكَ .. وَنَفْسُه الرَّاوِي.. ذٌبَابَة

أَدْمَتْ بِخُبثٍ مُقلَةَ الأَسَدِ الَّذِي
شَابَتْ مَخَالِبُهُ وَلَم نَرَ قَطّ نَابَه

وَأَنَا وَأَجْنِحَةُ الهُرُوبِ تَطِيرُ بِي
فِي عَالَمِ الخَوفِ المُعَبَّدِ بِالرَّهَابَة

نَجتَرُّ فِي تِلكَ المَسَالِكُ حُلْمَنَا
سِيَّانَ غَسْلُ المَوتِ أَو غَسْلُ الجَنَابَة

يَا أَيُّهَا الذَنبُ الذِي أَحيَا بِهِ
تُبْ إِنَّ بَعضَ الشِّعرِ مَقبُولُ الإِنَابَة

مَا لِي أَرَاكَ مُدَجَّجًا بِمَتَاعِبِي
بَينِي وَبَينكَ أَيُّهَا العَاصِي قَرَابَة

إِنْ جَارَ فِي ظُلمِي هَوَاكَ فَحَرفُكَ الْـ
جَانِي عَلَيَّ بِثَورَتِي يَلقَى عِقَابَه

كُلُّ الذُّنُوبِ صَغِيرُهَا وَكَبِيرُهَا
مَغفُورَةٌ عِندِي خَلَا ذَنبِ الكِتَابَة

مختار محرم
1فبراير 2014م

قصيدة جميلة بها معان سامية جميلة .
أحسنت أحسن الله إليك .
لكني أنكرتُ منها رويحة في البيت :

(وَطَنِي .. وَسَاحَاتٌ عَلَى أَطرَافِهَا
قُتِلَ النَّبِيُّ وَحَولَهُ صُلِبَ الصَّحَابة)

أولا أود أنْ أعرف هل قُتل النبي صلى الله عليه وسلم وصُلبت حوله الصحابة؟!

وفي هذا البيت :


(كُلُّ الذُّنُوبِ صَغِيرُهَا وَكَبِيرُهَا
مَغفُورَةٌ عِندِي خَلَا ذَنبِ الكِتَابَة)


ما دليك الشرعي بأن جميع الذنوب تُغفر عدا ذنب الكتابة ؟!
أليست هذه وجهة نظر ليست قائمة على دليل صريح ، وادعاء ليس هو بالحق ؟!

وَتَبَرَّأتْ مِنهُ العَوَاصِمُ كُلُّهَا
وَجَنَى الزَّمَانُ عَلَيهِ مَا استَوفَى حِسَابَه

فِي الشَّرقِ وَالغَربِ الظَّلَامُ قَبِيلَةٌ..
وَالجُوعُ والتَّجْهِيلُ وَالعَدْوَى عِصَابَة

نَفْسُ الحِكَايَاتِ التِي تُروَى هُنَا
تُروَى هُنَاكَ .. وَنَفْسُه الرَّاوِي.. ذٌبَابَة

أَدْمَتْ بِخُبثٍ مُقلَةَ الأَسَدِ الَّذِي
شَابَتْ مَخَالِبُهُ وَلَم نَرَ قَطّ نَابَه

صاحب الأداءٌ المتميز الدكتور ــ مختار محرم
لحروفك نكهة خاصة ، ومذاق مميز ، يا شاعر اليمن السعيد
قصيدة تفكه منها عيون العابرين .
حقيقة .. لقد عجزت التعبير عن شديد إعجابي باحتراف شاعريتك ،
وبفنيتك العالية في رسم الصور بمهارة ترغم القارئ على البقاء طويلًا أمام هذا الإبداع ،
وإن كان ثمة شيئ لا بد منه فهو العودة للتلذذ بهذا الجمال .
لك خالص تقديري .

الله الله ما أبهاه وأروعه من ذنب يمتعنا بقدر ما يؤلمنا ..
خريدة قوية بيانا ومعاني وصور متلاحقة نجحت شاعرنا المفلق الحذق في نسجها كما يليق فلا فض فوك
سررت بالقراءة لك والتجول في رياضك البديعة
تقديري الكبير

الشاعر الحبيب القدير
مختار محرم

شعرك جميل وهذه القصيدة فيها من الصور ما يثبت شاعريتك وقدرتك..

ولكن يا أخي.. لي همسة محب أرجو أن يتسع لها صدرك و ينفتح لها قلبك..

في البيت الثاني قولك:

قتل النبي وحوله صلب الصحابة

لم تكن مضطرا لذلك وعندك مندوحة عنه فاللغة بحر واسع وأنت بحار بارع

إن الحديث عن قتل النبي وصلب الصحابة بغض النظر عن صحته أم عدمها لهو خوض في الشبهات و مجال ضيق يسعى لتوسيعه أعداء الأمة الإسلامية..
وأنت يا أخي في غنى عنه وسعة..
إن كان خبيب قد صلب فأرجو أن تعلمنا من الصحابة الذين صلبوا غيره حتى تم الجمع بقولك : صلب الصحابة.. وهل ذلك في المكان الذي حددته؟
ثم إن قولك: قتل النبي.. يستدعي سؤالك كيف جزمت بالقتل والله تعالى يقول: ( أفإن مات أو قتل)

وكل ذلك يا أخي أنت في غنى عنه وسعه
ومعجمك غني ولغتك فياضة

فأرجو منك أن تغيره خروجاً من الشبهة والخلاف وثم إكراما للأحبة..

وأخيراً أعتب عتاب محب على من ثبت الموضوع وفيه خلاف لأن ذلك قد يؤصل الخلاف ويخلق فرقة..

أكرر محبتي لك يا رفيق الروح وللواحة الغناء

والله أعلم وهو الهادي إلى سواء السبيل

( وطني ) و( ساحات ) على ( أطرافها )
( قتل ) النبي وحوله ( صلب ) الصحابة

وطني أنا الذي ينزف
وطني الذي مزقته الأمم وتكالبت عليه الطوائف..
وطني الذي أضحى مأوى للعائدين من جهاد سوريا وأفغانستان فأخذوا يقتلون أهلي وأخوتي وهم يقولون ( الله أكبر )
وطني الذي فيه من يدعون أنهم آل بيت رسول الله يقتلون أتباع رسول الله ..
آلله أمرهم بذلك؟؟ هل وجدوا في كلام الرسول ما يأمرهم بقتل من هم أرق قلوبا وألين أفئدة ..
من الذي يتحدث عن عن سيدنا خباب ؟؟ من الذي ذكر الصحابة والأنبياء.. أنا أكتب قصيدة عن حال بلدي ولا ألقي محاضرة في التاريخ والسيرة ..
أنا أتحدث عن وطني وما فيه من قتل وسفك دم بسبب التطرف الديني ( على أطرافها )
الذين يقتلون الأبرياء باسم الله والرسول إنما يسددون سيوفهم إلى الرسول ويقتلون هديه وسنته
والذين يقتلون باسم الدفاع عن الصحابة إنما يسيؤون للصحابة وكأنهم يمثلون بهم
ماذا دهاكم يا شعراء؟؟ لماذا تقفون عند الكلمة وكأنكم تبحثون عن حفرة لأخيكم وأنتم سادة الشعر والمجاز . . الشعر والأدب لا شللية فيه يا أخواني فاتقوا الله في أخيكم.
هل قلت أن جميع الذنوب مغفورة ماعدا ذنب الكتابة حتى طلبتم مني دليلا شرعيا؟؟؟ أنا شاعر ولست بمفتٍ
أفلا ترى اخي خيطر قيمة لكلمة ( عندي ) بعد كلمة ( مغفورة ).
هل تريدون أن نتخلى عن الشعر ونعود إلى رأي من يقول :
العلم ما كان فيه قال حدثنا ... وما سوى ذاك وسواس الشياطين

يا شاعرنا مختار ما بالك
ليس عليك أن ترد على أحد
لك أن تكتب ولهم أن ينتقدوا ويفسروا ويحللوا كل حسب ذائقته
أما بيتك فليس فيه ما يعاب بل فيه ما يمدح
وإن فيه من الرمز والمجاز ما لا يأتي به إلا الفحول
قتل النبي ؛ قتل دينه في بلادنا باسم مدعيه وهو مجاز مرسل علاقته التلازمية
وكذلك ما بعده
كما يعبر عن السبب بالمسبب
وبالمكان على الحال فيه
لله درك يا مختارنا
ما كان عليك إلا أن تقول كالفرزدق
نحن نقول وأنتم معشر النحاة - الفقهاء - تعللون

قصيدة مدهشة يا مختار أطربت الذائقة بمبناها وأرضت الخاطر بمعناها رغم بعض اختلاف في الراي حول بعض الأمور ، ولكنها قصيدة رائعة بتكثيف المعاني وتوظيف المفردات والإسقاطات المذهلة فيها والرصد الفكري والسياسي دون أن يكون هذا بالمرة على حساب الشعر.

هي قصيدة أقتبس كل أبياتها إعجابا وتقديرا ، ولعلني أستأذن أخي الشاعر المبدع محمد تمار في أن أختلف معه في ما رأيى إلا ملحوظة خطأ التشكيل السعو في البيت:
نَجتَرُّ فِي تِلكَ المَسَالِكُ حُلْمَنَا
سِيَّانَ غَسْلُ المَوتِ أَو غَسْلُ الجَنَابَة
وأضيف بأن الصواب هنا هو تشكيل غين الغسل بالواو فالغُسل هو تمام الغسل للجسد كله وهو ايضا بات مصطلحا شرعيا.

أما بخصوص البيت الأول فما وجدته غامضا ولا مقحما بل هو مقدمة أساسية للحديث حول حرية التعبير عن الرأي في مواجهة الدجى المتمثل في لجم الأفواه المخالفة ومقص الرقيب ومحاسبة منكر ونكير لمن لا يسبح بحمد صاحب القرار الجزار.

وأما البيت الثاني فالفعل استحال فعل متعد ايضا ويصح لغة أن يقال استحال الظمأ سحابة واستحال زهر ثمرا ، وإن كان الاعتراض على بنا فالأصل هنا هو أن الباء حرف جر بمعنى في، كما ورد في قوله تعالى "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة" أي في مكة ، والمعنى للشطر يكون استحال الظمأ فينا سحابة.

وأما البيت الثالث فقد رأيت توظيفا ذكيا للمفردة "سيل" دلالة على التدفق بلا هدف وبلا اتجاه محدد ودلالة على الاندفاع والتشتت والانهمار المزعج ، وليس ثمة ما يعاض استخدامها كناية عن كثرة الكلام هادفا وغير هادف وتدفقه دون توقف أو تدبر أو توجه ، وأما الملل فهو دليل على أنه سيل من غثاء لا ينفع الناس ولا يمكث في الأرض وإنما يسبب الإزعاج والثرثرة المملة ، والبيت برأيي بيت جميل ومعبر.

للتثبيت استحقاقا

ودام هذا الألق الباهر!

تقديري

أستاذي القدير د. سمير العمري
أي حرف يليق بكرم حضورك هنا
وأي شكر يقابل تكريمك لمتواضعتي هذه
أسأل الله أن يبقيك رائدا معلما وأن يحفظ الواحة فنارا من فنارات الأدب الأصيل والفكر النبيل القوي في زمن غلب عليه الضعف
ولك الود والتقدير أستاذي الحبيب

الله الله الله
هذه من روائعك أستاذنا الفاضل
ومن أجمل ما قرأت
سلمت وسلم قلبك ولسانك
خالص مودتي

شهادة من نبيل
ومرور أكثر من جميل ..
شكرا لكل هذا الجمال شاعرنا أحمد الجمل

قصيدة جميلة بها معان سامية جميلة .
أحسنت أحسن الله إليك .
لكني أنكرتُ منها رويحة في البيت :

(وَطَنِي .. وَسَاحَاتٌ عَلَى أَطرَافِهَا
قُتِلَ النَّبِيُّ وَحَولَهُ صُلِبَ الصَّحَابة)

أولا أود أنْ أعرف هل قُتل النبي صلى الله عليه وسلم وصُلبت حوله الصحابة؟!

وفي هذا البيت :


(كُلُّ الذُّنُوبِ صَغِيرُهَا وَكَبِيرُهَا
مَغفُورَةٌ عِندِي خَلَا ذَنبِ الكِتَابَة)


ما دليك الشرعي بأن جميع الذنوب تُغفر عدا ذنب الكتابة ؟!
أليست هذه وجهة نظر ليست قائمة على دليل صريح ، وادعاء ليس هو بالحق ؟!

أشكرك أيها القدير وأعتز بمرورك الكريم
وأشكر لك ثناءك الطيب ...
وأحترم رأيك وأقدره وأحيي فيك حرصك
جزيت خيرا