إلى الرحمن
فرج أبو الجود
إلى الرحمن يسبقني بكائي وحسن الظن يحمله دعائي على ما مسني من طول ضر صبور بين ميل واستواء ِ فمن ليل يطول به سهادي إلى صبح تضئ به سمائي ويسود النهار فلا أراه نهاراً بل شقاء من شقاء ِ ويشتد البلاء علي حتى أظن بأن آخرتي ورائي وتدفعني لغير الله نفسي لأسأله ويمنعني حيائي فيشملني من الرحمن لطف كرد الروح من بعد القضاء ِ فلا ترجو لنائبة سواه فرب العرش أولى بالرجاء ِ فما عسر يجئ بغير يسر ولا داء يصيب بلا دواء ِ وما جاء المساء بلا صباح ولا حل الظلام بلا ضياء ِ وللكرب الذي تخشاه رب يفرج كل كرب وابتلاء ِ له عنت الوجوه وكل شئ يسبح في البحار وفي الفضاء ِ إلهي سيدي مولاي ربي ألوذ إليك من جهد البلاء ِ وقد ضاقت علي الأرض حتي رحلت إلى تناءٍ من تنائي فلا خل يعود ولا صديق ولي وطن تحن له دمائي وأطفال تحن إلى قريب فما ذاقوا حنين الأقرباء ِ ببرك نستجير وفيك نرجو فأنت البر جواد العطاء ِ لباس الذل نلبسه خضوعا لذاتك ياعظيم الكبرياء ِ أمد يداي أرفعها وعندي رجاء ليس يقطعه جفائي إلهي أشتكي لكن قلبي بما قدرت راض بالقضاء ِ فلست أرد حكما منك كلا فإرضائي رضاؤك لا رضائي ولكني ضعيف حال بيني وبين أحبتي دَرْك الشَّقاء ِ فمن علي يا سندي فإني غريب في بلاد الأشقياء ِ