هل يموت الحبُّ

سؤال طرحته الكاتبة المبدعة الأخت الغالية
سوزان سلامة

بعد أن قدمت للقراء هذه القصة
أحببتُ أن أنقل لكم مادار فيها من نقاش بيني وبين الكاتبة بحوار لم يشاركنا به طرف ثالث سأقدم القصة أولاً.

منذ يومين حين كانت بضيافة أختٍ لها تكبرها بسبعةِ أعوام ، حدثت نفسها بأن تلك السبعة أعوام هي حصيلة مفردات وتجارب ستفوق سنوات عمرها جميعاً ، قالت لها وهي تقف بجوار فرن الغاز منهمكة بتجهيز وجبة الإفطار الرمضانية:
هل يموت الحب؟
نظرت إليها نظرة متفحصة وقالت وهي تقلب بقطع الدجاج المحمر:

"الله يجازيكي على هيك سؤال" كدت تحرقينني
قالت لها : لماذا؟ هل السؤال غريب لهذه الدرجة؟
ابتسمت وقالت: عندما يكون الحب حقيقياً لا يموت .
نظرت إليها محاولة استنطاقها أكثر وقالت: وهل هناك حب حقيقي وحب مزيف، سؤالي لكِ واضح هل يموت الحب؟ أنا لا أتحدث عن وضع مادي أنا أتحدث عن عاطفة تسكن القلب ، عن مشاعر.. لا أتحدث عن نمودج تقليد لبيكاسو ولا عن قطعة حلي شبيهة بعيار أربعٍ وعشرين ..أتحدث عن شيء شفاف كالضوء ، دافيء كالشمس يتسلل بلا حواجز .. هل يموت؟
قالت: أجل ، يموت
قالت : كيف ؟
قالت: عندما يموت فينا الشوق يموت ، عندما يموت الحلم يموت، عندما يصبح ثقلاً يعجز كواهلنا يموت
قالت: كل ميت له قبر يدفن به، فأين تدفن المشاعر؟!
نظرت إليها وضحكت قائلة: سؤال ماكر
قالت : أجيبي
قالت: يدفن بقلبٍ آخر تستشفين فيه الصدق والنقاء الذي مات هناك
قالت: ولمَ لايدفن بمحل إقامته؟
قالت: لمَ لا يدفن الأموات في بيوتهم؟
قالت: حتى لا يظلوا تحت الأنظار فيستمر الحزن إلا مالانهاية
قالت: وكذلك الحب ، إن يدفن بالقلب ،
خطت باتجاه باب المطبخ وهي تلاحقها بنظراتها وتبتسم وأقبل صوتها قائلاً:
متى تقام الجنازة؟
التفتت إليها وقالت: هو الآن موتٌ سريري ، ويوشك أن يتوقف نبضه.

وضعت هذه القصة كاستفتاء:
هل يموت الحب حتى ولو كان في دروب المستحيل، برأيي الشخصي لا يموت الحب أبداً ..لأنه هذه العاطفة هي ضد الكراهية ، ضد الحقد ، عاطفة نبيلة تحلق في عالم الخير والجمال والنقاء و النقاء لا يموت والخير لا يموت:

برأيي


الحب لايموت



قلتُ:
----
بل يموت عندما تنطفىء شعلته

فالحب ليس دائماً يكون خيراً


ولكنك رائعة

سوزان سلامة الكريمة
أختك

بنت البحر
__________________

بنت البحر العزيزة/

من قال أن الحب شمعة؟!
الحب مصدر الضياء على الأرض ، لا تقوم لهذه الدنيا قائمةً بدونه ، الحب طيرٌ يصدح بالسماء، بدون حب لن تتفتح زهرة في أكمام الربيع ولن تورق شجرة على تلالٍ خصيب بدون الحب لن يكبر طفل في حجر أمه ، لن تتشقق الأرض عن البذرة ولن تحتضن السماء الكواكب ولن تبرق فيها النجوم ولن يختال بليلها القمر ..
الحب كون ، شمس، دفء، حياة ..أكبر من أن تصفه الأقلام لا يخبو وهجه لأنه سر الوجود و أسمى ما وهب الله للقلوب هو النور السرمدي فكيف تختصرينه بضياء شمعة وما توهج الشموع إلا بقبسٍ من ضيائه؟1

أحبك أيضاً

قلتُ:

----

وأنا أحبك فيمن لاينطفىء حبه

أما ماعداه فالحياة مليئة بالمحزن من القصص

التي يصرخ أبطالها لماذا انطفأت شعلة الحب

كل عام وأنت بخير

وبحب لاينطفىء
أختك

بنت البحر
__________________


أختي زاهية:

أتحدث عن الحب لا عن الوهم ، بعد غياهب الوهم وجدت الحب الذي لا ينطفئ الحب الذي توقد منه الشمس أتحدث عنه ، وعنه فقط

محبتي




قلتُ:
جميلٌ أن يجد المرء حباً حقيقياً

بعد أن صار كل شيء في هذه الدنيا وهما

ودي

مارأيكم أنتم هل يموت الحب؟


أختكم

بنت البحر

أختي العزيزة زاهية:

موضوع جميل وسؤال صعب، وقد قرأتموضوعا يتحدث عن هذا واليك الموضوع:

هل هكذا تموت الأحاسيس الجميلة كما يموت الورد ؟
يموت الورد مقطوعاً من شجرته وكذلك يموت الحب بعد أن يقرر صاحبه اقتطاعه من أحشاء القلب ويموت كذلك الورد مدعوساً تحت الأقدام كما تموت الأحاسيس الجميلة عندما يدوس عليها صاحبها ليقتلها ويموت الورد إذا لم يسقيه صاحبه الماء الذي يحييه وكذلك يموت القلب إذا لم يسقيه صاحبه بالحنان والعاطفة الجميلة والحب ..

لماذا يتعامل الناس مع الحب كما يتعاملون مع الوردة .. ينظرون إليها ويتمتعون بجمالها ، يشتمون رائحتها العطرة ، ويجعلونها عنواناً للفرح والسعادة ، يسقونها ويعتنون بها ويجعلونها سيدة كل الورود وملكة كل الأزهار .. كذلك يفعلون مع الحب عندما يحترمونه ويقدسونه ويجعلون من يحبون معجزة جديدة فيبادلونه المشاعر الجميلة ويرسمون له الطريق نحو الجنة ويدخلون على حياته الفرحة والبهجة ويعطونه الوعود ويرسمون له الأحلام ويدخلونه إلى تلك الدنيا الوردية الجميلة بعدها يجدون غيره فيرحلون ويقتلونه قبل الرحيل كما يلقون بالوردة على قارعة الطريق بعد الاستمتاع بها !!

قالت الوردة : ما ذنبي أنني أحببت وما ذنبي أنني ألقيت بجسدي بين أيدي هؤلاء الذين لا يتألمون ؟!؟
وقال المحب : ما ذنبي أنني أحببت ووضعت قلبي بين يدي هؤلاءالذين لا يحترمون الوعد ولا يصدقون ؟!

الوردة والحب شيئان مختلفان لكن حياتهما واحدة ولذتهما واحدة وكذلك أقول بأن موتهما واحد .. وما أتعسه من حب يميته الاثنان !!

كلمة أخيرة : تموت الوردة على قارعة الطريق باكية حزينة ويموت الحب عندما يقرر العشاق إغراق السفينة !!
فالحب احساس مقدس...بالحب نعيش ونحيا ونتقوى على مصاعب الحياة...
الحب هو مفتاح السعاده

وهذا رأي الكثير من الناس
ولكن رأي يختلف عنهم ، فأنا أرى مادام الحب قد دخل القلب وعاش معه في كل لحظاته ، فلا يمكن أن يموت أبدا أبد...فكيف لإنسان أن ينسى شعورا جميلا ،ولحظات جميلة ..وما دام انه فتح قلبه لحب طرق بابه ،فلن يستطيع نسيانه وإن أغلق الباب بعد مرور الزمن..
فالحب ليس مجرد علاقة بين شخصين شاركا الحياة معا ، بل هو أكثر من ذلك ،وأكثر من أن يوصف..
فالحب لا يموت أبدا بل يبقى محفورا في القلب وان أتى بعده حبا جديدا

فالإنسان لا ينسى شخصا ملك قلبه في يوم من الأيام ويظل يحبه ..ويزداد شوقه لرؤياه يوم بعد يوم ..وان لن يلتقه
شكرا لك عزيزتي زاهية

لك خالص حبي

شكراً لك أختي الفاضلة
سحر

أدليت بدلوك ودلو البعض في هذا الموضوع
قد يكون الجواب صحيحاً
وقد لايكون
ويبقى الباب مفتوحاً لسماع رأي الآخرين
وخاصة من أبناء آدم
فإلى الآن لم نسمع رأيهم


أختك

بنت البحر

أختي الكريمة زاهية

سؤال صعب بالنسبة لي

لكن لعلي اختصر الاجابة في قولي الحب لايموت ولكنه يُقتل أحياناً لاسباب كثيرة قد تكون واهية وقد تكون قوية

ومن المناسب هنا أن نقول هنا بأنه مبعث سعادة يتمناها كل إنسان ولهذه يتمنى أن يبقى حياً ويجهد في سبيل ذلك من أدرك معناه وعاش دنياه

ولهذا من المناسب أن ندرك قبلاً ماهو معنى الحب الحقيقي

أسعد الله دنياك وآخرتك بكل المشاعر الطيبة

هذا واحد من بيني آدم يلبي نداء حواء في موضوع جميل ، وسأقدم رأيي فيه .

أكاد أجزم وأنا أقلب صفحات التاريخ أن الحب لا يموت؛ لأنه يتوسد القلوب ، والقلوب لا تعرف الاختيار ، وليس من حقها الاختيار؛ فالاختيار من سمات العقل، وإذا دخل العقل مملكة الحب شارك في إفسادها بنسبة كبيرة ، ولا اقصد أففساد بمعناه المطلق ؛ لأنني بذلك سأجانب الصواب، وما قصص العشاق في تاريخنا الإنساني الطويل إلا خير شاهد على خلود الحب..
سيقول قائل : إن الكثير من قصص الحب انتهت بالحقد والظلم وما إلى ذلك مما يفسد وجه الحب النقي، وأقول إن تبعات تدخل الأيدي الشريرة يمكن أن تخفي وجه الحب ظاهريا ، ولكنها لن تغير مما في القلب ، بل تضع قشرة رقيقة عليه ، يظن من خلالها المحبون أنهم انتهوا إلى مصير موت الحب ، ولكنهم يخالفون فطرة فطر الله القلوب عليها.
سيبقى الحب نكهتنا التي لا نتذوق غيرها، تعكس نفوسا نقية وأرواحا سامية، ومن هنا فإنني أريد التأكيد على أمر مهم ، وأقصد به أن الكثيرين يظنون أن الحب يقتصر على العلاقة التي تربط الذكر بالأنثى، ولكن هذا الأمر يحجم الحب في نطاق ضيق؛ فالحب يبدأ بعلاقة العبد بخالقه، والإنسان بوطنه، والابن بأبيه وأمه..
فهل ترون أن علاقة العبد المؤمن بخالقه يمكن أن تموت؟ وهل ترون أن الإنسان ينفصل عن وطنه بفاصل الكراهية؟ وهل ترون أن الابن يتنكر لأبيه وأمه انطلاقا من فكرة الكراهية؟.. لا والله لا يكون ذلك ، وإن كان فإنما هو تغطية لإحساس بالمكابرة، وهذا ما يقع بها الملحدون ، والمتنكرون لأوطانهم، والعاقون لذويهم..
أليس معنى الكفر في اللغة ( التغطية) ، وقد قال عز وجل : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}..
نعم إن أكثر الناس لا يعلمون..
أرجو أن أكون قد أوصلت جزءا مما أظنه صوابا في هذا الأمر..
وكل عام وأنتم بخير

أعتقد ان الأمر كله يعتمد على لحظة ميلاد الحب،هي ومضة اسرع من ومضة الشهب في عتمة السماء، ولايدركها حتى المحبون أنفسهم، وفيها يظهر الحب على حقيقته عارياً من كل الخيالات الرومانسية متجردا من كل الرتوش الشاعرية التي يضفيها عليه المحبون، فيها يظهر أحي هو ام ميت. فإن كان قد ولد حياً في تلك اللحظه فإنه لا يموت مهما طال الزمن إذ هو يستمد حياته من ذاته لا من محيطه، قد يخبو وهجه أحياناً تحت رماد الظروف وقد يخفت صوته حين ترتفع باقي الأصوات من حوله، لكنه يبقى يئن ويتوهج بين أضلاعنا ويتردد فيها بتردد الأنفاس.اما حين يولد الحب ميتاً لانبض فيه،فلن تجد كل صعقات الكهرباء معه نفعاً ومهما أغرقنا وجهه بالمساحيق التجميلية فسيظل وجهاً شاحباً باهتاً لا حياة فيه، ولأنها لحظه ميلاد خاطفة تلك التي يظهر فيها بتجرده الصريح فإن الأمر قد يستغرق من بعضنا عمراً باكمله قبل ان يكتشف عجزه المخزي عن قتل حب نابض منذ الولادة أو إحياء حب ميت.

هل الحب يموت ؟

سؤال يتداوله من لم ينبض قلبه بحب الحياة .

من لم يذق رحيقه ... ولم يستنشق عبيرة

***

فالحب نعيم .. وشقاء

ولشقاؤه حلاوة ... تفوق رحيق الوداد

حيث الفيض يأتي بعد الجفاف

والفجر يأتي بعد الغياب

فمن ذاق مرارة البعاد

تمسك بنبض الحب لحظة اللقاء

وأيقن أن الحب هو سر الحياة

لحظة الميلاد بعد الممات

حتى ولوجف المداد

وأنتحر الفجرلحظة الغياب

دائما
سينتظر الغد المقبل بالنسيم

ليحمل أطياف حب عاش

لكي يعيش


ودمتم أحبائي بكل الحب بيننا

فالحب نبض الحياة

ومن توقف نبضه مات حبه

إلا ذكراه من قلوب مازالت تنبض بالحياة .

الله أكبر

بانتظار مشاركات أخرى

نرى من خلالها أراء مؤيدة أو مناهضة

لما إذا كان الحب يموت


أختكم

بنت البحر

سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية قطفتُها من قلبي

الحبيبة زاهية،

هل الحب يموت..أو لايموت؟؟؟

الحب..هذه النبضة الخضراء التي تتعلم كيف تخفق كل وقت وحين، وتقاوم تجاعيد الزمن وظلم الإنسان..تخفق..كلما أشرقت الشمسُ أو اعتلى القمر عرشَه، كلما لزمت النجوم أماكنها لحراسة الساهرين..الحبّ..هذا النُّورُ الذي لاينبتُ إلاّ بأرض القمر نَوْرا، فتحمله لنا أسراب اليمام إلى أراضينا، ليُزهرَ حدائق وأنهارا..هذه الياسمينةُ التي تضمّخ العالمَ بعطرها..حتى وإن تعرضت للسبْي أو القتل أو للتنكيل..حتى وإن ذاقت كأس الهزائم.. هذا الكائنُ الغَرِد، كيف يمــوت؟؟؟ حتى وإن لزمت القلوب الصمت..واغتيلتْ على مشارفِ الآمال وردة، كانت تحلم يوما بأن تؤسّس وطناً للحـب..
الحبُّ أكبرُ من أن تحدَّه أوطان، أو أن ترسم معالمه أشكال أو صور..الحب أكبر من علاقة حب بين عاشقيْن..الحبّ موسمٌ مفتـوح..حب الله..حب الأرض..حبّ الأم والأب ..حبّ الرسالة النبيلة..حبّ الخير..حبّ العطاء..حب الآخرين..حبّ الحرف ..

الحبّ يبقــى..والكره يفنــى..هذا ناموسُ القلب..وهذه منظومةُ الكون الخالدة..ولن تتوقف عقاربُ قلوبنا عن النبض، حتى وإن احترقت الشمـوع، وغاب القمر يوما ما عن صفحاتِ ملامحنا منهزماً بالظلم أو بالجرح..حتى وإن سقطت وريقاتُ الروح، مضرّجةً بالنزف..حتى وإن نسيت النجمة الأولى موعدها ..

الحبّ حيــاة.....

كل عام وأنتِ بألف خير...
ولكِ مني ألف باقة من الورد والمطر
تحياتي وتقديري

أهكذا يقول نزار ولا أدري إن كنت كتبت البيت صحيحاً


الحب في الأرض بعض من تخيلنا

لولم نجده عليها لاخترعناه

هو تخيل إذن ؟ واختراع

فتخيلوه واخترعوه كي تعيشوا يامساكين الأرض

ولكن حاذروا من عواقبه إن لم يكن حقيقياً,
وكيف ستعرفون أنه صادقٌ ؟
هل من يخبرنا بذلك؟

أختكم

بنت البحر