هي ..

وكأن السماء .. تعيد سيرتها الأولى .. وتعيد الأعوام والسنين تواريخها .. وكأن المرأة التي .. تحتضنها .. تركب من جدل السماء والتاريخ .. زمانا بات يحاصرها .. ويقاوم داخلها فكرة الرهان .. هي امرأة غير قابلة للتوافق أبدا .. تغايرها مفردات العالم .. وتستبيح رهانات البشر .. دون تحفظ .. ولكنها في انشطار مشاعرها .. تتبدى كما الحقيقة .. بلا رتوش .. لا رجالا ترى .. وإنما تخايلها فكرة الاحتواء .. وتكبر في نفسها نزعة الانفلات .. فلا رجل هناك .. تستوحي منه الفكرة .. لا قلب هناك ولا عقل .. يتفاعل مستوى كبريائها .. جميعهم رعايا اللحظة .. لا تتوسم مثالا كاملا .. ولا تقبل التنصيص .. ولا تقبل الرمادية في الإحساس .. ولا تتماهى مع مسائل فرعية .. في وقت ما .. تشغلها حنايا عمر .. استمرأت التمسك بها .. وهو إذ أمسى وأضحى .. شكلا من تعويذة سحر سماوي .. أو ربما هو أصبح .. محلا لاشتغال عشق عميق .. هي .. لا تقبل القسمة في المشاعر .. ولكنها امتزاج ما بين ما بين .. تتحرى صدق الكلمة .. ما بين سخط ورضا .. هذه الأنثى عصية الدمج .. وعامرة بكلمات .. أباحتها أقدار السماء .. وتستوي الخروج من أسطح الأشياء .. ومن عمقها .. مازالت تستشعر رجلا ما .. يتفكر جمالها .. بلا حدود .. ويتيقن العقل والقلب أدراجا ومراتب .. يخايلها ضمير حي .. وهي تحبه .. بلا أسباب ..
" كم تثيرني فكرة اللقاء .. بينما هناك .. لا لقاء .. وتستثيرني فكرة الحنين .. وتعاتبني .. مساحات خاوية .. إلا منه .. وهذا الوطن الصغير .. أحببته أكثر لأجله .. وأحببته لأجل هذا الوطن .. وأراني أتحسس وجوده في قلب هذا العالم المدجج بالسلاح .. والألم والفوضى .. وأراني أتماهى معه على صفحة كل وجه .. لنصبح أنا وهو واحد .. والغير وجميعنا كثير .. في قلب واحد .. "
هذا الأسر .. هذا التماهي .. هذا التوحد مع الكثرة .. يرابط بها الإحساس بيقين الأرض وسر امتداد الشريان على مر الدهور ..
" هناك .. أجد تشابه العيون .. وتماثل السواعد .. وفرق العمق يتولد من التقاء حار .. بين الموت والحياة .. كلما توحدت الأرض سر المرأة ورحمها الخصب .. يكون للرجل مساحة في الأصل .. فهو سر الخصوبة .. خصوبة النثر والكلمة .. يصبح هاجسي .. إفراد الإحساس وتمثيل النبض .. سطورا .. ليس إلا .. له .. وكأن أنثاي المتناثرة هنا وهناك .. تبحث عن حضوره .. لتعيد إنشاء أسرار الكلمات .. وتلملم .. تناثر الإحساس مني .. وشراييني .. من جديد .. "

امل...
وكأني بها تخلق في ذاتها لذاتها وطنا تتفرد به على باقي النساء..امراة تتحدى الطبيعة الانثوية..لتسطر للذات المقابلة شريعة قلما سطر بنودها على ارض الواقع..لاانكر انها تتكرر في القول..وان مثل هذه الحالات تكررت..لكني لاانكر ايضا بان قلما وجدت عزيمة مثل هذه في فعل ما سطرته..وكانها تتعمد خلق مبدأ تمرد الذات على الطبيعة باسرها..وهذا ما يؤكد مقولة ان مجرد التامل في مركز الذات في الطبيعة كفيل هو وحده بان يمد الذات الانسانية بقدرة جديدة على تخطي سائر القيود العلية وكافة الحدود الطبيعية..وبالطبع هذا لايعني بان مهمة الذات هذه تنحصر في القضاء على كل مبدأ طبيعي فيها.
لكنها في الاول وفي النهاية ذات تدرك بان لملمت ما تناثر منها لايتم الا بوعي الذات الاخرى كما هي وليس كما تريدها الذات نفسها.
وليس من شيء يوجع الذات مثلما يفعل طبيعة تلامسها لانها ذا سلاحين فناكين..احدهما هو..والاخر الوطن..

محبتي
جوتيار

الأخت الفاضلة الأديبة / أمل فؤاد عبيد
تحياتي
لديك أسلوبك الثري المميز بلا شك ؛ فهذا واضح لكل من يدخل موضوعك .
بدأت بشكل سردي أقرب جداً إلى القصة ، ولكنك استرسلت في وصف حالة ما دون وجود حدث واضح يتطور كلما مضت القصة قدماً إلى الأمام ، ثم جاءت النهاية لترجح وتؤكد أننا امام عمل نثري مميز .. ربما خاطرة .
لذا فلتسمحي لنا بنقله إلى المكان الأنسب له .

تقبلي تقيري واحترامي .

الأخت / أمل ..

تحية ..

بعد مناقشة موضوعك ، تبين أنه أقرب إلى النثر من القصه ، ولذا تم نقله إلى حيث يجب أن يكون حتى يأخذ ما يستحقه من متابعة القراء ، أتمنى ألا يغضبك هذا ..
لك أسلوب جميل وشيق ، عميق التعبير ، عبرت عن الفكره بشكل رائع ..

أسعدني المرور على صفحتك ..
تحيتي وتقديري .

الرائعة أمل:
جميلة حد الدهشة ..!
لحروفك لون مميز
سلم قلمك ودمت رائعة
لقلبك باقة سوسن