[QUOTE=اسامة يس;250857]نحن لم نكتشف الماضي بعد . لا اعرف لم دمعت عيني عندما تذكرت الأمس .
أعرف أن من كبد الأحزان تولد أشياء . أنصاف أشياء . ثمة شيء لم أعرفه بعد .
أنت لماذا جئت في هذا الوقت ؟ هل كان يمكن أن تأتي بعد غد أو قبل الغد ببعض يوم .
لا فرق إذن بين الحاضر والماضي السحيق وبين أيام ستأتي مع أنفاس الصبح .
لا فرق إذن لا فرق .
أخبريني عن طعم العمر . عن زهرة ذبلت عن أخرى خرجت لتوها من طين الأرض .
صدقيني نحن خلقنا من طين اليأس وماء النحس نحن أول خلق لأننا وجدنا دون أب وأم .
أنا لم أطلب منك دموعا . لا تواسيني يا خنجر مطعون في قلب اليأس في قلب النحس في قلب
الحظ . أنت قتلت ألف رجل ولم تتطهري بعد .
صدقيني لا لوم عليك لا لوم . اللوم على سكون الليل لم يصرخ بعد . لم يخرج عن صمته أبدا .
ما زال يردد موسيقى العتمة وأفلام الرعب .
حبيبتي ما معنى الحب ؟ المعنى اللغوي أم هو معنى في القلب .
هل ثمة نار مشتعلة .
هل ثمة نار في القلب .
أم أن النار مشتعلة في آبار النفط .
هل ثمة معنى آخر في المعنى أم أن هناك معاني لم تعرف بعد .
الرسم حرام يا أنت .
فلتغلقي موسيقى العشق .
ثمة شيطان يسمعنا .
ويدندن معنا نشيد الجنس .
كنت قادرا على استيعاب الدرس
بل كنت مشدوها بعجائب الدنيا السبع .
ذاك كان في ماضي لم أكتشفه بعد .
أيتها المرأة التي ترتوي بماء البحر .
تطرب لصوت البوم تكره صوت الشدو .
أنا لا أتعجب أبدا .
أنت محقة ولا شك .
أنت تدركين الشيء واللا شي ء.
أنت تعرفين أن ألآت مطابق للأمس .
فلم تشعلين النار .
وتحرثين الماء بالفأس . [/QUOTE
الأستاذ : أسامة يس
بداية ؛ أرحب بك بيننا في الواحة المباركة ، أخًا كريمًا ، وكاتبًا ومفكرًا قلمه يبشر بالخير بإذن الله .
قرأت لكَ قصتين قصيرتين جدًا ، وقرأتك هنا في نثيرتك التي حوت فكرك ، وتتصل بخيط متين بقصتيك.
كاتبنا الكريم ، حقيقة أسلوبك في الكتابة لافت ، يستوقف القارئ ليعيد القراءة مرات ومرات بما تشحن به النص من رموز وتكثيف . أما عنوان النثيرة فقد كان لافتًا، وقد كان مشوقًا خصوصًا وأنك لم تتعرض له في البداية ، وجيد أن تستخدم الحوار في العرض .
هذه النثرية تعبر عن روح حائرة مكبلة باليأس والهموم ، ربما تحاول من خلالها استعراض الواقع الذي نعيشه بتناقضاته ويأسه ، هذا الواقع الذي يعتبر هوة بين الماضي والمستقبل غير المعلوم ، وقد أعجبتني الفكرة .
عزيزي الكاتب هناك من المتناقضات ما يوقع المتلقي في الحيرة أمام نصك وفكرك أيضًا ؛ فحبذا لو عملت على ترابط الفكر وتسلسلها منطقيًا بحيث لا تحيل على النقيض ، فكيف تُخاطب المحبوبة بحبيبتي لنكتشف جرائمها ولعنك لها؟! وكيف تفلسف هي للحب في حين تتهمها اتهامات صريحة ؟!، في حين أنك قدمت على لسانها ما يعتبر كبد نصك في رأيي .
ربما كانت الكتابة الحداثية مبررك القوي ، لكن لم يكن هناك أي مانع من ربط ولو خفي لا يجعل خيوط النص تنفلت من القراء .
لن أطيل في تفتيت النص أكثر من ذلك فلم آتِ إلا ترحيبًا بكِ ، ولكنه الحب يحدونا للحوار الهادف .
لاحظ معي أستاذي ،
يا خنجر مطعون = يا خنجرًا مطعونًا
في ماضي = في ماضٍ
كما أتمنى مراجعة الهمزات ما بين قطع ووصل
أتمنى لو راجعت هذه الصورة ( لا تواسيني يا خنجرًا مطعونًا في قلب اليأس ، في قلب النحس ، في قلب
الحظ . ) ومطابقتها للحال والمقام . ألا ترى أن الطعن سبب للجرح ، أو أنه يفضي للموت ؟! أنت هنا تشبه المرأة بالخنجر ، وتصر على أن اليأس والنحس موجودان لا محالة . ربما اختلط عليًّ فهم صورتك ، وأنت الأعلم .
بقي أن أنوه إلى حاجة نصك لعلامات الترقيم حيث الوقفات الطويلة والقصيرة ، والفصل والوصل .
أما نصك ؛ فلا يمكن لما أكتبه أن يجرح إبداعيته ولا أن يقلل من أهميته ، فأنت قلم يستحق التقدير والاحترام .
أرجو أن تتقبل تحيتي وتقديري
مأمون