إلى أمّي الّتي كلّ مرّة تهزمني فيها المدن،،، تزوّدني بحبّ الكون
**************************************************
أرتكب سفرا جديدا ،،
و أختفي في إنعكاس مرآويّ لجنّيات ورقي ،،
المفعمة بليل شاسع نابت فيّ،،،
كخيوط خيامي و أعذاق بلحي ،
الطّالع من أخدود الغياب،،،،،
يـــا عذق الرّيح المرصّعة بشبق اللّغة العسيرة ،
و أبراج ملح تنتشر على صحارى صفحة بلادي ،،
أحـــــــــــــــــــــــ ــــــــبّك،،،،،،،
و أتحلّل فـــــــــــيك،
شرائط من مسد مقدودة بمدادك القصــــــيّ،
و أحراش اهدابك،،،،،
هـــــرقل* رام الإنتباه أخيرا إلى عينيك
الواهبتين الخمر و النعناع،،،،
هـــــرقل يلثمك أخيرا ،،
و يثني قديم الدمّ بين ثدييك ،،
و على كفّ بطنك نوقه تجرّ عربات حنين
نحو ميّت يحرس الزّهر قبره المائيّ، و أقفاله،،،
يا عذق الـــــــــرّيح ،،،المنشورة الرّوح،،
أحـــــــــــــــــــــبّ ك،،
و أجرّب فيك قلاع حضــــوري،،
المضرّج بألمي المطعون
المنقوش على خدّ أحجار عرباطة*،
المخضّبة بعشب الأقمار التّائهة في زوايا قفصة،،،،،،
يـا عذق الـرّيح، البازغ من لحمي المنحور على حافة تبغي ،
المسرّج بوجعي و هواك،،
أغمسك فيّ،،،
في نخاع أقداحي ،،المعلّقة على جفون سيّدات اللّيل،،
على سعف نخلات وادي البايّ*،،
و سمر العاشقين ..و الـــــــــــــــــماء،،، ،
أحـــــــــــبّك،،،
و اخفق تمرا على صدرك المحفرف بي،،
الموزّع فيك كطير نوء يبذر جسدك
المضاء بدغل البحا ر ،
و ركام خطى الرّاحلين إليك،،،،،
يا عذق ريح أحبـــّها،،
مدّي اليد نحو أظلعي و ناوليني إيّــــاي،،
و مرّي من فوق حبري إليّ،،
مرّي مبتلّة بحطام جنوني،،،
و احفري في جمجمتي السّابحة في رخام السّماء
شكل مرآة مهشّمة ،،،،
و في آخر غور للذّات إبتسمي لي،،و برق وشمك،،،
و غـــــــــيبي في ضجيج المدن المطوّقة بهزائمي ،
و رخام أدران المرافىء،،
و ندى الأعناب السّــــاكنة جحور خمري ، و خلّاني .....
غـــــيبي يا عذف ريح
أحبّها أكثر من وثني المولود في هشيم منامي......
*هرقل : إلاه أسّس حسب الأسطورة مدينة قفصة الواقعة يالجنوب التونسيّ
*عرباطة جبل يقفصة/تونس
* وادي بيّاش : وادي يقفصة /تونس