اعتذار ... و حمى

الفاضلة حرة:
أدعو الله تعالى أن يزيل عنك الكرب ، وأن يكتب لك الشفاء مما ألم بك..
لقد ذكرتني مشاركتك بقصيدة المتنبي في الحمى ، وكأنني بك وأنت أميرة من أمراء النثر تصوغين الإحساس نزفا ، والحمى لن تجرأ على القدوم مرة أخرى إلى عالمك بعد أن أوسعتها حرفا ..
يسعدني الوقوف عن ضفاف حروفك يا حرة ، فحرفك يذكرني بكل جمال عشته ، فما أروعك وأنت تكتبين حرفا من نوع فريد ، أرى فيه حرة ، فقليل من الكتاب من تجدين بصماتهم فيما يكتبون ، فلو أزلت اسمك واشتركت بها لعرفت أنك الكاتبة ، وهذا لا يستقيم للكثيرين..
لقد وعدتك أيتها النقية أن أمر دائما في عالمك ، فاسمحي لي بتطفلي على حرف لا يعرف إلا الطهر والنقاء رغم قسوة الأيام ، وزيارة الحمى في غير موعدها..
دمت مبدعة

أشكر لك أستاذنا قولة أسعدتني في حرفي الفقير فقر أرضي من ندى الصباح ، و من مثلك يكون الفخر بشهادة النجاح .

مازلت أغيب يا أستاذنا ، و مازلت أكتب في كل غياب صفحات لا تليق ، من قيد يقبض على حرفي ليجعله وقفاً على حديث واحد .

ممتنة و شاكرة .

عافاكم الله من سقم ومن هم

حمى الجسد - طبيا - تحاول الدفاع عنه وتبين عن مرضه

وحمى القلب اليوم دليل حياته

وأني للحر أن يبرد جسده أو يهدأ فؤاده ... وأنت حرة

وأقول مع المصري:


ولى المصيف وفي الفؤاد حرارة * للهم فوق حرارة المصطاف

أتعلم يا أستاذنا و طبيب دوحتنا قد شخصّت المرض و ما جلبت في يدك الدواء ؛ فالحمى لا تغادر إلا لتعود أقوى و أحرق .
كيف يبرد قلب المسلم و هو يرى حرائق أخوانه تستعر هنا و هناك ، بل كيف يستكين فؤاده و هموم ذاته و ذوات غيره تنفض الجنان نفضاً قلة حيلة و قلة عون .

لا عادك إلا الخير و في دارك استقر .

أختي العزيزة حرة :

ألف سلامة عليك وشفاك الله غاليتي ،وألبسك ثوب الصحة والعافية

ولا حرمنا الله منك ،دمت لنا وللواحة

تقبلي باقة من الورد المعطر برحيق المحبة

جميلة زهورك ، و تحمل طيب الخلق فيك .
سعيدة بمحبتك يا سحر .

جعلها الله نقاء وطهرا واجر

و عافاك ربي من كل شر و سوء .

كل تقديري .

تعددت الأسباب ....
والحمى هي الحمى
والوجع الإنساني له طعم واحد ...
أما الفرح بالأنس في باحة الأمان ...
دون أن نـُنـْتـَهب ....
فله وحهة واحدة ....
هو الصدق الإنساني الرءوم.
سلمت بألف خير معافاة ومبدعة.
تقديري.

لأعلم أن ما أنا فيه حمى مفؤود لا حمى مرض .

ما قرأت وصفا للحمى كما وصفتها أيتها الحرة إلا كما قال أستاذي وأخي د. سلطان الحريري في قصيدة المتنبي ..
لله در حرفك ، الذي يتألق حتى في لحظات الحمى ..
أبعد الله عنك حمى الجسد وحى الفؤاد ..

كم هي جميلة مفرداتك التي نظمتها دررا تشع بنور الألق .

كوني بخير وحفظ من الله أيتها الغالية .

سلام الله عليك ورحمته وبركاته
تحية قطفتُها من قلبي
رسالةٌ إليكِ
وكأنّها ماكانت لتزوركِ قبلَ أن تكسرَ نافذتي وأنا أحرس القمرَ، وتكسر المزهرية التي كانت معلقة بين الشهقة والسجم، وكأنها ماكانت لتزوركِ قبلَ أن تتغلغل في نبضي، وهي تشرب أنخابَ الانتصار، زارتني سراًّ كما تعلمين، وعقدتْ لنا موعداً واحداً، فأحرقتْ كلّ مراكبي وسفائن خطوي، وعلّقَتْني بين السماء والأرض، وماتركتْ لي حريةَ الاختيار ولاتقرير مصيري برحلة الشوق الكبرى..
هاهو قلبي قد صار هو الآخر مِلْكاً لها، والشوق قد أحرَقه للحبيبة حتى صارَ فتاتاً، فهل تظنين أنني أنجو؟؟؟؟
حرة الحبيبة، شفاكِ اللهُ وعافاكِ، وجعل ذلك كله في ميزان حسناتك، ياليتَ الزائرة التي جعلتنا نأتمر بأمرها، قد سبَتْني وحدي وتركتكِ في أمنٍ من الله وأمانه، وياليتَني تحملتُ عنكِ كلّ آلامكِ وبوحَ الزائرة العنيدة وحدي وماأصابتكِ قطُّ بسهامها، فما عدتُ أحتملُ حزناً يقرَب أنفاسكِ ولاأنفاس َمن أحبهم، وماعدتُ أحتملُ بعدي عن حبة قلبي وملامحُها تسكنني في كلّ لحظة وحين، تزورني، مثل زائرتنا العنيدة، صباحاً ومساءً، جهراً وسرّاً، قسراً وطوعاً، حتى أصبح الشوقُ يُحصي أنفاسي، فيحصي معها دقاتِ قلبي وماتبقى من أيام العمر..
كتبتُ للزائرة العنيدة رسائل بعدد النجوم وأحزان القلب، ورجوتُها أن تتركني للحظةِ بوحٍ واحدة، أنقش في طياتها كل حروف الحنين والشوق الهجائية التي تعلّمتُها قبل رحيل حبيبة قلبي وبعده، فما عدتُ أتقن غير لغةٍ واحدة، لغةِ الأسر وهي تنقش على جبيني ناراً تستعرُ وتشتعل غضباً، أيُطفئ أوارَها الماءُ الباردُ والقلبُ مازال في اشتعـال؟؟؟؟ أيُسقِطُ هجاءَها قصيدٌ أكتبهُ بماء الورد؟؟؟ أُسقِطَ في يدي، وخارت قوايَ وأقسمت الزائرةُ أن تعلّقَني بين النار والبرَد حتى تنقلَني بنفسها على زرابي السفر إلى هناك، حيث أشجار الشوق تهجر أوراقَها وثمارَها واللقاءُ منسكب..
لابأسَ عليكِ توأم الروح، لقد عقدتُ عزمي على السفر بحثاً عن ترياقٍ للشوق، قد أجده في بلاد العجائب التي سمعتُ عنها في صغري، وقد كانت جدتي تحكي لي عن مغامراتِ "أليس" وقلبها الذي كان يحرسها، وقد أبحث عنه في عينيْ حبيبة القلب، حيثُ يرقد شوقي ويستيقظ مرتِّباً شعره، وقد أبحث عنه في بلاد القمر، فقد أخبرني الساهرون بأن الوردَ ينبتُ بضفافه ترياقاً، وقد تقطفني الأشواق قبل أن أصل إلى منتصفِ البـوح..
حرة، مدّي يديكِ إليّ كي نطردَ الزائرة التي استعمرتْ كل شواطئنا، وكي نعبرَ معاً كلَّ المسافاتِ التي أزهرتْ في قلبيْنا، فقد أوشك الشوقُ فينا أن يحرقـنا ويحتـرق، ثمّ يعود إلى مصافحة الزائرة العنيدة مصافحةَ الأقوياء... فهل ننجو؟؟؟؟
.............

يا حبيبة
لله درك من أخت لم تلدها أمي .. بل لله در قلب صاغه الله من ذهب و أسكنه أضلاعك .. ما أبرك بمن تعرفين !
و الله كم أجدني صغيرة صغيرة أمام نقاء و صفاء تلك الروح التي جعلتها غمامة تهطل علينا كل حين بالحب و الود و الخلق الكريمة ، و الله إنك لكريمة و ابنة كرام و ما أظنني يوماً ألقى قلبا أنقى و أطهر من قلبك .
يا حبيبة
لم تعد الحمى الشوق تزورني ؛ غادرتني هاربة أمام مارد أعظم تعرفينه سكن جلباب قلبي و عقلي حد الذهول ، و استقرت في خبايا ناحية من القلب تلهبه كل حين .

آه لو يعلمون ما بيني و بينك من عظيم صلات الود ؛ لنازعونا عليها بالحراب .

حماك الله من كل سوء دائما و أبداً .

لو كان الرافعي أنثى لما بلغ شأوك ..

سأعود - إن شاء الله - فقد وجدت الكثير الكثير ، وأسأل الله أن أرى ردك على ردي قبل أن أبلغ من الكبر عتيا .

.
الصديقة الراقية حوراء
تحيّتي لقلبك صديقتي، وأسأل الله أن يكتب لك الأجر والثواب بإذنه.
لله در الحرف حين يكتب الألم جميلاً.
مودّتي ودعائي لقلبكِ بكل الخير.
.....................................

الله يا حوراء ما أروعه من نص
لله درّك ما اعظم حرفك أختاه
عافاك الله وأبعد عنك كل سوء
تقديري واحترامي