أيها الزمن جئت
تحمل أوراقاً رمادية
وقارورةَ حزنٍ
نار تأكل
تضيق الأعين
حتى يتسع الاخضر
أغسل ذاكرتي كل مساء
من تعب الطرقات المحشوةِ قهراً
واحتجاب البحر عن القلوب
في حقائب الصغار
ودفتر الزهور
أوراق مبلَّلةٌ بالذكريات
تزرع الصباح في مضارب المساء
وتقلع المساء من مشارف الغسق
نجري ويجري الوقت إلينا
أوراق
يحتلها الحزن والغضب
الظل يلقي على الاجواء رهبته
الليل يزحف
في هدأة الليل كان الصوت يسألني
عن ذاك الصمت
وتلك الدقائق التي تظهر حزينة الوعود
مجدية في أوراق العمر الحزين
قسمات ورديه تائهه
آه من ذاك اللون
يرصد كتابي
يرصد افكاري واشعاري
الاسود يلاحق الابيض
كأن العالم بكلماته يتجدد على الورق
وأنا طفل ابتاع الحلوى
أقف امام صورة الجلاد
يحرق كلماته من مذياعه الاخرس
كل الوجوه شاحبه حتى لون الرمال
أيتها الاوراق المتناثره
أشتاق الى شمعة تلتهب على نافذتي
أتعطش لقصيدة لم يكتبها شاعر على الارض
وأنا وحدي على الطرقات
تقترب أيامي الى حافة الدروب
يحكم أوراقي حبر أسود
غداَ تنزع ذاتي في لحظة ألم
يوقظني من نومي صوت عندليب
يصب احزانه على شرفتي
ويلهو مثل العصافير في زمن مخيف