أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: حزن

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 320
    المواضيع : 85
    الردود : 320
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي حزن

    حزن


    لا اعرف ما الذي يعتريني؟ ولا اعرف كيف يتحول الرأس إلى مخزن للألم الضارب؟ حتى لتحس للحظات بأنه سيتوقف عن العمل، وربما من شدة الضغط والترجرج، سيتناثر إلى شظايا على شكل ذرات موزعة، لا ترى ولا تلمس، ويبقى الألم مسيطرا، فلا الرأس متوقف، ولا الشظايا متناثرة.

    اخرج إلى باب المنزل، اعرض رأسي لصقيع الرياح المحملة ببرد الثلج الآخذ بالذوبان، محاولا تبريد غليان الدماغ المتأجج، والأفكار المكومة كجنين معتصم في رحم يعجز عن دفعه للحياة والنور، بكل ما فيه من طلقات ولادة متسارعة في النمو النابت من صراع الآلام المنبثقة من عذاب جنين يسكن رحما لا يستطيع الوصول إلى لحظة الميلاد.

    يكويني الصقيع، تصطك أسناني، وتبدأ رجفة البرد تتلاعب في جلدي، ترقصه، أتوزع بين رأس مثقل، وجسد خزن بردا إلى أمد غير محدود.

    اشعر بحاجة عميقة إلى البكاء والنشيج، بكاء يجمع الناس والأشياء حول معاناتي المتراكمة، لكنني أدرك وبلحظة ما، أن دموعي قد نضبت، جفت ينابيعها المتدفقة كشلال متساقط من أعالي لا يمكن الوصول إليها بالنظر.

    احمل نفسي على نفسي المحطمة، أتعثر، أكاد انكفىء على وجهي، يتخلل مفاصلي وهن عارم، يقودني نحو التهاوي على أريكة تكره وجودي ورائحتي، لكنها تستقبلني بعجز من لا يستطيع دفع ما لا يحب وما يكره.

    تتشنج أعصاب الرقبة، تضغط بكل قوتها على أعصاب الرأس، يتعاظم الألم، ويستفحل الوجع، اشعر بثقل يشدني نحو الغوص في مسامات الأريكة، كبخار يتلاشى في الجزيئات المكونة للقماش والخشب.

    تتساقط الآلام نحو القلب، يتضخم، يبدأ بهز العظام، بخلخلة القفص الصدري، تتحطم المشاعر الملوثة بأفكار وهواجس مضطربة، مشوشة، ينتظم الألم كله وينعقد، كلبلابة عملاقة تمتد إلى كل المساحات المفتوحة والمغلقة.

    أحاول النهوض، تتآمر أعضائي وأنفاسي، مفاصلي ومشاعري، على جسدي المنهك، المدمر، فاعجز.

    أشاهد ابني وهو يقترب، محشوا بالفرح، ممتلىء بالنشوة، يقوده شعور الحاجة إلى الحنان، وإحساس في مسح رأسه، طلبا لدفء الأبوة، ورأفة الوالد.

    يقترب وهو يرسم على محيا البراءة استجداء الطفولة، وتلهف الطيبة المرتبطة بفطرة لم تلوثها الأيام، ولم تسودها وجوه الناس المخترقة حجب الواجب، يتقدم، يرمي رأسه الصغير على فخذي، ثم يسحب جسده ببطء على جسدي، يصل خده الطري الناعم إلى شفتي، وينتظر.

    أحاول رفع راسي، يدي، فاشعر بالعجز، بالتصلب، بالتخشب، تتقد نار من بؤرة خيبة عينية الصغيرتين، تشتعل بداخلي، اتوزع بين البرد الكاوي والنار اللاسعة، والعجز المتمكن من أطرافي، وخيبة طفل نهض مكسور الخاطر، محطم الحنان.

    تقترب زوجتي وهي تعرف حالي، تمسد ما تبقى من شعر على راس اسقطت النوائب والأحزان ما عليه وما فيه، أحس يدها جبلا يهوي على قشرة الدماغ، وينبت بداخلي شعور معذب، حين أتخيل أناملها تنبت أشواكا تخز جلد الجبهة لتفرغ فيها ألما من نوع جديد.

    أعود بعد ساعات من مشفى، مثقب العضل، وعلى معصمي سوار يحمل اسمي وتاريخ ميلادي، أحدق، فأرى الدموع تترغرغ في أعين أولادي وزوجتي، يتحولون إلى أشباح تتمايل نحو الاختفاء.

    أصحو من جديد، احمل أعصابي، واتكئ على مفاصلي، اغرق تحت مياه ساخنة، اشعر بقليل من الراحة، بقليل من الوجود، بقليل من الحياة، أحاول أن ارسم بسمة، فاسقط من جديد بهوة من حزن وكآبة.

    كم أنا بحاجة إليك يا والدي؟!
    وكم أنا بحاجة إليك يا أمي؟!

    ينتصب القبر المتلاصق لجثتي أمي وأبي بين عيني، يستع، يتمدد، تبدو مقبرة ذنابة أمامي، تماما كما تركتها قبل رحيلي من موطن الطفولة والشباب.

    تخرج رائحة الموت، وتتسلل شقوق القبور الحاضنة أعشاب صفراء، صلتها الشمس ولوحتها، وأشاهد الحرادين المتنقلة بسرعة التفافية وهي تدخل فمي لتستقر في المعدة، ويصل لسع نبات البصلون إلى حلقي، ويتناثر طلع النباتات المحروقة المعذبة في صدري، وتدور زوابع مجنونة، في كل ما املك من رؤى وأحلام.

    رحماك يا ربي،
    رحماك.

    جسدي الضئيل الضئيل، لا يحتمل كل هذا الحزن، كل هذا الوجع، كل هذا العذاب.

    رحماك يا ربي
    رحماك.

    تمنيت لو ملكت الفرح ليوم واحد، لساعة واحدة، لوهلة أو هنيهة.

    ولدت هناك، في مخيم منسي، لا تعرفه الشمس ولا يزوره القمر، يغرق في الوحل والبرد، ويتلظى بالشمس والقيظ، شقق الحرمان جلدي، وأنهك البؤس نفسي، ومزق الفقر حلمي.

    وكبرت هناك، أتجرع عذاب القهر، والضغط، أكدسه من حيث لا اعلم بذاكرة غيبية، إلى يوم ضاقت الذاكرة بما فيها، فتخلصت منه دفعة واحدة بنشره في كل خلية من خلاياي، وفي كل وجبة من وجبات قلبي، وفي كل خفقة من خفقان روحي.

    بي ما ينهك الصحارى، وما يثقل المحيطات، وما يطفىء البراكين، ويهدىء الزلازل، ولست سوى وجود صغير، تقتله شوكة، وترهقه دمعة.


    مأمون احمد مصطفى
    فلسطين- مخيم طول كرم
    النرويج- 20-11-2006

  2. #2
    الصورة الرمزية زين عبدالله قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 544
    المواضيع : 40
    الردود : 544
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    أخي كان صباح مثقلآ بالألم

    حين قرأت نصك ليس هناك اقسى من ألم النفس والجسد معا

    ولنكه قدر الأنسان وما يكتب له في دنياه

    وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال

    (ما من مؤمن يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهرأ)

    وعنه (ص) قال: اذا مرض العبد بعث إليه ملكين فقال : انظرا ما يقول لعواده فان هو إذا جاؤوه حمد الله وأثنى عليه رفعا ذلك الى الله وهو اعلم فيقول لعبدي على أن ادخله الجنة وأن شفيته أن ابدله لحمآ خير من لحمه وأن اكفر عنه سيئاته ) رواه مالك

    وكل ما علينا هو الأيمان بأن كل ما أراد لنا ربنا انما هو خير

    ارجوا أن يبدل الله حرنك فرح وسعادة وطمأنينة

    تحاتي لك اخي الكريم
    [نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيز مأمون..

    هذه الكلمات اعيدها هنا...لان يسبق ان كتبتها..؟

    لكن عساك تعرف القصد من اعادتها.
    الحزن..كائن حي..حى وان انكرناه...كائن روحي...وجد مع وجود فكرة خلق الانسان.

    والانسان..ليس ..شكلا ثابتا غير متغير..انه..تجربة وانتقال ،انه لاشيء اكثر من جسر ضيق خطر بين الطبيعة والروح،ان المصير الكامن فيه يدفعه الى الروح والى الله،اما حنينه الكامن ايضا فانه يعود به الى الطبيعة.


    عذرا...عساها مفهومة...؟

    محبتي لك
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    سيد القلم الرائع / مأمون أحمد مصطفى .

    لا أنكر أني ألاصق حرفك ، أتبعه في كل الصفحات ، حيث أترك روحي تهيم بين الكلمات على سطور نقشت عليها كلماتك ، أنثر حزني ليمتزج بسيل مدادك الملون بألوان أشجار اللوز والبرتقال ، العابق براحة تلك المخيمات المنسية في دهاليز التاريخ ، سمحوقة الكرمة ، مسلوبة الحياة .
    تنبت في الصدر شجرات الصبار ، تخترق أشواكها القلب والرئتين ، وأنزف مع نزفك ، فما أنا إلا جزء من هذه النكبة ، وجزء من تكوينك الإجتماعي .
    لا أدري بأي الكلمات أواسيك ، ولست أجد من يواسيني ، ومن يواسي من في غربة الروح والنفس .
    لا أملك إلا السكنى بين حجري الرحا ، تطحنني بدورانها مع دوران الأرض ، وتوالي الأيام والسنين ، فلا هي تتوقف ولا المأساة تنتهي .

    لك تحية معطرة بعبق الأرض .
    واحترام وتقدير لك ولقلمك .
    مودتـــــي .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  5. #5
    الصورة الرمزية أبو القاسم شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : قرية لا مشكلة
    المشاركات : 1,072
    المواضيع : 174
    الردود : 1072
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    الحزن .. آه منه آه
    أذاب الجليد
    وصهر الحديد
    فهل لقلب إنسان أن يصبر ؟؟؟؟؟ نعم


    ولست سوى وجود صغير، تقتله شوكة، وترهقه دمعة
    لا تصغر نفسك ، فأنت وما بين كتفيك كائن ليس بالسهل .


    بارك الله فيك
    أخوك
    أبو القاسم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  6. #6
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 320
    المواضيع : 85
    الردود : 320
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الاخ الكريم زين:-

    علنا ننال من الرحمة، من صاحب الرحمة، لكنه الانسان بداخلنا يبحث عن خلاص، خلاص يجمع دموع الاطقال في بسمة تتوج النور والضياء.

    مع المودة

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 648
    المواضيع : 67
    الردود : 648
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    المبدع المفتن
    أ. مأمون
    مدهش نصك إدهاشا يدعو إلى إعادة قراءته غير مرة ، ليس لكونه عن الحزن فحسب ، بل - أيضا - لأنك أتقنه بحرفية لا تبعد عن صدق التناول .
    وأرجو أن تتاح لي فرصة قراءته مرة ثانية والعودة إليك إذا كان هذا ميسرا بفضل الله .
    وأرجو أن تسمح لي بما عت لي من قراءة أولية :
    حتى لتحس ( لعلك تقصد : لأحس ) اخرج إلى باب المنزل، اعرض رأسي لصقيع الرياح المحملة ببرد الثلج الآخذ بالذوبان، محاولا تبريد غليان الدماغ المتأجج، والأفكار المكومة كجنين معتصم في رحم يعجز عن دفعه للحياة والنور، بكل ما فيه من طلقات ولادة متسارعة في النمو النابت من صراع الآلام المنبثقة من عذاب جنين يسكن رحما لا يستطيع الوصول إلى لحظة الميلاد.
    ( أجدت التصوير مرتين حين أجملت ، ثم فصلت هذا الإجمال ، وهذه مقدرة ماهرة في تنوع اللوحات التصويرية في التعبير الأدبي المفتن وكأن قياس كل منهما يختلف عن قياس الأخرى ، لكن ملامح كل واحدة على وجه التقريب ) .
    لكنني أدرك وبلحظة ما، أن دموعي قد نضبت، جفت ينابيعها المتدفقة
    ( ألا يستدعي السياق المعنوي والفكري أن يكون التعبير : ينابيعها التي كانت متدفقة )؟ كشلال متساقط من أعالي لا يمكن الوصول إليها بالنظر.
    (وربما كان وراء تساؤلي تصويرك لنضوب الدموع وجفافها ).
    احمل نفسي على نفسي المحطمة، أتعثر، أكاد انكفىء على وجهي، يتخلل مفاصلي وهن عارم، يقودني نحو التهاوي على أريكة تكره وجودي ورائحتي، لكنها تستقبلني بعجز من لا يستطيع دفع ما لا يحب وما يكره.

    تتشنج أعصاب الرقبة، تضغط بكل قوتها على أعصاب الرأس، يتعاظم الألم، ويستفحل الوجع، اشعر بثقل يشدني نحو الغوص في مسامات الأريكة، كبخار يتلاشى في الجزيئات المكونة للقماش والخشب.
    (رائع هنا ماأبدعته بعفوية وتمكن ؛من العلاقة بين الجسد المنهك والأريكة العاجزة ) .

    أشاهد ابني وهو يقترب، محشوا بالفرح، ممتلىء ( ممتلئا ) بالنشوة.
    أحاول رفع راسي، يدي، فاشعر بالعجز، بالتصلب، بالتخشب، ( أيهما يحدث أولا : التصلب أم التخشب ؟ ربما كان في سؤالي روح الدعابة لكني جاد في معرفة الترتيب ).
    تتقد نار من بؤرة خيبة عينية ( عينيه ) الصغيرتين.
    تقترب زوجتي وهي تعرف حالي، تمسد ما تبقى من شعر على راس اسقطت النوائب والأحزان ما عليه وما فيه، أحس يدها جبلا يهوي على قشرة الدماغ، وينبت بداخلي شعور معذب، حين أتخيل أناملها تنبت أشواكا تخز جلد الجبهة لتفرغ فيها ألما من نوع جديد.
    ( يالك من مبدع هنا حين يأبى الحزن المسيطر إلا أن يحيل لمسات الزوج أشواكا وأثقالا!!
    لقد أحكمت القبض على جمرة الحزن فاتقدت الصورة على قلمك متوهجة ولكنها متسقة مع الخط الشعوري الذي ينتظم الحزن حين اخترته محورا تدور حوله ).
    ينتصب القبر المتلاصق لجثتي أمي وأبي بين عيني، يستع( يتسع ).
    وتتسلل شقوق القبور الحاضنة أعشاب صفراء،( لعل الصواب : الحاضنة أعشابا ؛ لأن اسم الفاعل هنا يعمل عمل الفعل بلا شرط لكونه مقترنا بأل ).
    ولدت هناك، في مخيم منسي، لا تعرفه الشمس ولا يزوره القمر، يغرق في الوحل والبرد، ويتلظى بالشمس والقيظ، شقق الحرمان جلدي، وأنهك البؤس نفسي، ومزق الفقر حلمي.
    ( أبت الشاعرية إلا أن ترفرف على قلمك الرائع فكاد التعبير والتصوير يتزيا بأوزان الشعر) .
    اما الختام فهو مسك يضوع منه نور الحقيقة التي لا يكاد يتغافل عنها أحد منا .
    وليس ما قدمت سوى تحية عجلى .
    ولك تقديري وتحيتي.

  8. #8
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 320
    المواضيع : 85
    الردود : 320
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الكتور الكريم احسان الشناوي:-

    اعترف تماما بانك استطعت ان تلامس بؤرة احساسي، بمقدرة فذة لا اعرف كيف اصفها، ولكني اشعر بانك كنت بجانبي تلمس مشاعري وتتحسسها تحسس طبيب يتقن وبمقدرة متميزة ان يضع يده على النقطة التي تفرز الوجع.

    سعيد الى حد " الحزن" بما قلت، وسعيد ان اشعر ان المي يخرج ليراه الناس ويعرفوه.

    ايهما يحدث اولا " التصلب ام التخشب" صدقني لا اعرف، لكنها القريحة التي كتبت ورتبت، وربما لانها كانت غلرقة معي بالحزن لم تتمكن من اختيار الترتيب.

    بالنسبة للاخطاء التي اشرت اليها، فقد قمت بتصحيها ، وهذا فضل منك اتمنى الا تبخل علي فيه ان كان لنا لقاء صفحات الواحة.

    تقديري العميق لقلمك

    مع كل المودة والعرفان

  9. #9
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 320
    المواضيع : 85
    الردود : 320
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الاخ الكريم جوتيار:-

    نعم اعرف ذلك، وافهمه تماما.

    ولكن الم الفرد كالبصمة، له خصوصيته التي لا تجمتع في شخص آخر، وان اجتمعت الصورة العامة لمفهوم واسباب الالم.

    وانا اعتقد اعتقادا جازما، وبعد قراءات مستفيضة في علم النفس، بان العلم النفسي نوعا من نثار الهباء، الا في الشكل العام.

    لذلك باشرت بكتابة رواية بعنوان" انهيار" تناقش خصوصية الالم والعذاب، وتدحض بصورة ما مقولات علم النفس والقواعد السلوكية التي يتشدق علماء النفس والسلوك بتعميمها كنظريات وقواعد تشمل الانسان الواحد او الانسان الجماعة.

    وصدقني اخي فرق هائل بين ان تفهم وجود الوجع والالم ككائن روحي وجسدي، وبين ان تحاول الغوص باللامرئي منه، والذي يمزق الذات وينثرها بين كم من الاحاسيس والمشاعر التي لا يمكن الا ان تكون موجعة لمن يحمل الوجع ببصمته الخاصة.

    مع المودة

  10. #10
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    أستاذي الفاضل مأمون:

    حروفك دوما تلجمني والله

    بحق لا أدري بما أرد ،أجد ان رد الحبيبة وفاء أبلغ بكثير :
    (لا أنكر أني ألاصق حرفك ، أتبعه في كل الصفحات ، حيث أترك روحي تهيم بين الكلمات على سطور نقشت عليها كلماتك ، أنثر حزني ليمتزج بسيل مدادك الملون بألوان أشجار اللوز والبرتقال ، العابق براحة تلك المخيمات المنسية في دهاليز التاريخ ، سمحوقة الكرمة ، مسلوبة الحياة .
    تنبت في الصدر شجرات الصبار ، تخترق أشواكها القلب والرئتين ، وأنزف مع نزفك ، فما أنا إلا جزء من هذه النكبة ، وجزء من تكوينك الإجتماعي .
    لا أدري بأي الكلمات أواسيك ، ولست أجد من يواسيني ، ومن يواسي من في غربة الروح والنفس .
    لا أملك إلا السكنى بين حجري الرحا ، تطحنني بدورانها مع دوران الأرض ، وتوالي الأيام والسنين ، فلا هي تتوقف ولا المأساة تنتهي . )

    سلم الله قلبك وبإنتظار حروفك دوما

    تقبل خالص تقديري وباقة ورد

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. يغشاهُ حُزْنٌ من فوقه حُزْنٌ..
    بواسطة عبد المجيد الفيفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 04-12-2011, 06:11 PM
  2. حزن على قارعة لقاء
    بواسطة عبدالرحيم فرغلي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 04-08-2007, 11:44 PM
  3. المعرفة يا صديقي ... حزن ..
    بواسطة يوسف الحربي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 09-12-2004, 02:05 AM
  4. بسمه حزن
    بواسطة شــــــــــــهووودة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-09-2004, 12:12 PM
  5. حزن وغضب
    بواسطة عبد الوهاب القطب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 02-06-2004, 01:16 AM