سمفونية الجنون!!!!!

من حظي أن التقي بالمجانين......
هذا شؤم يعتادني منذ نعومة أظافري،
فحظي ثعلب، وأنا فريسته،
التقيت بها في شط العذارى.... وأنا أكتب لها من قلبي، رسالة على الماء.... أحكي فيها عن لاعج متضرم،
تقابله بإصرار على العناد،
لم أطق ما رأيت منها.... مجنونة بكل المعايير.... ولأمر ما خدعت بالجنون!!!! حن مني الفؤاد إلى مرابعه.... أيست من دفقات العقول......تركت بالوداع معاهد الحكمة والتفلسف.....
مجنونة، مستيقظة على الفتات.....كلمات تهاوت في مربع الترفع....وضعتها في محراب الاختبار....
صراع مختبئ بين الضلوع........فبأي صورة أقيسها....ألفاها ملهَََمَة بالجنون....
لكنها صارت قريبة من قلبي،
مشاكسة كالطفل الغرير.....حمقاء لا تلوي على طريف.
عددتها مريضة في كل المصحات!!!!!
عددتها فطرة ساذجة.....
حتى ظننت أنها الطبيعة الأولى!!!!
قالت لي بلسانها الدرب:
أحب عينيك،
يانمر، يا وحش،
ياطفلي الصغير،
سأعاند،
لأروضك يا دبي الأبيض!!!!!
ثم عاكستني عند الغرور.....
أحمق، مجنون،
هيا ارحل!!!!
سمفونية الرحيل،
كلمة الرحيل من شؤم الزمان علي......لقد كرهتها منذ أن سمعتها في اليوم الأول....
ثم وطئتني الأرزاء.......فزُفت إلي في عراك الظنون،
ارحل...........
ظنتها هائمة في بحر الجياع،
هكذا قالت:حالي بئيس،
شحوب وضنى،
جائعة من الديون،
لا تقترب من سوحي،
ارحل.....
ولولت بها بدون اعتداد.....سمعتها هنا في هذا البلد......
سمعتها في ذاك المركب.......
سمعتها في يوم العيد......
انطبعت صورتها في فؤادي....تقترب مني عند كل بداية.
أتدرج معها....وأنا أمشي بين يديها،
تفتح عينها على عيني،
فتقول صدقا أم كذبا:
أقرأ في عينيك كل لغات العالم......أتفرس فيها معاني الحياة.....
هذا ما أوهمتني حينا!!!
وليتي كنت غافلا في اليوم الأخير!!!!
تحركت سفن الكلام....أبحرت الصواري......لم نلبث إلا ساعة....
دندن الجنون،
تأوهت الحماقات،
تناثرت الكلمات،
عادت الأدراج،
فما دمتُ هنا محتارا...... فهي هناك تعاند،
لم أحتر من هواها....فقد يصاب القوي بالوباء،
لم أحتر من جمالها......فقد يهجر الجمال!!!!!!
احترت من كلام جميل،
لم تحبره بالنظام العتيد،
قالت وقالت، وانتهت فما فهمت شيئا،
وعد باليمين،
وخلف بالمجان،
وكلام حائر عند الحضور، وخربشة عند العناد،
مأساتي أنني غائب،
مأساتي أنني مجنون،
مأساتي أنني أشرح الكلمات،
مأساتي أنني أضع للحروف نقطا،
فهمت منها كلاما منتفضا ثائرا،
هوج في صخب،
ودغدغة توحي بالهزيمة،
قالت:
وحيدة،
عليلة،
فقيرة،
معسرة،
ألفاظ لم أفهم معانيها في صراع الهواجس،
(كيف لذا أن يكون مع ذا؟؟؟؟!!!!)
أنا فتاة مطلقة، رفضتني أسرتي، تغربت عنهم في الأكوان،
أصابتني الأدواء في قدمي.....تبددت أحلام قوتي.....فها أنذا غريم!!!!!!
ضاقت الدنيا بالأقيال،
شرف يباع،
وعرض تائه،
ومسخ مستبد،
والطريق مظلم،
واليل غول،
أسمع هذا منها وجوما،
ليتني!!!!! كنت شبل ذاك الأسد،
فأحمي عريني من حماها،
واندب على غيري خداعها،
وحين انتفض السؤال،
هرعتْ للخروج،
أهنتني،
جرحتني،
قلت لها: جرحي غائر!!!
لا أخبر غيري عن غموضها،
ألف سؤال واستفسار،
لن أبالي بها ما خب الفؤاد،
فانهال الضرب عليه بالوميض،
عقبى تسوء للعيان،
فهل أخاطر في بحر الإصعاق؟؟
لا وألف لا،
................................
قالت: تصبح على خير،
قلت: لا أتى الله بيوم اللقاء!!!!!!

خاطرة أوحتها إلي نحلة،
دخلت علي من نافذة مكتبتي،
حامت حول قدح الشاي،
ربتت على رأسي،
أوحت إلي بكلامها،
تركتني في مخاض الكلمات،
ليتها مادخلت وما خرجت!!!!!

نشكر نحلتك التي دخلت عليك مكتبك فأوحت إليك بهذه الخاطرة التي سعدنا بها وأعجبني منها
"فحظي ثعلب، وأنا فريسته"
دمت ودام إبداعك