بحثت عنك....
بين أطياف الماضي ورؤى المستقبل
ولازلت حائرة....
بين واقعك وخيالي....
بين إمكانيتك واستحالتي....
ولكنني.....أؤمن....
بأنني سألتقيك يوماً ما....
عندما تتعانق خيوط الشمس مع الأفق...
وتولد بين السماء والبحر قبلة ملتهفة...
عندما تحتضن الأمطار حنين الشارع
ويلفّ الليل النهار بردائه كي ينام....
سأراك هناك...
سألتقيك عند ذلك المرفأ الذي لطالما أبحرت منه
وعدت إليه محملة بعجائب الأسفار...
وعندما نلتقي يا عزيزي...
لن يكون هناك وقت للكلام....
بل سنكتفي بالتصديق....
سنكتفي بالنظر إلى عيون المساء...
وتلك الأحلام التي جمعتني بك منذ طفولتي....
ولن أسمح للقلم بعدها أن يكتب عنك...
فلن تكونَ الحروف التي تتلاعب بموهبتي...
ولا اللغة التي تكسو عواطفي العارية....
فالكلام يا عزيزي....
ينتهي عند الكمال....
ولا يبقى منه إلا الجمال....
وهكذا أنت....
عندما ألتقيك....
يغادرني إلهام القلم....
لتصبح نظراتك نهاية الألم....
عندما نلتقي....
لا داعي للكلام...
فالشوق أفصح من أي لسان...
وللحنين موعد مع البلاغة منذ الأزل...
ستضحك النسائم طرباً يا عزيزي.....
ستتغزل الظلال بمرورنا....
ستعبر السعادة محطة روحنا....
كل الأشياء........كل الكائنات.......كل الأكوان......
ستتراكض إلينا طمعاً بالأمان...
وعندما نلتقي.....
سيولد من جديد الزمان...
لأنّ الذكريات ستموت عند بداية السلوى....
ولن نعرف وقتها....
إن كان الحزن حقاً غادرنا....
أم أنه أبداً أبداً لم يزرنا.....؟!!!!!