طبق من الحكمة لسيدة القلوب - مقدمة
"الحكمة أسوء طبق يمكن أن تقدمه لمن تحب"
جملة لا أذكر أين قرأتها, و لكني أذكر جيدا, أنه في وقتها لم يكن هناك حبيبة... أقدم لها أسوء الأطباق. لكني لم أجزع يوما و لم اتوقف يوما عن البحث عن الحقيقة, المعرفة و الحكمة. فجًل ما أتقن... التفكير و العمل... و ربما القليل من الحب...
أما الآن و قد تاه نصفي بعدما عثرت على كلًي.. فسأكتب... و أكتب راجيا من الله أن يوفقني في أمور ثلاث:
أولها: أن تكون معرفتي ذات قيمة و نفع, ثانيها: أن تقرأ سيدة القلوب... نقشي, و ثالثها: أن أحتمل آلام... الكتابة.
"قبل اليوم, كنت أعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها.
عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم, دون أن نتألم مرة أخرى.
عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين, دون جنون, و دون حقد أيضا.
أيمكن هذا حقا؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا.
و لهذا نحن نكتب. و لهذا نحن نرسم, و لهذا يموت بعضنا أيضا."
أحلام مستغانمي.
أسباب كثير تبعث على الموت, و أسباب أكثر تبعث على الحياة. أما أسباب الكتابة فهي فقط سبب واحد... الأنثى. و الكتابة بالتعريف تحتًمل الموت و الحياة... فالأنثى دائما ستبقى السبب الأقوى الذي يدفع بدماءنا... بأرواحنا... بنهر الحياة الى الجريان.
و لأنك أنثاي الأولى... و ستبقين إلى الأبد, فكل ما سأكتب هو مُهدى لعينيك العميقتين...
لعل شفائي منك يكون على يديك... فيحضر غيابك... ويعطر النسيان أيامي..
فلا تنطبق قوانين العالم عليً: فأشفى منك يوما ما, و يأتي يوم أنظر فيه حولي, فلا أراك.. في كل زهرة و زنبقة, في كل إبتسامة و إغماضة عين, في كل طائر... و كل شروق, في ملامح وجهي.. و ذاكرتي ... في لغتي.. و نسياني.
سأقدم لك طبقا من الحكمة... سأبذل جهدي في إعداده.
كم أود أن أقدمه بصوتي...
كم أود أن أكون حاضرا... عندما تقرأيني
كم أود ان أشاركك لحظات الحقيقية.. و لحظات العشق
كم أود أن أزورك.. أن أتعطر بك
فقط أرجو أن لا يكون طبق الحكمة هو آخر ما يربطنا
التفكير, التعقل, و الحكمة أفضل ما لدي... فأرجو أن لا يكون أسوء ما أقدمه... لك
و في الختام لا يمكنني إلا أن أقول...
"الحب هو ما حدث بيننا. و الأدب هو كا ما لم يحدث.
يمكنني اليوم, بعدما أنتهى كل شيء أن أقول:
هنيئا للأدب على فجيعتنا إذن, فما أكبر مساحة ما لم يحدث. أنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب.
و هنيئا للحب أيضا..
فما أجمل الذي حدث بيننا.. ما أجمل الذي لم يحدث... ما أجمل الذي لن يحدث."
أحلام مستغانمي.
يتبع... الطبق القادم (الطبق الأول)
أحمد صالح