يجتـــــاحني الغيــــــــاب ....ومــــــا يــــــــزال......
أكنت تظن ان مرورك المفاجئ ذاك على منتجع حياتي
سيكون مجرد محطة مؤقتة كما لو كانت فندقا تمر به..؟
اذكر حين أتيتني على ضفاف الفجر زائراَ متنكراَ في عباءة حبيب
كل متاعك ابتسامة صفراء تتثائب منهكة لا حسَّ فيها..
.
أتيتني حاملا بيديك تلك ، أريج باقة ورود فاح من الاصفر منه والبنفسجي..
كلها ألوان حزن تنتابها طقوس من الحذر واحتمالاته...تلك كانت هديتك الاولى.
عربون صداقة..وعربون حب ما عدت اجد لهما مسمى
سوى العابثين في القلوب والأحاسيس،
قدمت لي معهم سعادة المتكئ على مسند رمل وحزن
داخل نفس استولى عليها حد اليقين....
تركتك قبالة ضفة النهر وذكرياته..نهر سيبقى يسري مدى العمر داخل شراييني..
وسارعت الى ارتداء ثوبيَ الأسود الذي اعشق،
ثوبيَ الموشى بشذرات خيوط فجر حضورك .
فرحتي كانت ممزوجة بحسرات الاشتياق الى استسلام لحضرة ما كنت اظنه الحب ..
ذلك الغياب الذي ألبسني ثوب الصقيع ..
ارتديته والثلج ما برح يواصل تساقطه مبعثرا
داخلي ما بين شك وريبة.. وحضور لك كان مغلفا ، ممزوجا بحرقة الصقيع..
وبرغم الثبات الذي ابديته لي ورنين الكلمات التي تحمل الاشتياق الهادئ
واصل الثلج تساقطه مبعثرا داخلي ،
وبرغم مواويل يذيب كل موال منها كتلاً من الثلوج
الا انك أخفقت ..
ظننت ان هناك ثمة ما سأستحوذه منك لقاء عواطفك ...
انها رواسب انزلاقات حياتك المتعددة.ما بين سقوط
في حفرة تجربة تتلوها تجربة..
بدوت لي متيقنا من سهولة ابتلاعي لأكاذيبك دون جهد يذكر..
بيد أن مردات الفعل لدي لم تخلو من مراراة موجعة
ترافق وعي كلينا بموت شئ جميل في دواخلنا منذ أمد ليس ببعيد
لن تُبعَث فيه الحياة قسرا..شئ جميل مات أكثرمن مرة..
شئ كان نتاج تجارب قاسيه مرت على كلينا..
هل تراني وضعت يدي على جرحين متقرحين ما زالا ينزفان؟
تَمْلكُ وأمْلِكُ مساحات لأصدقاءٍ كُثُر مروا بنا في تقاطع دروب حياتنا
في تلك الحقبة من الزمن الذي انصرم وبهتت الوانه ....
امر مذهل!!!! هل يجتمع ضدان؟
ام هل هي مجرد مصادفة تزامنت لتهب لنا الحياة مقلبا جديدا من مقالبها؟
لم نملكْ من أمرنا شيئاَ..فكلانا خاسرٌ امام نفسه وأمام الآخر لا محاله..
فالأجدر بنا أن نفترق ، ولتبقى ذلك الفارس المنتظر في رواياتي
ولأبقى تلك المرأة الطيف في رواياتك،
نعيش على أهبة الا ستعداد لمفاجأت اخرى، لفرح طارئ أو لفاجعة منتظره!!!.
وفي النهاية انا وانت ،رجل وامرأة ، يؤرخان السقوط في حُفَرِ رمالِ صحارينا المتحركة.
لميس الامام