المغازي .... نائح الحب .... بزمن الخطايا
سرت معك هنا أتخلل عيون الأنثى ، وصورتي المنعكسة على بؤرة عينها والتي أعلمتني بإنعكاس صورتها على بؤرة عيني ، فكنت لا أرى من وجهها سوى دنيا مخلوطة ببياض وسواد قاتم يزغرد في نفسي فيبعث وسائط من دقات القلب لعقل ألف الحب لكنه لا يعرف مذاقه ، أراها يا نائح الحب من خلال الامكنة المحيطة بدومات غربتي المستميتة في صمت غائر ، أراها من خلال أشيائها المترنمة بذاكرتي الحبيسة عليها فبت اعاني من غراب البين الذي لم يقصدني يوماً ليزيح بيني وبينها مساحات بعيدة ، وأجواء متربة بشمس خادعة لا تضىء ولا تشرق على أرض المعاد ، لكنها غمائم وسحب عقيمة بلا ماء ، ننتظر منها كما نتوهم ماء عذباً رائقاً بعملات ذهبية خالصة تحجرت عليها أصابعنا ، فصارت مغلولة إلى أعناقنا ، لنخسر ما تبقى لنا من ذكريات آتية مع يوم مضى ، أراها يا نائح الحب بعين لعبها المنتشرة في منزل الغربة ، تحدثني واحدثها ليلاً دون ملل او كلل ، و من خلال ما تركته لي من أطعمة جاهزة بثلاجة معدتي الخاوية إلا من فتاتها الباقية المطبوخة بدمع الفراق ، ومقاومة النسيان الواجم الآتي بعد غياب طال ، أكرر عليها من هنا إلى هناك كلمات من حب دفين بمقبرة غربية بواد الملكات ليخاطب مقابر واد الملوك فتبعث أرواحاً طازجة ، لتنهض شابة عتية ، لا تعرف معاني الفقدان او الفناء ، ربما اخاف أن اقولها فتوشي بي أشياؤها عندها ، لكني يا نائح الحب احبها ولا أخشى ان اقولها وهي التي انطوت على حنيني الحبيبة ، وقلبي الغائب بين جذور نخيل أصيل يمتد إليها عبر صحار ، وبحار مالحة ، ليرتشف عبق النقاء من غياهب مراكز الارض العميقة ، فتمتد بيننا أغصان خضراء ورافة ، نعم أراها من خلال لعبها ن ومكعباتها ، ودبدوبها المحبب ، الذي كنت اغار منه فأنهال عليه ضرباً لانه يزاحمني منامي ، أو انه يفرق بيني وبينها بليال ظلماء من غضب مدلل ، اليوم امشط له شعره واهندم ملابسه ن واتحدث إليه ، وأقبله كل صباح ، أراها من خلال صورها المرسومة على الجداران ، وديكوراتها التي تخيرتها بعناية لتتناسب مع حياتنا الزرقاء ، ولم اعي انه لون السماء إلا بعد ان اغلق على باب بوحدة جدباء ، أراها في الأسواق ، بين البائعين ، وخلف (فتارين ) الملابس ، أراها على ممشى البحر الطويل بحديث وحيد عند احتضار النهار زوجة تشرق كل يوم ، أراها يا سيدي بعين الذكريات المحفورة على جباه الأماكن والأشياء والأطعمة ، بعين القلب المشتاق، أحبها يا نائح الحب ولا اخشى الحاسدين ، او الوشاة المتطفلين ، أحبها ... واليوم لوتقابلنا ستجد هذه الكلمة طبعتها أشياؤها بأعلى جبهتي ، لتجفف عبرة ساخنة سفكتها العين لتسيل دماؤها على الجبين ....
يا نائح الحب ، ليتك لم تامرنا ، ليتك لم تعلمنا كيف نراها ، أو بأي عين نراها ، فاترك لكل واحد يرى بعين اعتباره هو وحده ، لا تفرض علينا يا نائح الحب عيونك المساحات الشاسعة في أرض المحبين .
محمد
اعتذر عن اللغة .. فقد طغت العاطفة على الصنعة .