مشغولون جدا جدا...

بينما كان آذار مشغولا ....يلبس أبهى حلله .....يرش على جسد العطر و الأطياب ....يمشط شعره و يلبس خواتمه .....يلون أصابعه .....يستعد لعمله .....الذي تأنق و تجمل من أجله
يطرز بساط الطبيعة الأخضر بأزهار ....بيضاء....حمراء ......زرقاء .......صفراء
كان مشغولا يزرع في سماء الليل أنجما قطفها من المجرة
و في النهار يزرع في زرقة السماء ندفا من قطن أبيض
كانت الأشجار مشغولة أيضا بحللها الجديدة.......بعد أن خجلت من عريها الفصلي .....و هي تقدم آيات الشكر لآذار فتغسل دموعها أوراقها الخضراء .....دموع فرح و امتنان
كان النهر مشغولا بثرثرة مع حقل الزنبق الأحمر ....كان مشغولا بالاتكاء على خاصرة البساتين ....يمر كالشريان في قلب الأرض .....يرويها ....يغذيها....يعشقها
كان الجبل أيضا مشغولا بإزاحة مشيب الشتاء عن عاتقه ليعود شابا من جديد
مياه الثلج الذائب تنعش الأرض و تنقشها بأزهار الجبل و شقائق النعمان و الحبق و المنثور البري
كل شيء كان مشغولا .....حتى انت كنت مشغولا .....ترسم لوجهي لوحة ......و لروحي تكتب قصيدة
رسمت على جدران قلبي كل مشاعرك
رسمت لوحاتك لا بالوان و إنما بكلمات ....ليست كالكلمات......
سهرت معي فراشة ترى هلاكها في الاقتراب من اللهب و لكنها لا تبالي
مررت كالطيف الذي لا أعرف له صوتا و لا شكلا .......و لكنك زنرت أيامي بغرابة و جمال و شوق لا مثيل له
مررت كنسمة آذار الندية .....و لكنها قارسة نوعا ما ....كان لا بد أن ألتحف قلبي حتى لا أبرد
ماذا أقول لك و قد غيرت فيّ كل شيء حتى ملمس روحي ........صرت لا أعرف نفسي .....
قلت لي افهميني قليلا و اتركيني أحبك ........و هل بقي شيء لم أفهمه ؟؟؟ فهمتك كثيرا .....كثيرا و أحببتك كثيرا
تسألني عن شعوري ؟؟؟ أقول لك انظر في صفحة روحك تجدني هناك
التقينا نعم افترقنا ربما
لكن المسافة الفاصلة بينهما كانت أيضا مشغولة بصياغة نوع جديد من المشاعر ....كما يصاغ الذهب و يرصع بالجواهر الكريمة
تمشيت معك في حدائق الجمال و الفرح .....حكيت لك طرفة ......ما أجمل مشاكساتك!!! و ما أرق روحك!!!

كل ذلك كان على ورق و في الخيال و مالم أكمله أنا تكفل به المنام
اللقاء كان طبيعيا و الفراق كان منطقيا .....و لكنك حفرت عميقا في ساحة وجداني ....تركت بصمات أصابعك على نبضي .....رسائلك حفظتها حرفا حرفا أيها المتسم بالهدوء و العواصف في آن معا
لا يوجد شيء في هذا الكون و تحت الشمس و بين الشجر و على وجه القمر يمسح من ذاكرتي هذه الأوقات أو يسلبني إياها
ربما التقينا في زمن آخر....ظرف آخر ....حياة أخرى ....بشكل آخر ....لست أدري
أرأيت حين كان آذار مشغولا بتطريز الطبيعة؟؟؟ كنت أنت مشغولا بتطريز روحي و تلوين قلبي بالأحمر
كنت انا مشغولة بإشعال فتيل الكلمات و من ثم إخمادها ....
ما زلت مشغولة .....

كلنا كذالك اسال الله ان يشغلنا بطاعته
نص مطرز بالجمال والروعة سلمت اختي

تمشيت معك في حدائق الجمال و الفرح .....حكيت لك طرفة ......ما أجمل مشاكساتك!!! و ما أرق روحك!!!
ـــــــــــ

وأنا تمشيت مع حرفك
وسحره
وتنسمت عبيرك
وعطره
فسلبني حيلة ردي
بورك فيك
ولك الود و التقدير

العزيزة ريم..
لوحة بديعة..مزهوة بألوان الطيف..حيث آذار..وحيث الربيع..وعبق الزهور..ونسائم الانهار.. كل هذه تجلت هنا في كلماتك..التي حاولت ان تجد لنفسها ملاذاً اخراً..ملاذ يبعث الحزن والانشغال عن لهفات الوجد.. وتجاهل رهافة القلب..لكن الانشغال ربما لم يزيد الامر الا ابداعاً..حيث من الانشغال سطرت هذه الكلمات لتكون بالفعل لوحة ربيعية آذارية..هذه اللغة المرهفة الشفيفة وهذا الاحساس الشعري الصادق بالحياة والوجود والطبيعة..جعلت منك تصور لنا حالات القلب الانساني..في مستوياته المختلفة...من حالات المد والجزر..وتوهمات القلب...وزخات الفكر..ووخزات القعل.
محبتي وتقديري
جوتيار

الأديبة : ريم بدر الدين ،

ما زلت أتابع إبداعاتك هنا بين أدباء الواحة ، لكنني هذه المرة لن أنتظر ، لأن هذا الحرف الذي أقرأ والذي يأتي من مسافات ليست بالبعيدة عن الروح ، والمتوغلة في القلب ، تستمد الكثير من آليات البناء الفني يحضني حضًا أن أشكركِ أولاً لأنكِ هنا ، ولأن حرفك ينثال زلالاً .

أديبتنا ، كان العنوان لافتًا بل محفزًا لولوج عالم النص ، حيث يحمل من الواقعية ما يحفز العقل لمتابعة ما يندرج تحته فهذا زمن الانشغال ؛ فلما ولجت فيه وجدت نفسي في عالم من الانشغال ؛ إلا أنه العالم الأجمل ، فكانت اللوحة الطبيعية الرقيقة والمعبرة التي أتت وصفية لعناصر الطبيعة وهذه المعزوفة البيئية التي كانت اللغة والصور والأداء المعنوي عناصر فاعلة في جعلها عالمًا موجودًا تجولته بين سطورك ، ليأتي الربط الرائع بين الحالين : حال الحب ، وحال الحب ، فالحب الأول طبيعة عناصرها تبادلت الحب لتبدو في أجمل الصور ، والحب الآخر هذا الذي أجدتِ التعبير عنه في التفاتة موفقة جدًا اعتمدت على بقاء اللوحة واستحضار الطبيعة للذاكرة مصورة لتستقبل النفس هذا الأداء الحبي مستأنسة بالجمال الطبيعي وكأنكِ تحاولين أن تنقلي القارئ إلى ربوة غناء ليسمع الحكاية منشرحًا ، وربما يبدو أن النص بدأ ليكون في انشغال عناصر الطبيعة بالفصل الجميل ، لكن النقلة الهادئة المطمئنة جعلت اتساع مساحة الوصف جميلة دعم ذلك هذا التجسيم في صور متتابعة موفقة ربما كان من المناسب فيها تقليل مساحات النقاط والاعتماد على علامات الترقيم الداعمة للأداء اللغوي الجميل .
أما وصف هذه العالاقة بين الحبيبين فكانت درة حكائية اعتمدت على الجذب والتشويق بطريقة أحببتها وهي المرحلية حيث تتنقلين بنا من مرحلة إلى مرحلة كان إعمال الخيال فيها بطلاً ؛ فنحن نعيش الحالة ونندمج فيها كأنها اللفاء ، لنفاجأ بأنه التراسل ، لنجد أنفسنا بين أوراق المحبين بفطرية كلامها ، وجمال لونها ، والنسيم المنبعث منها ، لتعود الرسائل فتتحول عالمًا طبيعيًا بين محبين ( رائع هذا الأمر ) ، إلا أنني كنت أتمنى لو قل عدد ( أيضًا ) لنستغني عنها بروابط أخرى تكون أكثر جمالية لتتناسب مع جمالية السرد والسبك ، والتصوير . أما القفلة فكانت رائعة ولم أتوقع أجمل منها وكأنها قبس نوارني . كنتِ فيها رائعة وأتت رائعة .

أديبتنا ،

هذا نص جميل يبشر بكل الخير .

محبتي واحترامي

مأمون

جميل
أعجبني
تحياتي

كلنا كذالك اسال الله ان يشغلنا بطاعته
نص مطرز بالجمال والروعة سلمت اختي

صباحك ورد
وانا اسال الله ان يشغل قلوبنا بطاعته
ردك اسعدني
لك تحياتي

تمشيت معك في حدائق الجمال و الفرح .....حكيت لك طرفة ......ما أجمل مشاكساتك!!! و ما أرق روحك!!!
ـــــــــــ
وأنا تمشيت مع حرفك
وسحره
وتنسمت عبيرك
وعطره
فسلبني حيلة ردي
بورك فيك
ولك الود و التقدير

و كان لي الفخر أن تتمشى مع حرفي
د. عمر هزاع
يزهو متصفحي بك
فشكرا لك
تحياتي

العزيزة ريم..
لوحة بديعة..مزهوة بألوان الطيف..حيث آذار..وحيث الربيع..وعبق الزهور..ونسائم الانهار.. كل هذه تجلت هنا في كلماتك..التي حاولت ان تجد لنفسها ملاذاً اخراً..ملاذ يبعث الحزن والانشغال عن لهفات الوجد.. وتجاهل رهافة القلب..لكن الانشغال ربما لم يزيد الامر الا ابداعاً..حيث من الانشغال سطرت هذه الكلمات لتكون بالفعل لوحة ربيعية آذارية..هذه اللغة المرهفة الشفيفة وهذا الاحساس الشعري الصادق بالحياة والوجود والطبيعة..جعلت منك تصور لنا حالات القلب الانساني..في مستوياته المختلفة...من حالات المد والجزر..وتوهمات القلب...وزخات الفكر..ووخزات القعل.
محبتي وتقديري
جوتيار

صباح الورد
أخي الكريم جوتيار
في الحقيقة غالبا ما يلهمني الخريف و يبكمني الربيع
و لكن يبدو أنها حالات القلب في تقلب
غدا الربيع جميلا و أقل ملالة و ضجرا
تبعا لحالة الانشغال
شكرا لك عذب الكلام و جميل الاطراء
دمت بخير
تحياتي العطرة

أختي ريم خاطرتك رائعة حيث جعلتي االمكان والطبيعة صاخبة بالشغل والعمل , فرسمتي الخاص والعام بريشة إبداعك .
تحياتي لك قمرية