ورقه من دفتر مهتريء
كانت صدفه وكانت وعدا مكتوبا بحروف قاتمة اللالوان
حين رأيتها تعبرالطريق المؤدي الى بيتها
خلف المسجد القديم والشارع القديم والالوان القديمة
وكأنها عصفورة تحتضن الفضاء او هكذا تصورتها ،
ربما خدعتني عيناها او شفتاها
وهي ترد التحية بطريقة تفوح منها الطيبة والموده
بشئ من الخبرة والغنج المباح ،
اخضر عيناها اشعل بقية ما تبقى من الزيت في قنديلي المهترئ
لا ادري هل يمكن ان تتوهج روحي
بعد رحيل الورد وزهر اللوز ،
اني وبرغم يدي المرتجفة اشعر اني ما زلت قادرا
على العزف وقادرا على اعادة شد ودوزان الاوتار من جديد ،
اني وبرغم سقوط شفتي السفلى في بحر العجز
احس انني ما زلت قادرا على التقبيل واللثم
هل اخرج من زمني واعيد لاوراقي النبض
ام ابقى في صومعتي التي كانت ردائي ودوائي
بعد هذا العمر وذاك المشوار المرير ..
هذه الجامحة تبحث عن حلم تاه منها في زحمة الدهر
والعمر المبتور
جاءت تبحث خارج دائرة الوقت
عن ابحار جديد قد يعيد اليها ما فقدته
بعد رحيل العمر وحبات اللؤلؤ
وضياع بريق الخد وحمرته خلف جدائلها المحنيه
الشوق يكحل مقلتيها ،
يركض بين الاشجار ،
يسابق الزمن بصوت يبدو عذب العزف ولذيذ الاوتار ،
يصعد الى القمة بلون التوت ولحن العشق المتمترس خلف الاقدار ..
في صدفه تكون كالاعصار ... تحرق اليابس والاخضر
تحملها او تحملني من ظلمة جوع يسكنني وسكين البرد
لتلقيني تحت الامطار .. تثقب جوف الليل ..
تشربني في كأس نبيذ احمر ..
تغنيني صوتا يسحق وجهي الاسمر ..
فهل ينقذني موت اخر،
كيف يطيب لنا ان نختار الموت كأمنية لوجع القلب المتساقط
والتراب المتساقط واللحد والاحجار المغروسة في الطين
كيف يهدأ هذا التراب فوق رؤوسنا
ويصير حكايات تحمل عبق الماضي
وحكايات من امس الزمن الاغبر
كانت عنوانا لشموخ مشاعرنا ....
الاحلام المحروقة تزكم انفي
.. تفتك ببقايا جسدي المغدور ..
في الطريق الى نفسي
اشعر ان الاطفال بلا مأوى وان الاحلام مدينة محتله
في وقت تخاذل وتراجع القيم والمبادئ
وغياب العقل والمنطق وتعفن الرجال ..
من يركب الطريق
سيكتشف بعد قليل ان النساء نوافذ مشرعة
وغرف بلا ابواب كامة العرب ..
لا عز ولا انوار تغطي الحمى ...
سيكتشف ان السكون اول الخيط للصراخ
وان الصفاء وهم وترف
تختفي وراءه رغبات لاكتناف كل الاشياء ابتدا بهذا الواقع
المريــــــــــــــــــــ ع
محمد السقار