أسكنني حبي لها دنيا اليأس .. بعد أن منحتها كل ما أملك ..
بحثت عنها وأنا بأمس الحاجة لها فلم أجدها ..
تركتني ورحلت بعد ما اكتفت من حبي ومن حنان فؤادي ..
لاح لها حب آخر عند غيري فأنساها كل ما وهبتها من عشقٍ ووفاء وولاء ..
وبدأت تتفنن بتعذيب قلبي .. ووأد ما تبقى من روحي الميتة ,
بعد غيابها .. حتى أصبحت أعيش غربة النفس .. وبات اليأس رفيق دربي ..
كلما حاولت الخروج من سجن ذكرياتي التي عشتها بكنفها ..
أعود لأرى نفسي قابعة في زاوية القنوط التي خلفتها ببلادة حسها ..
وما يخنقني تجاهل كل ذلك الحب الطاهر النقي , الذي طالما منحته لها بصدق
ولم أكن أريد منها شيئا سوى قليل من الحب والأمان والحنان
ليشعرني بوجود كياني في هذه الحياة المفعمة بالجراح ..
حتى أشرق شعاع نور حبٍ في طريق يأسي .. وهبه لي خالق السماء
مدت يدها لتمسك بي من هاوية اليأس
التي كادت أن تقضي على ما تبقى من قوة بين أضلعي ..
ما أن أمسكت بيدي حتى شعرت بدفء حبها يسري بجسدي ..
فأحسست بأمل يغمرني .. يلملم ما تبقى من أشلائي التي خلفها الماضي ..
لكن الخوف أخذ يعتري قلبي الضعيف فأبعدني عنها ..
يسرقني من بين يديها لأعود فأعيش مرة أخرى احتضاراتي ..
فأحست به .. فاقتربت مني وأخذتني كطفلة صغيرة لحضنها
فامتلأت عيناي بالدموع من روعة ذلك الإحساس في تلك اللحظة الحالمة ..
ورمقتني بابتسامة لا تفارق وجهها .. وبكل حب قالت :
ما بالكِ فزعة لا تخافي .. فأنا معكِ أحبكِ .. فبكيت ..
وأخبرتها عن الخوف الذي يتملكني .. لا تتركيني كما فعل بي من قبلكِ .. أخشى أن أكون كما كنت عند غيركِ .. أخاف أن تدوني قصتنا بذكرى في صفحات آلام الماضي ..