أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: طرقات....

  1. #1
    الصورة الرمزية حسن القماطى قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    العمر : 47
    المشاركات : 452
    المواضيع : 74
    الردود : 452
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي طرقات....



    مبحرا في ذكرياتي..
    ترفعني موجة شوق وتخفضنى أخر وأنا متمسك ببقايا الحنين
    تصارعني هواجس النفس فأركن إلي زاوية هادئة أعيد فيها ترتيب أفكاري
    تختلط عندي الأمور فهذا خير كشمس الصباح مشرقا وذاك شر كقطع الليل متراكما
    تمتزج فيه خيوط بيضاء تكاد من بياضها ان لاترى .
    وفي النفس حاجات لا أدرى كيف أفسرها هل هي ندم أم حزن أم رغبات
    أم هي مجرد مسميات أجيب عنها بصمت .

    مبحراُ في الآهات...
    فآواه... من تقلبت نفسى واهوائها وحيرتي وشكي بما حولي ،أنظر في
    أعين الناس فلا آري غير نظرات تغتالني بابتسامة زائفة.
    أيديهم التي تصافحني كأنها أشواك تنغرس في راحة يدي فتسيل الدماء بداخلي .

    و يا صديقي إن كنت صاديقي ؟؟
    تتغير الدنيا بأهلها ،وتنقلب الموازيين ,فيصير صدقي واخلاصي ،
    كذب وخيانة ، في عالمنا أصبحت الصداقة قصصا تروي .
    أين مفهوم الصداقة كما, تعلمناها , وكما عشناها ,وكما تربينا علي أن
    ننساها .
    صارت صداقتنا مجرد مصلحة متبادلة , إذا ما انقضت تنقضي معها كل
    المعاني الجميلة .

    وآواه من ألماً ما التأمت جراحه فهو ينزف ,وكيف يلتئم الألم والمآسي
    من حولي تقضي مضجعي ، إذا ما أبصرت ذاك الشيخ المقعد المحطم الأعضاء
    والفاقد لنعمة النظر والمنطرح في غرفة وحيدا لا أنيس له ولارفيق يسأل
    عنه .
    تكالبت عليه المصائب فصار المكان المحبب اليه هو ذاته ما ينفر منه العباد .
    وكيف أكفكف الدمع وصوت ذاك الطفل الذي وهبته الدنيا الحياة و اخدت منه
    حبيبتاه وهو يشتكي إلى أمه ويقول :
    أماه ... أماه ... أماه ...
    لماذا ولدت علي هذه الحالة , والأطفال من حولي يبصرون .لماذا حرمت رؤيا
    ما تحمله الدنيا من جمال وزينه ؟ هل مقدراً لي أن أعيش بين المبصرين
    لي عينان ولكن لأ تبصران .
    أماه ... لماذا يحيط بي الظلام ، والنور أشعر به في صياح الأطفال وهم
    يلعبون .
    أماه... كما اشتاق لرؤياك ،ويضمني حضنك وتلفح وجنتي قبلاتك
    ولكنها تختلط بدمع عيونك ، فأبكي بداخلي حزنا لحزنك .

    وآواه من ذكري ايقضتها نظرة كانت مختبئة خلف ستائر النسيان
    وكم تخدع العينان صاحبه ، فيظن أنه قد نسي وما نسي وكيف ينسى
    وكل شئ يذكرنى بها ، ففي هذا المكان التقينا وتحدث بالحب شفتينا
    وتلامست عند الغروب ايدينا وتعانقة بالشغف قلوبنا فصارت النبضات
    تحكى قصة الحب وفي الغيب كتب علينا الفراق وما درينا .

    مبحراً في الظلمات ...
    وهل أشد من ظلم العبد للعبد وتسلط القوي المكين على الضعيف
    المسكين وتجبر ذوي النفوذ على الفقراء المحتاجين ؟
    من ظلام يسود النفس البشرية فيحيلها الي نفس ظالمة وان كانت
    ترتدي ثوب العدل ، فقد يكون قمة العدل في الظلم ولكن هل يكون
    في الظلم عدلاً.

    أعلم أني أثقلت عليكم بحديثي وقد أكون أوجعت قلوبكم وأدمعت عيونكم
    ولهذا سأخفف من وطئتى حديثي بحديث آخر تسلو به قلوبكم
    فقد جاء في كتاب ( البخلاء ) للجاحظ يقول فيه :

    ( أن رجلاٌ من أهل مرو كان لا يزال يحجُ ويتجر، ونزل على رجل من أهل
    العراق فيكرمه ويكفيه مؤنته، ثم كان كثيراً ما يقول لذلك العراقي :
    ليت أني قد رأيتك بمرو ، حتي أكافئك ، لقديم إحسانك، وما تجدد لي من البر في
    كل مجيء ، فأما ههنا فقد أغناك الله عني .
    قال فعرضت لذلك العراقي بعد دهر طويل حاجة في تلك الناحية ،
    فكان ما هون عليه مكابدة السفر ووحشة الاغتراب مكان المروزي هنالك.
    فلما قدم مضي نحوه في ثياب سفره وفي عمامته وقلنسوته وكسائه
    ليحط رحله عنده ، كما يصنع الرجل بثقته وموضع أُُنسه .
    فلما وجده قاعداً في أصحابه ، أكب عليه وعانقه ، فلم يراه أثبته ، ولا سأل
    به سؤال من رآه قط .
    قال العراقي في نفسه:" لعل إنكاره إياي لمكان القناع ".
    فرمى بقناعه،وابتدأ مُساءلته ، فكان له أنكر.
    فقال : " لعله أن يكون إنما أتي من ِقبل العمامة".
    فنزعها ثم انتسب ، وجدد مساءلته، فوجده أشد ما كان إنكاراُ .
    قال : " فلعله إنما أتى من ِقبل القلنسوة " .
    وعلم المروزي أنه لم يبق شيء يتعلق به المتغافل والمتجاهل .
    فقال : لو خرجت من جلدك لم أعرفك .

    وعوداً على بدء ..
    تستمر فصول رواية الحياة بكل ما تحمله من لحظات
    تندمج فيها دموع الفرح بالأحزان وانشراح الصدر بضيقه ، ولقاء الاحبة
    بفراقهم ، ولله ذر( جميل بثينة) اذ يقول :

    يا قلب صبرا إذا فجرت أحزاني ... لا الصبر يجدي ولا السلوان أنساني
    من يوم فقد بثينة الجمال خبا ... للموت أرجو وقد جهزت أكفاني
    أنسى حياتي ولا أنسى مباهجها ... والهجر ظلما أذاب القلب أدماني
    إني أعود إلى ودّي أصافحه ... فالبعد عنكم من الآلام أضناني
    يا منية الروح هذا القلب يسبقني ... للقرب ودّا فطول الهجر أشقاني
    إلى بثينة سقت الروح هائمة ...الودّ يسمو بإحساسي ووجداني
    إني أتيت صفاء الروح يحملني ... والقلب يغلي بآهات كبركان
    أرجو ودادا يعيد العهد في ألق ... فاليوم أعلن أن الحب عنواني
    نخلص في نهاية الحديث الى الحقيقة التى لا يختلف عليه اثنين وهى
    أن الحياة وإن طالت فهى زائلة وتبقي الحياة التى نطمع ان نحياها جميعنا
    حياة لا موت فيها .

    وأيم الله ..
    إن من تناقضات الحياة أن ترى شدتها في رخائها وفرحها في حزنها
    فإذا ضاقت بك السبل وظننت أن الطريق أمامك مسدود وأن خيط الأمل
    يتلاش أمامك وان رقعت اليأس تتسع في داخلك وان الإحباط يدثرك وأن
    كل ما حولك كليل مظلم لا قمر فيه فقلى بربك كيف الخروج وكيف السبيل،
    وإلى متى ترى النور أمامك ولا تستهدي أليه .
    هو الحق والإيمان إذا ما تغلغل في نفسك بحب الله فتترك ما دونه من اجل رضاه
    وتقنع بما قسمه لك في الحياة .
    ذلك هو الحل وتلكم هي الوسيلة ،وتبقى الحياة مليئة بالتناقضات
    واللبيب من نظرا إلى مصيبته بعين المعتبر الصبور .

    يارب ....
    أنعمت علي بالخير الكثير وجعلتني من خير أمة أخرجت للعالمين
    وألبستني ثوب الفقر مع الاقتناع وكفيتني ذل السؤال وأغنيتني
    من فضلك وحببتني الي خلقك فلك وحدك الفضل والشكر .
    ألهمني اللهم الصبر علي ماهو آت وأغفر ماسبق
    فأنت أرحم الراحمين
    اللهم أمين ،اللهم أمين
    [IMG]http://opera[/IMG]
    ستبقى الأمانى تأخذنى إليك وإن طال بك الغياب

  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    العمر : 38
    المشاركات : 1,747
    المواضيع : 28
    الردود : 1747
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    الأخ الفاضل حسن
    حرفك كان بديعا هنا
    واقتباسك لتلك الأبيات كان موفقا
    تقديري واحترامي
    اصبر على مضض الحسود......فإن صبرك قاتله...........
    فالنار تأكل بعضها........ إن لم تجد ما تأكله............

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    القماطي المبدع الجميل.....

    لوحة كريستالية ، تنصب في عمقها الواطت الطيف ، فتخرج مثل الاثير ، لااصل له في الواقع ، لكن لااحد ينكره ، لانه يغطي مساحة كبيرة من تفكير الانسان ، ومن حياته ، الوان تنم للروح بشيء مجهول لانعلمه هكذا ، الا اذا تجردنا من لاانسانيتنا الحالية قليلا ، مدركات لامرئية ، هكذا صب علينا اليوم هنا حرفك ، مبعثات راحة بحضور بعد غياب ، وموجعات ، مهلكات ، مفزعات ، لمَ تحمله من انفاس انسان يسطر بروحه ونزفه مشاعر تكاد تكون في زمن كهذا نادرة ، مجهولة منفية في ارض اليباب .

    ايها العزيز اهلا بك
    كل عام وانت بخير

    محبتي لك
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية حسن القماطى قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    العمر : 47
    المشاركات : 452
    المواضيع : 74
    الردود : 452
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور سمحان مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل حسن
    حرفك كان بديعا هنا
    واقتباسك لتلك الأبيات كان موفقا
    تقديري واحترامي
    أشكرك أستاذتي الفاضلة على كرم زيارتك
    وأشكرك على جميل ما خطه قلمك الجميل
    دمتى بخير وسعادة

  5. #5
    الصورة الرمزية حسن القماطى قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    العمر : 47
    المشاركات : 452
    المواضيع : 74
    الردود : 452
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    القماطي المبدع الجميل.....
    لوحة كريستالية ، تنصب في عمقها الواطت الطيف ، فتخرج مثل الاثير ، لااصل له في الواقع ، لكن لااحد ينكره ، لانه يغطي مساحة كبيرة من تفكير الانسان ، ومن حياته ، الوان تنم للروح بشيء مجهول لانعلمه هكذا ، الا اذا تجردنا من لاانسانيتنا الحالية قليلا ، مدركات لامرئية ، هكذا صب علينا اليوم هنا حرفك ، مبعثات راحة بحضور بعد غياب ، وموجعات ، مهلكات ، مفزعات ، لمَ تحمله من انفاس انسان يسطر بروحه ونزفه مشاعر تكاد تكون في زمن كهذا نادرة ، مجهولة منفية في ارض اليباب .
    ايها العزيز اهلا بك
    كل عام وانت بخير
    محبتي لك
    جوتيار

    آيها العزيز الغالي..
    اشكرك من قلبي على كرم زيارتك لصفحتى المتواضعة
    واعذرني علي تأخري في الرد عليك لأنشغالي
    لقد زدت خاطرتي جمالا بكلماتك التى تتسم بالعمق الأدبي الراقي برقي
    ما في نفسك المفعمة بالصفاء
    اتمتنى لك دوام الصحة والسعادة
    ودمت بخير
    وكل عام وانت بخير

  6. #6
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن القماطى مشاهدة المشاركة

    مبحرا في ذكرياتي..
    ترفعني موجة شوق وتخفضنى أخر وأنا متمسك ببقايا الحنين
    تصارعني هواجس النفس فأركن إلي زاوية هادئة أعيد فيها ترتيب أفكاري
    تختلط عندي الأمور فهذا خير كشمس الصباح مشرقا وذاك شر كقطع الليل متراكما
    تمتزج فيه خيوط بيضاء تكاد من بياضها ان لاترى .
    وفي النفس حاجات لا أدرى كيف أفسرها هل هي ندم أم حزن أم رغبات
    أم هي مجرد مسميات أجيب عنها بصمت .
    مبحراُ في الآهات...
    فآواه... من تقلبت نفسى واهوائها وحيرتي وشكي بما حولي ،أنظر في
    أعين الناس فلا آري غير نظرات تغتالني بابتسامة زائفة.
    أيديهم التي تصافحني كأنها أشواك تنغرس في راحة يدي فتسيل الدماء بداخلي .
    و يا صديقي إن كنت صاديقي ؟؟
    تتغير الدنيا بأهلها ،وتنقلب الموازيين ,فيصير صدقي واخلاصي ،
    كذب وخيانة ، في عالمنا أصبحت الصداقة قصصا تروي .
    أين مفهوم الصداقة كما, تعلمناها , وكما عشناها ,وكما تربينا علي أن
    ننساها .
    صارت صداقتنا مجرد مصلحة متبادلة , إذا ما انقضت تنقضي معها كل
    المعاني الجميلة .
    وآواه من ألماً ما التأمت جراحه فهو ينزف ,وكيف يلتئم الألم والمآسي
    من حولي تقضي مضجعي ، إذا ما أبصرت ذاك الشيخ المقعد المحطم الأعضاء
    والفاقد لنعمة النظر والمنطرح في غرفة وحيدا لا أنيس له ولارفيق يسأل
    عنه .
    تكالبت عليه المصائب فصار المكان المحبب اليه هو ذاته ما ينفر منه العباد .
    وكيف أكفكف الدمع وصوت ذاك الطفل الذي وهبته الدنيا الحياة و اخدت منه
    حبيبتاه وهو يشتكي إلى أمه ويقول :
    أماه ... أماه ... أماه ...
    لماذا ولدت علي هذه الحالة , والأطفال من حولي يبصرون .لماذا حرمت رؤيا
    ما تحمله الدنيا من جمال وزينه ؟ هل مقدراً لي أن أعيش بين المبصرين
    لي عينان ولكن لأ تبصران .
    أماه ... لماذا يحيط بي الظلام ، والنور أشعر به في صياح الأطفال وهم
    يلعبون .
    أماه... كما اشتاق لرؤياك ،ويضمني حضنك وتلفح وجنتي قبلاتك
    ولكنها تختلط بدمع عيونك ، فأبكي بداخلي حزنا لحزنك .
    وآواه من ذكري ايقضتها نظرة كانت مختبئة خلف ستائر النسيان
    وكم تخدع العينان صاحبه ، فيظن أنه قد نسي وما نسي وكيف ينسى
    وكل شئ يذكرنى بها ، ففي هذا المكان التقينا وتحدث بالحب شفتينا
    وتلامست عند الغروب ايدينا وتعانقة بالشغف قلوبنا فصارت النبضات
    تحكى قصة الحب وفي الغيب كتب علينا الفراق وما درينا .
    مبحراً في الظلمات ...
    وهل أشد من ظلم العبد للعبد وتسلط القوي المكين على الضعيف
    المسكين وتجبر ذوي النفوذ على الفقراء المحتاجين ؟
    من ظلام يسود النفس البشرية فيحيلها الي نفس ظالمة وان كانت
    ترتدي ثوب العدل ، فقد يكون قمة العدل في الظلم ولكن هل يكون
    في الظلم عدلاً.
    أعلم أني أثقلت عليكم بحديثي وقد أكون أوجعت قلوبكم وأدمعت عيونكم
    ولهذا سأخفف من وطئتى حديثي بحديث آخر تسلو به قلوبكم
    فقد جاء في كتاب ( البخلاء ) للجاحظ يقول فيه :
    ( أن رجلاٌ من أهل مرو كان لا يزال يحجُ ويتجر، ونزل على رجل من أهل
    العراق فيكرمه ويكفيه مؤنته، ثم كان كثيراً ما يقول لذلك العراقي :
    ليت أني قد رأيتك بمرو ، حتي أكافئك ، لقديم إحسانك، وما تجدد لي من البر في
    كل مجيء ، فأما ههنا فقد أغناك الله عني .
    قال فعرضت لذلك العراقي بعد دهر طويل حاجة في تلك الناحية ،
    فكان ما هون عليه مكابدة السفر ووحشة الاغتراب مكان المروزي هنالك.
    فلما قدم مضي نحوه في ثياب سفره وفي عمامته وقلنسوته وكسائه
    ليحط رحله عنده ، كما يصنع الرجل بثقته وموضع أُُنسه .
    فلما وجده قاعداً في أصحابه ، أكب عليه وعانقه ، فلم يراه أثبته ، ولا سأل
    به سؤال من رآه قط .
    قال العراقي في نفسه:" لعل إنكاره إياي لمكان القناع ".
    فرمى بقناعه،وابتدأ مُساءلته ، فكان له أنكر.
    فقال : " لعله أن يكون إنما أتي من ِقبل العمامة".
    فنزعها ثم انتسب ، وجدد مساءلته، فوجده أشد ما كان إنكاراُ .
    قال : " فلعله إنما أتى من ِقبل القلنسوة " .
    وعلم المروزي أنه لم يبق شيء يتعلق به المتغافل والمتجاهل .
    فقال : لو خرجت من جلدك لم أعرفك .
    وعوداً على بدء ..
    تستمر فصول رواية الحياة بكل ما تحمله من لحظات
    تندمج فيها دموع الفرح بالأحزان وانشراح الصدر بضيقه ، ولقاء الاحبة
    بفراقهم ، ولله ذر( جميل بثينة) اذ يقول :
    يا قلب صبرا إذا فجرت أحزاني ... لا الصبر يجدي ولا السلوان أنساني
    من يوم فقد بثينة الجمال خبا ... للموت أرجو وقد جهزت أكفاني
    أنسى حياتي ولا أنسى مباهجها ... والهجر ظلما أذاب القلب أدماني
    إني أعود إلى ودّي أصافحه ... فالبعد عنكم من الآلام أضناني
    يا منية الروح هذا القلب يسبقني ... للقرب ودّا فطول الهجر أشقاني
    إلى بثينة سقت الروح هائمة ...الودّ يسمو بإحساسي ووجداني
    إني أتيت صفاء الروح يحملني ... والقلب يغلي بآهات كبركان
    أرجو ودادا يعيد العهد في ألق ... فاليوم أعلن أن الحب عنواني
    نخلص في نهاية الحديث الى الحقيقة التى لا يختلف عليه اثنين وهى
    أن الحياة وإن طالت فهى زائلة وتبقي الحياة التى نطمع ان نحياها جميعنا
    حياة لا موت فيها .
    وأيم الله ..
    إن من تناقضات الحياة أن ترى شدتها في رخائها وفرحها في حزنها
    فإذا ضاقت بك السبل وظننت أن الطريق أمامك مسدود وأن خيط الأمل
    يتلاش أمامك وان رقعت اليأس تتسع في داخلك وان الإحباط يدثرك وأن
    كل ما حولك كليل مظلم لا قمر فيه فقلى بربك كيف الخروج وكيف السبيل،
    وإلى متى ترى النور أمامك ولا تستهدي أليه .
    هو الحق والإيمان إذا ما تغلغل في نفسك بحب الله فتترك ما دونه من اجل رضاه
    وتقنع بما قسمه لك في الحياة .
    ذلك هو الحل وتلكم هي الوسيلة ،وتبقى الحياة مليئة بالتناقضات
    واللبيب من نظرا إلى مصيبته بعين المعتبر الصبور .
    يارب ....
    أنعمت علي بالخير الكثير وجعلتني من خير أمة أخرجت للعالمين
    وألبستني ثوب الفقر مع الاقتناع وكفيتني ذل السؤال وأغنيتني
    من فضلك وحببتني الي خلقك فلك وحدك الفضل والشكر .
    ألهمني اللهم الصبر علي ماهو آت وأغفر ماسبق
    فأنت أرحم الراحمين
    اللهم أمين ،اللهم أمين
    جدارية روحية اختلط فيها النثر بالشعر, واليأس بالأمل , والحزن بالرضا, فأخرجت لنا بوحية متلألئة.
    جميل أن تنتهي آلامنا دوماً بالعودة الى الله, فلا مفر إلا إليه.

    كان بودي لو أتممت على قرائك فضلك, فانتبهت لهنات كيبوردية تواجدت

    دمت والرضا

    د. نجلاء طمان
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  7. #7
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    نص جميل هادف ..
    لك لغة جميلة وفكر نير ..

    أوافق أديبتنا الأخت الفاضلة د.نجلاء طمان فيما اشارت إليه ..

    تحيتي أخي الكريم .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  8. #8
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    الفاضل " حسن القماطي"

    لا شيء يقال عندما يكون الحرف بهكذا بهاء وبهكذا نور ...!!
    بوح سكنه الجمال ،وسكنني حد الإعجاب..!

    سلمت ودمت بإبداع

    لك خالص تقديري

  9. #9
    الصورة الرمزية حسن القماطى قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    العمر : 47
    المشاركات : 452
    المواضيع : 74
    الردود : 452
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. نجلاء طمان مشاهدة المشاركة
    جدارية روحية اختلط فيها النثر بالشعر, واليأس بالأمل , والحزن بالرضا, فأخرجت لنا بوحية متلألئة.
    جميل أن تنتهي آلامنا دوماً بالعودة الى الله, فلا مفر إلا إليه.
    كان بودي لو أتممت على قرائك فضلك, فانتبهت لهنات كيبوردية تواجدت
    دمت والرضا
    د. نجلاء طمان
    سيدتي العزيزة .. نجلاء طمان
    اشكرك جزيل الشكر على زيارتك الكريمة لصفحتي المتواضعة
    واشكرك على تعليقك القيم لكلماتي
    واعذري تقصيرى في الكتابة ، فجل من لا يسهو
    واتمنى لك دوام الصحة والسعادة
    وكل عام وانت بخير

  10. #10
    الصورة الرمزية حسن القماطى قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    العمر : 47
    المشاركات : 452
    المواضيع : 74
    الردود : 452
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء شوكت خضر مشاهدة المشاركة
    نص جميل هادف ..
    لك لغة جميلة وفكر نير ..
    أوافق أديبتنا الأخت الفاضلة د.نجلاء طمان فيما اشارت إليه ..
    تحيتي أخي الكريم .

    اشكرك سيدتى الكريمة على تفاعلك الجميل
    وعلى هذا الاطراء الذى يلزمنى بان اكون
    دائما عند حسن الظن دائما
    اتمنى لك دوام الصحة والسعادة
    وكل عام وانت بخير

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. طرقات ( 2 )
    بواسطة حسن القماطى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-09-2008, 12:45 AM
  2. طَرَقات على باب الرحيل
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 04-02-2005, 02:27 PM