شــــــــــــــــــــــــ ــــــــوق
وكما تنتعش الصحراء لقطرات المطر رقص قلبي فرحا وأشع النور من جديد , هو الشوق حينما يستنهض الهمم للمزيد من القرب ومزيد من الحب , وبكل خضوع وخشوع انسجمت روحي مع الطبيعة وهي تعلن لله أنها أبدا مطيعة أبدا مشتاقة ومحبة ومخلصة , ربي رغم ذنوبي وكثرة غفلتي إلا أنني أعلنها وأرددها شعارا لحياتي, أشتاق إلى نسمات رحمتك فاشملني بها ....
خـــــــــــــــوف
في طريق الشوق الطويل, لفت انتباهي طفل صغير يبكي بحرقة وألم يشتكي لكل من يسأله حر الشوق والحنين إلى أحضان أمه الحبيبة, ماذا لو صدته وأغلقت الأبواب في وجهه وغمرت قلبها بالقسوة وتنكرت له ؟ ..
كيف يكون حال الصغير ؟؟؟ ربما يموت كمدا وهما وحسرة على فراقها !!!
أوجعني الخاطر فطردته عني , ثم فجأة!!!..
تسألت ماذا لو طردنا عن بابه!! و حرمنا من حبه وعطائه !!
ماذا لو أوصد كل الأبواب ؟؟
وارتسمت أمامي صورة التائه في الصحراء القاحلة حيث لا ماء ,لا غداء لا مأوى ولا رجاء إلا في الله سبحانه تعالى, يطرق بابه ويشكو حاجته هل يستجيب له ربه ؟؟...
واتضحت الصورة أكثر والأم الحنون تحتضن طفلها بحب غامر وتعطيه أكثر مما كان يتمنى ويرجو , من سكب في قلبها الحنان والحب ؟؟
من علمها كيف تروي عطش صغيرها من حنانها وحبها الكبير ؟؟
إنه الله سبحانه وتعالى وابتسمت وقائلة :
من زرع الرحمة في قلبها لن يغلق الباب في وجه السائلين المساكين التائهين مثلي وهم يشكون ضعفهم وقلة حيلتهم , ما أجمل أن تكون المناجاة والإعتراف لله بفضله علينا وهو خالقنا والاعتذرا له عن ما ارتكبناه من زلل ما أجمل أن تكون مع الله ..أن تستشعر رحمته وحبه في قطرات مطر, في هبات نسيم في كل حركة وسكون.
مالك القلوب, كل القلوب تذوب حبا لك, وتعتصر ألما إن هي قصرت أو ابتعدت ويحق لها ذاك , فأنت مولاها وولي نعمتها, أنت الرب الكريم ........
رجـــــــــــــــــــاء
وكمن أدرك السر في سعادة القلوب, ترنم قلبي برجاء أن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا, ولكن ماذا لو لم نحسن العمل ؟؟
كبر بداخلي السؤال, وكاد يلتهم ما عندي من طمأنينة وسكينة غير أنني تداركت نفسي مرددة :
وأين هو الرجاء والأمل في الله , ثم الاستغفار والتوبة ؟؟
أين منكِ التائه المتعلق برحمة ربه , ذاك الذي يعرف علته ويرجو من الله الشفاء , ويأمل أن تختفي أوجاع قلبه , فيغرس في أركانه الحب والرجاء والخوف ..
ولن يصلح حاله إلا بالتوجه إلى مولاه ..
يا الله كيف لقلوب ذاقت حبك ورحمتك وحنانك أن تزوغ عن طريق الهدى ؟ وأن تغتالها شياطين الهوى؟؟ وقد تعلمت أن الوقوف بابك عبادة وسعادة ...........