أحدث المشاركات
صفحة 4 من 10 الأولىالأولى 12345678910 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 96

الموضوع: ملف واحة الفكر والأدب للرسائل الأدبية

  1. #31
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    أسماء حرمة الله:
    اسم متألق في سماء الكتابة، أراها نجمة من نجوم الكتابة قل نظيرها هذه الأيام ولا أخفيك أيتها المبدعة أنني أتابع كل ما يخطه قلمك المبدع؛ ومثلك يستحق المتابعة والإشادة ..
    إنها رسالة كتبت من صفوة المشاعر، ولا أدري أتكتبين الجمال أم الجمال يكتبك؟؟
    رائعة .. رائعة ... رائعة بحق
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #32
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحية ورد

    سلام الله عليك ورحمته وبركاته

    تحية قطفتُها من حدائقِ الزنبق

    أستاذي المبدع د . سلطان،
    فخرٌ وشرفٌ لي، سيدي، متابعتُك لحروفي المتواضعة، وشهادتُك الكريمة قلادةُ وردٍ أعتزّ بأريجها ورحيقها اعتزازَ الزّهر بقطرات الطّلّ، فألف شكر لك على تشجيعكَ، بارك الله فيك..
    هذه رسالة أخرى أرسلُها عبرَ شرفةِ الزنبق: شرفة الرسائل الأدبية، إلى توأم روحي وصديقةِ عمري: نُورا..

    ....................

    راحِــلــــَــة ؟!

    إليكِ .. نُورا...


    صديقتــي،
    هذا غيابكِ سيأخذني إليكِ مرة أخرى..
    هذي روحي جمعتُها من حدائقِ قلبَينا معا حين كنا نقطف من شجر الحلـم أيامَنا ونبْسِم للَّيلِ باِسْم الشمـس، نُطلِعها على كل خبايانا لتحرسنا..
    سترحليــن..
    وسترحل معكِ كل قصائد اللوتس التي كتبتِها على دقات القلب منذ ألف فرحـة، وسترحل معك بقاياي وكل العصافير التي تعلمت صوتَكِ فصارَ لها وتـراً..
    سترحليــن..
    وسيرحلُ معكِ زهرُ الليلَـك الذي كَفَــلَ لنا، ذات وجعٍ، سنبلـةً أعدّتْ حقائبها بحثا عن جفــونٍ لاتحزن...
    هاهي..أكاديـرُ تستعدّ لإبقائي بكِ زمنا واحدا لايتخطّانا، وفـاس قد تركتْ ألوانها الخضراء قربَ بيتك ذاك، لتزورها كلما هجرها الندى وضاعت من أحداقها عطورُ القلب، قد تركتْ كل أشيائها معلّقة بالنخل، بزوايا الحزن الذي قرأَنا أمسِ بمنصة الأيام، قد ْ تركتْ كل سطورها مفرغةً بعيون النجمات وهي ترقبكِ، وأنتِ راحلةٌ، في قافلـة الفـراق، يلوّح لك اليراعُ والشمس والوردُ بمناديل أوردتي، وماعلمتْ جميعها بأنها تودع رحيقها وضوءها ووقتَ طلوعها...
    صديقتي،
    هذا غيابكِ سيزرعني بكِ مرة أخرى، لأولد مرة ثانية فيك، لتكوني أنتِ مدنَ ملحٍ أحرسهــا..
    مازلتُ أذكرُ بسمةً جابتْ عيونَ المزن فأَهرَقَتْها، وطافتْ بجراح القمر فأعتقَتْها، وراحتْ تؤثّت لبيوت الحبّ المتعبة، لتحميها من زمنٍ لايتقن لغةَ الورد، ومنذ ذلك الوقت، ظلّتْ بسمتُكِ ، لي، وقتا لطلوع الشمــس..
    سأرقب شكلكِ كلما أطلّت من شرفتي فاس تبكيكِ وتبكينا، قد تترك مكانها لتحفر هويتها الأخرى حيثما أنتِ، سأرقب شكلك وهو يكبر بأوراق الشجر نَوْراً، وهو يهبط من زمن القمر ضوءً، وهو يتغلغل بقطرات الطلّ لحنا صافيا من لحون الماء..سأرقبُ شكلكِ..كلما صار الصمتُ لي لغةً والكلمات لي صمتا، وكلما صارت المسافة بينهما غيابا أخضر يأخذ شكلـي..
    راحلــة؟؟؟!! وماذا أفعل حينَ تسكنني أزهـاركِ؟؟؟؟ حين يسألني والـدي عنكِ وقد كنتِ تضمدينني بياسمينةٍ تشبهكِ، حين تسألني "أنا" عنكِ ، فيغتالها الحنين؟؟؟ ...سترحلين؟؟؟؟


    توأمُ روحكِ التي أرهقَها غيابُكِ فأهرَقَها
    أسماء حرمة الله
    28/08/2005

  3. #33
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    لله درك أيتها الأديبة المبدعة!!
    أسماء لا أخفيك سرا أنني لم أجامل في أية كلمة كتبتها بحق حروفك ؛ ولا أراك إلا نجمة من نجوم الأدب الذين لم أقرأ لأمثالهم منذ زمن بعيد..
    أسماء : اكتبي ، واكتبي، واكتبي، وسأكون زائرا مقيما على ضفاف عالمك الجميل..
    أسماء......أنت أكثر من رائعة

  4. #34
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحية ورد

    سلام الله عليك ورحمته وبركاته

    تحية مضمّخة بماء الزهر

    أستاذي العزيز د. سلطان،

    ألف باقة شكر لكَ مرة أخرى، سيدي، على تشجيعك ودعمك.. سأكتب وأكتب وأكتب، وماالذي يتبقى لنا غير الكتابة تلمّ بقايانا التي اهترأتْ بزمانٍ أهملَ لغةَ الورد، ومنْ غير القلم يأخذنا في رحلةٍ إلى عالم الحلم الجميل، ويحفظ عهدنا ويسكب كلّ أوجاعنا وهمومنا وآمالنا أيضا بين دفّتيْه؟ ..
    سأنتظرك دائما بضفاف حرفي المتواضع، فمروركَ شرفٌ لي أستاذي الكريم
    شكرا لك حدّ الورد...
    تقبّل مني ألف باقة من الورد والمطر
    دمتَ رحيقا
    تحياتي وتقديري

  5. #35
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحية ورد

    وهذه رسالةٌ أخـرى، أبعثها إلى.. والـدي الحبيب...
    ..................

    طقــــوس ..

    إليكَ أبي ..


    أبي،
    تراني كعادتكَ، جالسةً، أرقبُ النجمةَ الأولى وهي تطلّ من شرفتها، لتأخذني إلى حزنٍ مازالَ يحرِقُنا..إلى أمّي ، تراقبنا، كلما هجعَ الحزنُ واستيقظت الأشواق.. أعلم، أنها مازالت تعيش بنا مطراً أخضرَ، يكفينا كل زهرِ عمرنا الباقي..
    أعلمُ بأنّك، من أجلي، تنسجُ الصمتَ الجميلَ، وتعتني بحديقةِ قلبي، تسقيها كلّ صباحٍ بغيثِ حبكَ، وتملأ لي كأساً، بل كأسيْنِ، بل كؤوسَ حنانٍ لاتتقنُ ترتيبها، وتُحضِرُ لي من أرضِ القمر، في كل رحلةٍ لكَ إليه، باقاتِ ضوءٍ تخضبُ بها زوايا قلبي، وترمّمُ بها بقاياه وبقايانا، وترتبُ بها أيضا بيتنا الذي اعتزلَ البوح مذْ رحلتْ حبيبتُه، فَأعلنَ العصيان علينا، ثمّ انزوى بِذكراها يكتب شعــرَه فيها..
    أعلمُ، بأنكَ تنقلُ أعشاشَ الطير إلى جرحي، لتهدأَ غضبةُ الأحزان وتغفو، ولأفتحَ للشمسِ المُراقةِ على كبدي، كلّ الأرصفة والمدائن التي اغتيلتْ.. فقدْ تقتنعُ الشمسُ أخيرا بأنني أرسم لها شكلا آخر للإشراق..أعلمُ، أنكَ، كلما نمتُ بين الذكريات سرًّا أو جهراً، تتسلّلُ إلى قلعةِ أحلامي، بِرِفقٍ، لتحرسها من دمعةِ الخوف، من نومةِ الزهر، منْ مزنةٍ أودعَتني سرها ثمّ رحلتْ، لتُحضِرَ الليلَ في يدها..أعلمُ، أنّكَ حللتَ معادلةَ الصمت التي نبتتْ بيني وبينك..وعثرتَ على مفتاح السرّ الذي أخفَته تقاسيمي عنكَ، فقدْ قرأتَ الوشمَ الذي نقَشَتْهُ أمي بالقلبِ قبل أن ترحل، قرأتَه مُهراقاً على جفنيّ، في غفلةٍ مني وأنا أجمعُ، لك،َ من شواطئِ الورد أغنيةً تتعلمُ لغتَه..
    ولكنْ..!!
    أتعلمُ، يازهرةَ عمري الثانية! بأنني أخبّئُ شمعةَ حزني عنكَ، أُشعِلها حين تنام، وأطفِئها حين تقوم، وأرقبها حين تسافرُ إلى مدنِ الملح لتُذكي شُعلَتها، ثمّ تعودُ إلى ضلعي لتحفرَه، أو إلى جفني لتُرضعَه؟؟ أتعلمُ أنّي أخبئها، عنكَ، كي لاتقرأَ تفاصيلَ الألمِ على وجهي؟؟؟ وماكنتُ لأحتملَ حزناً واحدا يلدغُكَ أو يأخذك مني إلى سجنِ الوجع..
    أبي،
    أتعلمُ، أنني، أشتاقُ لها، شوقَ الأرضِ للمطر، شوقَ المُغتربِ للوطن، شوقَ الوردِ لقطرات الطلّ التي تُحييه؟ لكنني جعلت ُالكتمان لي وتراً، وقريضاً كتبتُه بماء الشؤون ومدادِ الرمّان، أخفيه بأدراجِ القلب، وأجمع لذلكَ كلَّ أحزاني وأشواقي لها، بحقيبةٍ دفنتُها بمدارج الروح..فقط لتظلّ أنتَ دوماً، وطناً للبسمـة والصُّبْــح..
    أبي،
    لاأدري إن كانت رسالتي هاته ستصل إليك، أكتبها لكَ بيراعٍ صنعتْه لي مسافاتُ الوجع، وأوطانُ الصمت الكبرى، وقبائلُ اليمام التي ماتزال تأخذني، كلَّ جرح، إلى مضاربها، لنحتفلَ معاً بعيدِ شوقنا الأول لحبيبةِ قلبيْنا.. قدْ أبعثُ رسالتي بطوقِ يمامتي البيضاء، أوبأصدافِ البحر، أو بضفائرِ زهرةِ البنفسج التي تؤسس على مكتبي مملكةً للورد.. قد أبعثُها بقافلة القمر التي سيبتدئُ خطوها بعدَ منتصفِ الشوق، وقد تقطع كل مسافاتِ الوجع قبل أن تصل..أو ربما، أترك رسالتي هنا..لتكملَ إخفاءَ ملامحها، ثمّ أعود مرة أخرى إلى معادلةِ الصمت، وأبحثُ عن مفتاح آخر للكتمان، وأعيد ترتيبَ طقوسِ البسمة وفْقَ وقتِ طلوع الشمس، كي لاتغيب عنكَ و ....عنّي...


    ابنتُكَ التي يشطبها الصمتُ ليكتبَها
    أسماء حرمة الله
    30/10/2005

  6. #36
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي

    رأيتها حقيقة وكأني بأمة متعبة
    كتبت لها رسالة أودعتها القلوب وسألتها
    أن تصل إليها بكل نبضة حب حقيقي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أحلام
    بكِ ينطلقُ الخيالُ جامحاً في ملاعبِ الرؤى
    نحوَ الأمل0
    محملاً بالشوقِ لموعدٍ لمْ يتمْ
    لبسمةٍ لم ْتولدْ
    ليدٍ باردةٍ تترقبُ الدِّفءَ بكفِّ الإنتظارِ
    والعمرُ هو الثمن ْ
    ضاع َالثمن ْ
    ومازالتْ أحلام ُتقفُ في محطةِ الإنتظارِ
    منكسرةَالقلبِ
    حزينة ْ
    متورمة َ القدمينِ ضعيفة ْ
    مبيضة َ الشعرِ شاحبةْ
    منتفخة ْالبطنِ بأوهامِ الرُّؤى
    مرتعشة َ الشفتينِ بخوفِ البوحِ
    ذابلة َالعينينِ بالحياءْ
    محنية َ الظهرِ بأثقالِ الهزيمة ْ
    أحلامْ
    فوقَ الاكتافِ أعوامٌ كثيرة ْ
    عشرونَ منها في غرفةٍ مغلقةٍ
    يُفتحُ بابُها عندَ الحاجةِ
    كفمِ أحلام الذي أغلقهَ الصَّمتُ باليأسِ
    وضيَّعَ المفتاحْ
    عشرون َعاماً سقطتْ من ذاكرةِ المدينةِ بالحجابِ
    وأغرقتْ بالنسيانْ
    وهي أبداً لاتنامْ
    وحيدة ًتبكي شهودُها الليلُ
    والجدرانُ
    أحلام
    من أينَ جئتِ بهذا اليأسِ
    بهذا الخوفِ
    بهذا الكمِّ من التعاسة؟ّّ!!
    كيف احتملتِ الصبرَ رغم َالموتِ بالتقسيطِ
    رغمَ الجلد بالحرمان ْ؟ّ!!!
    أحلام
    حتماً أنتِ غاضبة ْ
    ناقمة ْ
    تأكلــُك ِالحسرة ُ
    ويندبُك الوجعْ
    حتما أنتِ ثائرة ْ
    تتعثرُ أنفاسُك بآهاتِ الألمِ
    وأطيافِ الخيالْ
    أحلام
    حتماً أنتِ ضائعة ْ
    متهالكة ٌ
    فوقَ قشرة ٍرقيقةٍ من الصبرِ
    تقفينْ
    تتحرقينَ
    وأنتِ الحلم ُ
    والأحلامْ
    أحلام
    عشرونَ عاماً في زنزانةِ الحزنِ
    ومعتقلِ الشّقاءِ
    أما تعبتِ من َالقيود ِ
    وهدَّكَ التّرقّبُ
    وأدمى قلبَك الأرقْ؟!!!
    أحلام بوحي
    حدّثيني
    من سوّدَ الرَّبيعَ في وجنتيكِ ؟
    مَنْ سرقَ النُّورَ من مقلتيكِ؟
    من قطفَ رموشَك بالدُّموعِ؟
    منْ أرعشَ قلبَك بالفراقْ؟
    من رماك في مهب َّ الرِّيح ِبلا خشوعْ؟
    أحلام بوحي
    لاتصمتي
    الصمتُ موتٌ قبلَ أن يأنِ الأوانْ

    أحلام
    دعي يديكِ في يديَّ
    لاتجزعي
    بينَ الأصابع ِفي يديْ
    سرُّالأمانْ
    أحلام لاتقلقي
    وحيُّ القصائدِ كلُّهُ في مقلتيكِ
    عندما يحنو الزَّمانْ
    نظرتْ اليَّ بكلِّ خيباتِ الحياة ِخجولة ً
    فتورَّدَ الخدانْ0
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بقلم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بنت البحر

    يكفيكم فخرا فأحمد منكم 00وكفى به نسبا لعزّ المؤمن
    حسبي اللهُ ونعم الوكيل

  7. #37
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    مرة أخرى أنا مع أسماء الكاتبة المتألقة ، واليوم زاد الموضوع ألقا دخول الزاهية..
    رفقا بي فأنا لا أستطيع تحمل هذا السيل من الروعة!!
    دمتما نقيتين

  8. #38
    أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    المشاركات : 674
    المواضيع : 124
    الردود : 674
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    السلام عليكم
    أخي الدكتور سلطان
    كل الحب والشكر لك ولم نساهم في بناء هذا الموضوع بأحرف الجمال والسمو
    .
    .
    .

    ______________
    أيها الأبيض قلباً
    طرق محفوفة بالتعب , موسومة بصخب الناس , خطى الانسان تتعثر بضبابية الرؤية وخيبة الآمال في عالم تتنازعه المطامع ويتوزعه الشتات , تكتنفه غلالة من الغموض تعلو وجهه المكتسي تجاعيداً رسمتها يد الانسان العابثة , أغبرة من القلق تحوطه , تسدّ منافذ الرؤية وتمنع دخول الهواء النقي للرئتين , يتحول الانسان لــ آلة صماء تتمزق من الأعماق أشلاء متفرقة , شهقة الفرح تذوي وشموع الفرح تنطفيء في مدن الحزن المختنقة بالتفاف ضيق الدروب وازدحام الأيام حولها كــ الرواق .
    من تلك الدوائر المغلقة بعتمة الدروب تنطلق كلمة تطوي أجواز الفضاء لتستقر في أعماق تربة قلب تشقق ببراعم الأمل ,كلمة تختزل دواخل الانسان بانعكاس ضوءها الساقط على زوايا امتصتها الظلال في أغوار النفس .
    ذات سَحَر جاء هذا الانسان على أجنحة تلك الكلمة شمعة مضيئة يتواضع لها كبرياء الظلام وينحني , جاء بلسماً لتضميد الجراح فكان طبيباً لبعض جراحاتي حين عاش معضلتي , تلاقت أفكارنا وتلاقحت حين ارتدت علاقتنا الفكر الناضج لنجد أنفسنا على تخوم الضالة التي ننشدها سويا .
    جئت أيها البياض في زمن اكتست فيه وجوه البشر مساحيق غيّبت اللون الأساس وانحدرت فيه النفوس لتصب في مجرى التبدل السريع , زمن تغلفت فيه أمانينا بالصدأ وتلبست رغائبنا رداءة الكثير مما يحوطنا , زمن رمادي كنت فيه أيها الأبيض قلباً من القلائل الذين ترسخوا في الوجدان وانغرسوا في الذاكرة المضيئة رغم قسوة الأيام التي تمحو من الذاكرة أكثر الأشياء التصاقاً بها , بياضك أيها النقي هو عَلَمك وصاريتك وخفقة قلبك , هو ميداليتك التي تمنحها لأولئك الذين ركضوا في مضمار الحب المزنّر قلبك .
    في زمن الالتفاتات أجدني أشيد بفضلك عليّ حين امتدت يدك الحانية لتغرس البسمة في قلبي في عصر الجفاف وزمن المصالح , ألبستني معروفاً حين أوقدت نار الحياة في الحطب المبلل بالماء ..
    اليوم وكل يوم .. أقف مطأطيء الرأس احتراماً لقامتك . أفتقدك في غيابك .. أعاتبك على التأخير .....
    يوســــف
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    في لحظة لا تشبه الوقت .. وجدتكـــ
    الحربيـــ يوسف

  9. #39
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تحيـة مكتوبة بضوء القمـر


    وهذه رسالةٌ أخرى أكتبها للقمـر، هذا الصديق والأنيس والجليس الذي لايملّ رفقتنا ولاصمتنا ولاشجننا، ولاأنكر أن من ألهمتني كتابة هذا النص، هي لوحةُ الصمت الغارقة في كل الكلام، اللوحة التي اختارتْها لنا يمامةُ الجمـال، والفراشة التي تنقل الرحيق من زهرةٍ إلى أخرى: سحر الليالي، بصفحة: "بوح الفـنّ"..فشكرا لها من الأعماق...


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الرسالةُ الأولـى: أنتَ تهمتي الأولى..والأخيــرة ..

    إليكَ أيها القمــر...



    كم حدّثتُكَ أيها الوجه الملائكي الصامتُ/ الناطق بأحلى الكلام؟ كم قلتُ لكَ: خذني إلى أرضك لأثوي فيها بعيدا عن زمنٍ مُراق؟ كم حدّثتُك عن دموع العاشقين وسهر الراحلين إليكَ؟ كم حدّثتُك عن حفلات المعذبين المُقامة على ضفاف الملح؟ وكم حدّثتني عنكَ، وعن هذا الضوء الذي ربّيْتَه بين الجوانح، وسقيتَه من لبن الماعز، ومن ماء البحر ليشتدّ عوده، ويتعلّم لغةَ الصبر الأولـى ..حتّى يكون عزْفاً لقيثارة الأمل، أو قنديلا يذلّل للعابرين إلى وطن الأمان، دروبهم القاسية والمنقوشة بمرارة الزمن..
    تطرقُ كلّ ليلة شرفتي، وتحضر لي معكَ سلّـةً من الزهور والتوت والصَّدَف، وأنتَ مختبِئٌ بين وصيفتَيْكَ: النجمة الأولى وروحي، تخشى إطلالةَ الوجع وحسدَ العذّال، وتخشى زماناً مكتوباً بالزيف والقسوة، ومطّرزاً بالأشواك والظلم.. تطرقُ شرفتي فأفتـح لك، وأهديكَ شمعةً من شموعنا المعلٌّقة بين الأمل والرجاء، وكلٌّ منا يحاول أن يحمي الآخـر من هجمةٍ محتملة للأحزان التي تستيقظ دوماً، فجأةً، لتسبي كل آمالنا..أو لتحطّمها على صخور الشاطئ القريب..
    أيها القمـر ..يارفيقَ جراحي:
    ليلاً، أكتبُ لكَ خطابي، أسألكَ البقـاء، وقد هجعت الشمسُ مكرهةً، وأسلمتْ كل ّ الكواكب جفنيْها للحون السجوم، والتزمت النجوم بأماكن حراستها خوفا من غزوةِ جرح هارب..أكتب لكَ خطابي، وقد أخبرتني اليمامة البيضاء التي تحرسُ مملكتَك، منذ صرتَ لعاشقي الأمان والحلم وطنـاً، بأنك قررتَ الرحيـل عنا إلى حيث لاندري..كيف ترحـل؟ حتى وإن أظلمت الدنيا وسُرِقت منا أحلامنا وآمالنا..حتى وإن سقط المئات من المعذبين صرعى، يتخبطون في جراحهم ..حتى وإن ارتدى الزمنُ ثوبَ الزيف واتهمكَ وأتباعك بالإغراق في الحلم..حتى وإن هاجرَ كَلْكَلُ العشق النقي، مغاضباً، إلى زمنكَ الذي انعزلَ بمملكتكَ، يرتّب ملامحَ سفره إلينا من جديد، ويصنعُ قافلةَ محبّيه، ويرتّبُ حقائبه التي لم يجمعْ فيها غير ذاكرةٍ مثقلة بالوجــع..؟
    أنتَ الصديقُ في زمنٍ تنكّـرَ لكل القيم الجميلة، وبعثَـرَ شجر الرمّان على مقربة من أحلامنا، وأسقطَ القلوب عن عرشها.. يارفيقَ أحزاني، أتذكرُ؟ أتذكرُ حين سقطتُ من زهـرةِ الهوى؟ ووقفتُ ببابكَ أسألكَ وطناً لحبّ لايُهـان؟ أتذكرُ حينَ أهديتُ الفاكهةَ التي قطفتَها لي من أرضكَ، لـه..فأضاعَها وأضاعني، وتركني أوزّع كل حقائبِ الغياب على سنوات عمري؟؟؟ أتذكُرُ؟ أتذكرُ حين اتّهَمَني بـك؟؟ في زمنٍ صرتَ فيه تهمةً تُخشَى؟؟؟؟ أتذكرُ ليلةَ الجرح الكبرى؟؟؟ حين ارتديتُ أجمل أثوابي واكتحلتُ بكَ مُراقاً، وتضمّختُ بعطـر النزفِ مكرهةً، ومضيتُ أتعثّرُ في خطوي، أخفي في حقيبتي الصغرى نعشَ الحب، وأجثو قربَ الصمت معلنةً أنّي العاشقةُ الأولى لليلِ الشعراء؟؟ والمتكئةُ على زمنِ الورد؟؟؟ والمتهمة الأولى بـكَ؟؟..
    اعذرني، قد توقّف مدادي الليلة..وابتلَّ خطابي إليكَ بـك..انتظرني، سأعود إليكَ لأكتب لكَ خطابي الثاني، حينَ يطرقُ نافذتي جرحٌ أو ذكرى تعِبت من الرقاد، فاختارت جفنيّ عشّاً لها..أو حين يدغدغني حلمٌ صغيرٌ يشبهك، أو حين تزورني بسمةٌ لاأعرف شكلها الآخر..
    سأظلّ أدافع عنكَ حتى وإن غدرتْ بي الأحزان مرة أخرى، وسأظلُّ أفخرُ أنــكَ..تهمتي الأولـى..والأخيــرة..

    رفيقتُك المتهمةُ بك، وتهمتُك الأولى والأخيرة أيضا..
    أسماء حرمة الله
    في: 18/11/2005

  10. #40
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    وهذه رسالة أخرى، أكتبها إلى يمامتي البيضاء..كما وعدتُها ووعدتُكـم..وأظن أن رسائلي إليها ستكون كثيرة، عددَ الجـراح..وعددَ الآمـال أيضا..
    ....................

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الرسالــة الأولــى: سأستظِلُّ بطوقــك..

    إليــكِ..يمامتي البيضـاء
    ..


    أكتب إليكِ، كما وعدتُكِ ..أكتب إليك وكل جراحي نائمة، ووردتَا البنفسج والجوري جالستان إلى جانبي، تبلغانكِ تحاياهما، وتعدّان لكِ، زجاجةَ عطرٍ من نوع خاص، ستصلكِ مع خيوط الفجـر الأولـى.
    لاتقلقي، لقد أقفلتُ الباب كما طلبتِ مني، ورتّبتُ حجرتي، وأعدتُ الزهورَ إلى مزهريتها المكسورة على مكتبي، حتى قناديلُ البيتِ أطفأتُها إلاّ قنديلا أخرس، ظلّ يرقبني وأنا أوزّع تفاصيل أحلامي على كل نجمةٍ ساهرة، وأوزع معها أوجاع العالم أيضا..!!
    أنفّذُ ماطلبتِ مني حرفيا.. فتحتُ خزانةَ ملابسي أيضا، وأخذتُ، كما أوصَيْتِني، المعطفَ الذي صنعَتْه لي أمي، لأنني أعرف أن الخريف سينتقم مني ومنكِ، وقدّمتُ لذكرياتي الراقدة كوبا آخر من الحليب الدافئ، كي لاتسمع بوَقْعِ أناملي على الورق، واليراعُ يحاصرُ خـوفَ الحروف المشتعلة فيه..
    ماذا عليّ أن أفعل أيضا قبل أن أغادر إليكِ ؟ حسنا، جمعتُ أوراقي ودواتي، وخبّأتُ دفتر مذكراتي بأدراج القلب، وهاأنذي الآن مستعدة، للرحيل معكِ، قبل أن تحسدنا الشمسُ وتحبسنا هنا، بمنتصف الحزن..
    يمامتي البيضاء:
    كل شيء ساكـنٌ هـنا، حتى الألوان التي سقطتْ خفية من قوس قزح، حين كان يتعهّدني بزيارةٍ قصيرة، حتّى الأحلام التي اختبأتْ بغرناطة، تفتش بين جدرانها وأعمدتها وأزقّتها عن الأفراح التي كانت..هاأنذي أستظلّ بطوقك من لظى الجراح التي تتبعنـا، فطيري بي إلى أرضكِ، ولاتنظري خلفكِ، لأن الزمان المرّ قد يتبعنا أيضا!!..امضي بنا إلى مضارب قبيلتِكِ..كما اتفقنا، وسآخذ معي شكلَ الصباح كي لاأنساه، وسآخذ قليلا من الرمال المبتلّة بالأحباب، ولن أنسى الملــح..
    يمامتي الرقيقة، أنتِ السّكَنُ الأبيض، أنتِ نعمةٌ من نعم الرحمـن، كتبكِ لي رفيقةَ دربٍ، وضمادَ نزفٍ، وقلباً أخضرَ يشاطرني الأحـزان، لنحاربَها معاً..لاتبرحي مكانكِ، سأذهبُ الآن لأملأَ قلمي بالورد، وأنفض عن أوراقي ماعلِقَ بها من حكايا تشبهنـا..وسأزرع بحديقة الذاكرةِ بوحَ الخزامى، وحين تقتربُ الشمسُ بحقائبها من مينـاء الغروب، سأعود إليـكِ، لأكتبَ لكِ خطاباً آخــرَ ..فانتظريني...


    رفيقتُكِ المسكونةُ بــكِ..
    أسماء حرمة الله
    في: 18/11/2005
    ............................

    اقتطفتُ لوحةَ اليمامة الجميلة من صفحة الجمال التي اختارتْها لنا سحر الليالي الرائعة، فلها خالصُ امتناني وشكري...

صفحة 4 من 10 الأولىالأولى 12345678910 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل آخر نسخة من برنامج WeChat للرسائل والمكالمات المجانية
    بواسطة ميرفت خالد في المنتدى مَكْتَبَةُ البَرَامِجِ المُفِيدَةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-09-2014, 08:07 AM
  2. واحة الفكر والأدب على أثير صوت العرب "بالصوت "
    بواسطة مروة عبدالله في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 12-03-2009, 08:14 PM
  3. ترقبوا الليلة : واحة الفكر والأدب على أثير صوت العرب(الحلم والواقع)
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى أَخْبَارٌ وَإعْلانَاتٌ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 20-02-2009, 06:16 PM
  4. هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟
    بواسطة مصطفى معروفي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 23-04-2008, 01:25 PM