أستأذن الأحبة الكرام ممن شرّفني حضورهم وتعليقهم على قصيدتي بالرد على الفاضل عبده فايز الزبيدي
أشكره ابتداء لرده الكريم وتقريظه للنص وأقف عند ملاحظاته توضيحا لما يلي:
عن افترى في قولي "كَمْ نِلْتُ مِـنْ خِـلٍّ جُحُـوداً وَافْتَـرى" فافترى هنا فعل وليست اسما فاضلي .
ولست أدري أية عثرة كيبورديّة أسقطت ذلك التنوين بجانب المفردة يضلّ قراءة من غاب عنه موقعها وتوظيفها في البيت، لكنها في كل حال فعل وليست اسما وهذا رسمها الصحيح في توظيفها هنا.
وأما ياء المعاني في "خِـلْــتُ المَـعَـانِـي قَـاتِـمَـات وَالـفَـضَـا" فهي منصوبة على المفعولية
ولم يغيّر عدم ظهور الفتحة عليها من هذه الحقيقة فحكمها النصب ةتقرأ به بتلقائية، وهي منسابة به مع تفعيلة البحر وإيقاع جرس النص.
أما تعليقك على الفعل عرج في قولي "عَـرَجَـتْ لَـكُـمْ فِـــي الـقِـمَّـةِ الـشَّـمِّـاء" وقولك إنه لا يتعدى إلا بـ "إلى" و "في" قياسا على الآيتين الكريمتين فغير دقيق أخي، فالفعل عرج فعل لازم بذاته ويتعدى إلى غيره بما ذكرت من حروف الجرّ وبغيرها كالباء واللام وعلى .. وكل حرف يحدد معنى ما دقيق وواضحا وفق المقصود
وأنا هنا استخدمت التعدية باللام ليس لأن الكثير من النحاة لا يرون فرقا حقيقا بين الحرفين، ولكن لأنني أردت تأكيد هذا الحرف بالمعنى الذي يجسد الفرق بينهما، وهو فارق الزمان والمكان. فالعطف بإلى يكون للبعد الزماني والمكاني الكبير والذي يحتاج مشقة ووقتا وجهدا ، والعطف باللام يكون للقرب الزماني والمكاني والذي لا يحتاج وقتا ولا يستغرق جهدا ومشقة. يقال عاد إلى داره لو كان غائبا منذ حين أو مسافرا سفرا بعيدا ويقال عاد لداره لمن كان في الحي أو في المنطقة يسهل عليه العودة السريعة لبيته.
ولعلك تدرك هذا المعنى في قول الله تعالى "قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ" وفيها يتجلى هذا الفارق الدقيق في المعنى فالله يهدي للحق بلا مشقة ولا وقت ولا جهد وغيره لا يهدي إلى الحق إلا إن كان صالحا أو مصلحا وحينها فهو يهدي إلى الحق بمعنى أنه يستغرق جهدا ووقتا ومشقة.
وقد جاء توظيفي للام هنا استثمارا لدورها في التعبير وبيان أن الأخوة ليس فيها تكلف أو عنت وأن المودّة لا مسافة فيها تأخذ وقتا ولا جهدا، وتكريم الأخ بالرفعة القريبة هنا هو أيضا تنزيه لرفعة الله الرفيع رفعة مطلقة لا يعرج له بل إليه.
شكرا لحضورك وقراءتك المتأنية أيها الفاضل
ودم بخير
تحاياي