آمنتُ بالشعر
تقولُ أُمّي وما تدري بمعضلتي
متى أراكَ سعيداً يا بنيّ غدا
متى أراكَ فداكَ الروحُ مبتسماً
تلقى الحياةَ وما تلقى بها نكدا
إني أُسرّ بأن ألقاكَ في فرحٍ
وتخلعُ الحزن والأشجان والكمدا
وقد بدا الحزنُ في عينيكَ مختبئاً
سراً دفيناً وإن أظهرتَ لي الجلدا
فرقرقتْ عبرةً حرّى وما علمتْ
أني لقيتُ هموماً عُشرهنَّ بدا
أُخفي جراحي وأُبدي دونها ضحكي
حتى لقيتُ لما أبديته الحسدا
وقد رأيتُ زماني حين أجهدني
مع الذين همُ قومي قد اتّحدا
وحدي أنا ، وزماني غادرٌ ، وبني
قومي كثيرٌ ولكن .. لا أرى أحدا
حسبتهم في عدادِ الميتّين وهل
يمدّ ميتٌ إلى من يرتجيه يدا
وصرتُ أحلمُ حتى الحلم أتعبني
إذا بدا لي منه واقعٌ فسدا
وإن حلمتُ فداك الروح يا أملي
يوماً بشيء ففي أن أهجر البلدا
أو أن تزول همومٌ فتّت كبدي
فليس من فقدَ الدنيا كمن وجدا
فداكِ روحي ولا تشغلكِ قافيتي
ففي قصيديَ ألقى كلّ ما فقدا
أبثّ فيها شجوني وهي محرقةٌ
وأصدقُ الشعر ما تلقاه مُتّقدا
آمنتُ بالشعر لمّا قال قائله
يوماً وما صاغه للعالمين سدى
" بئس الحياة حياةٌ لا نعيمَ بها
إلا لمُسترقٍ من نومه الرغدا "*
* البيت لا اعرف قائله
مصعب السحيباني
11 /2009
11/1431