حملته الرياح خلف الأمــــــاني
لنعيم أشــــــــــد مـــــــما يعاني
كانَ يَجْــــرِي ورَاء طَيْفٍ يُنَاِدي
هوَ يَدْنُو وَ الطّيفُ يَنْــــأى لِدَانِ
فَتفَانَى على الرّهـــــــــان ولــكن
ليس يْدري لكـــسب أي رهـــــان
نسي المبتـــــــــغى مرارا و لكـن
ظلّ يمشي على خطى النسيان
رسَمتْهُ الرِّيـاحُ وجْـــــهًا وهَاجَتْ
فِـــي اتّجَـــاهَاتِ وعْــيِهِ الحَيْرانِ
ذَلك الوَعْيُ ... أَصْلُ كُلّ الخَطَاياَ
فهوَ مجْـــنِي عَلــيْهِ و هَو الجَانِي
شَـــتَّــتْــهُ عَلَى الــــتّـراب المرايَــــا
وجْهُهُ ذَاكَ ؟ أمْ عَلَى الوَجْهِ ثَـــانِ ؟
فتَشظى مَعَ الخُطَى و هيَ تَهوي
كُـلُّهَا فِي اِتِّــــجِــــــاهِ نفْسِ المكَانِ
حيثُ يصْحُو لوَحدِه ...
في ازْداحَامٍ
هارِبٍ من مَـــــلامِــحِ الإنْـــــــسانِ
***
كل هذِي الورَى تــهَــجّـئ حــتَّى
تُتْقن الصّمْتَ في اخْتزال الزّمَانِ
أينما هزّت الرِّيـَّــــــــــــاحُ ترابــا
خلته الدّهـر ينقضي في ثـوانِ
و حياةً تذُوبُ في سَاعةٍ رَمــليةٍ
كي تَعُــــودُ في الــــــــــــــدّورَانِ
لمْ تقُلْ ليْتَ فَهْي حَــــقّـــــا تُرابٌ
ومياه تَسقِي اخْضرار الجِــنَـانِ
***
ياغُبَار النُّـــــجُومِ أعلُ لـــــتَهوي
من أَكــفِّ الآفــــــــاقِ فِي إذْعَـــانِ
واحترقْ في مدى العيون لتصحو
مثل فجر يـــنَــامُ في الأجفــــــان
وتكبّر كــــــــما بدى لك و اصـــرخ
في ضَمير الصّباحِ كالـــــــهذيان
سوف تمضي من حيثُ تَأتي بعيدا
إلى اللّازمان و اللّامـكـــــــــــــــــ انِ
أين يخُبُو السُّـؤال تَحـْت الـدُّخَـــانِ
و تفُوح الأَسْرَارُ في الـــكِـــتْــــمَــانِ
****
تعْلم الغَيبَ عنْك أَكْــثَــرَ منْ نفْسِك
فاَحْفَظ وَ صِــــيَّـــةَ الكُــــــــثْـــبَــــان ِ
...