أَلَا يَا غُرَابَ البَينِ هَلْ جِئتَ بِالغَدْرِ وَجِئتَ لِكَيْ تَرْمِيْ فُؤَادِيَ بِالجَمْرِ أَلَمْ تُبْلِغِ الخِلَّ الذِي عَاشَ دَاخِلِي بِأَنِّي حَمَلْتُ الهَمَّ أَسْكَنتُهُ صَدْرِي فَمَا عُدتُ أَقْوَى العَيشَ فِي الأَرْضِ دُونَهُ وَقَدْ فَاضَ بِالخُذْلَانِ مِنْ هَجْرِهِ صَبْرِي وَهَذَا فُؤَادِيْ مَاتَ يَشْكُو مِنَ الأَسَى كَمَا ظَلَّ يَشْكُو الهَجْرَ مِنْ سَالِفِ الدَّهْرِ فِإنْ شِئتَ فَلتُخْبِرهُ أَنِّي قَتِيلهُ وَإِنْ شِئتَ فَلْتَحْفِرْ مِنَ البَينِ لِيْ قَبْرِي وَمِنْ بَعْدِ مَوتِي خُذْ إِلَيهِ جَنَازَتِي وَأَخْبِرْهُ أَنَّي مِتُّ إنْ كَانَ لَا يَدْرِي