حديث مصر
***
شعر
صبري الصبري
***
أنا مصر العريقة في الأعالي
أطالع مجد أيام خوالي

وأشخص عز تاريخ قديم
متين مشرق صعب المنالِ

وأسطر سفر أمجاد توالت
بإبهار التتابع والتوالي

أصافح كل من جاءوا لأرضي
لميرتهم بإغداق الغلالِ

وكنت الموئل الهاني لدنيا
تشوَّقَتْ التمتع بالنوالِ

وعَلَّمت الأنامَ العلم صحوا
جميلا رائعا عذب المقالِ

وأسبغت العطاء الجم فيضا
غزيرا وافرا فخم المجالِ

وقدمت الدوا الشافي لجهل
بآلاء المعارف باكتمالِ

وسال الماء في نيلي بفضل
من الرحمن في بسط مُسَالِ

ولي غرسٌ به تزهو حقولٌ
بفلاح له أسنى احتمالِ

وبي تنمو نباتات حسان
برزق طيب للناس حالي

وطقس لاح في جوي لطيفا
يداوي كل آلام اعتلالِ

شتائي أو ربيعي أو خريفي
وصيفي جلهم نبع الزلالِ

وأرسى الله في أرضي أمانا
بأفياء الحقيقة والخيالِ

وجاء الرسل يحدوهم ضياء
بشرع الله في أبهى اعتدالِ

بقسطاس قويم فيه عدل
وحق كان نبراس امتثالِ

خليل الله في داري نزيلٌ
كريم بث محمود الخصالِ

لـ(هاجر) شأن إجلال وفوز
بـ(إسماعيل) في عز التلالي

لها الأقدام في سعي حثيث
بمسعى الخير في سبع طوالِ

ويتبع سعيها حجاج بيت
وعُمَّارٌ إلى يوم المئالِ

و(يوسف) مشرق الأنوار يثوي
عزيزا حاكما نضر الجمالِ

و(يعقوب) النَّبي الفذ يأتي
شغوفا شاخصا أحلى التلالِ

و(عيسى) قد أتى للأمن طفلا
و(مريم) أمه في خير حالِ

وخير الخلق في سيناء ليلا
بإسراء عظيم القدر عالِ

لـ(موسى) مولد عذب بأرضي
كذا (هارون) مبرور الخلالِ

و(آسية) اليقين الصدق فيها
رسوخ فاق أثقال الجبالِ

فسيدة النساء لها سياق
بـ(تحريم) بآيات الجلالِ

وفرعون الذي قد قال كفرا
بتاريخي بإهمالِ السلالِ

أنا لله محياي .. مماتي
مع الإسلام في أزكى اتصالِ

صددت جحافلا .. واذكر تتارا
و(ماغولا) بإذلال النزالِ

رددت الكفر عن (بغداد) قسرا
وعن (جالوت) في بأس القتالِ

وفي (حطين) بالإقدام أرمي
جيوش الظلم في قاع الخبالِ

وفي (رمضان) ذي الآلاء نصري
على أهل المفاسد والضلالِ

يهود البغي قد صاروا أساري
بقيد بالسلاسل والحبالِ

وكم لاقيت كم عانيت ضيما
من الجُهَّال في جوف الليالي

أرادوا نهب خيراتي بفوضى
بتدليس به خبث احتلالي

وبثوا في حمى الأرجاء وهما
وأغلاطا بقارعة الجدالِ

وظنوني فريستهم تحلت
لآكلها بزينات احتفالِ

ويا للحزن بعض الأهل خانوا
وكانوا في مجالات اختلالِ

وعانيت الهموم بها صداع
وتهديد بحرب واقتتالِ

وتفجير القنابل في فجور
من الفجار في سعر الوبالِ

وقتل الناس في نسف لأمن
أبسم الدين قتلٌ للرجالِ ؟!

أبسم الدين مفسدة بأرض
بفتك بالنساء وبالعيالِ ؟!

وتخريب وتمزيق وحرق
لتدميري جهارا واغتيالي ؟!

فهَبَّ الشعب صنو الجيش صفا
ليحميني بأحرار النضالِ

وكان النصر من ربي حليفي
فلطلف الله مدخري ومالي

بإذن الله رب العرش قدري
سيبقى شامخ المقدار غالِ

فحب المصطفى طه بقلبي
كذا الأصحاب كلهم وآلِ

وصلى الله ربي كل وقت
على طه المظلل بالظلالِ !

وآل البيت والأصحاب طرا
وأزواجٍ لــ(أحمد) في الأعالي !