|
من أينَ أبدأ والحروفُ ضرامُ ؟ |
|
|
وشواظُها جمرُ اللظى وسهام |
تغلي كبركانٍ يموج بجمره |
|
|
في جوفه دوامَةٌ ورُكام |
والبوح من حمَمِ الجحيم به اكتوى |
|
|
سفح الجبال بما احتوى وأنام |
فاصبر على جمر الجهول وحرقه |
|
|
حتى ولو قذَفَ الأُوارَ لئام |
والـْجُم لسانك وانتظر بَرَدَ الندى |
|
|
في الأفق غيثٌ ماطرٌ وغَمام |
واستمطر الرحَمات يهطل بردها |
|
|
يطفى السعير إذا همى الإلهام |
وابدأ ضيوفك بالزهور وعطرها |
|
|
خيرُ البداية بسمةٌ وسلام |
بَسْمِلْ بقلبك مستدراً نبعَه |
|
|
يسقِ البرايا ماؤه الدوّام |
كن مستعينا ًبالذي فتق النوى |
|
|
ولئن هداك ستنجلي الأوهام |
لا تستوي الحسنى وسيئةُ الهوى |
|
|
ادفع بما هو نافعٌ ويُرامُ |
فإذا الذي انتحلَ العداوةَ مصلحٌ |
|
|
وإذْ العدَاوَةُ بهجةٌ ووئامُ |
والله أجدرُ أنْ يكون حليفَ مَنْ |
|
|
يدعوه وهْو الناصرُ العَلّام |
فيمدُّ حرفَك من بحار علومه |
|
|
تعلو بها أفقاً ونِعْمَ مَقام |
هو مبدِئٌ بدأ الوجود بقول"كن" |
|
|
فتألقت بجماله الأقلام |
بعثَ المغيثُ محمداً يروي الظما |
|
|
فالقَطرُ منه سقاية ومُدام |
وكتابُه بحرٌ بسبعة أبحر |
|
|
وكلامه لا يعتليه كلام |
فيه البصائر للقلوب ترى بها |
|
|
فيرى الطريقَ مهاجرٌ وهُمام |
نورٌ على نورٍ يشعشع في السما |
|
|
فاستيقظت عينٌ سَهَتْ ونيام |
في الكون تشرق شمسُه كمنارة |
|
|
تجرى به ما دارت الأيام |
ووقوده زيتٌ يضيء بذاته |
|
|
فأنار كوناً نوره الإسلام |
هي أمة شرعت بناء حضارة |
|
|
والمصطفى مصباحها البسّام |
والله يحفظُها بحصنِ قلاعه |
|
|
ويذودُ عنها قائدٌ ضِرْغام |
تبقى على مرِّ الزمان ظَهيرةً |
|
|
حتى يُلفّ الكونُ والأنسام |