عِفْرِيتَتِي * أحمد الجمل *

عِفْرِيتَتِي
********************
رُدِّي عَلَيَّ لَكِ اللَّتَيَّا والَّتِي
رُدِّي إليَّ صَبَابَتِي وَمَحَبَّتِي

مَاعَادَ يُجْدِي فِيكِ حُبّاً بَعْدَمَا
أَسْقَيْتُكِيهِ سُدَىً لِآَخِرِ قطْرَةِ

وِجِرارُ صَبرِي كُلُّهَا نَفِدَتْ فَمَا
أَغْنَتْ وَلَا أَرْضَتْكِ أَيَّة جَرَّةِ

هَلْ يَنْفَع الصَّبْر الْجَمِيل مَعَ الَّتِي
تَحْيَا الْحَيَاةَ بِقَلْبِ شَخْصٍ مَيِّتِ ؟

أَوْ يَنْفُذ الْإِحْسَانُ فِي صَدْرٍ إِذَا
سُدَّتْ مَنَافِذُهُ كَصَخْرٍ مُصْمَتِ ؟

قَدْ كُنْتُ فِيكِ مُتَيَّماً وَمُوَلَّهاً
فَرَأَيْتُ أَنَّكِ فِي النِّهَايَةِ شِقْوَتِي

وَظَنَنْتٌ أَنَّكِ فِي الْهَوَى حُورِيَّةٌ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّهَا عِفْرِيتَتِي

أَوْهَمْتُ نَفْسِي أَنَّ غَرْسَكِ مُمْكِنٌ
وَنَسِيتُ أَنَّكِ صَخْرَةٌ لا تَنْبُتِي

وعَمِيتُ عَمْداً عَنْ حَمَاقَتِكِ الَّتِي
تَبْدُو بِحَوَّا مِثْل أَسْوَأِ خَصْلَةِ

إِنْ يَبْدُ للشَّيْطَانِ طَبْعُكِ سَاعَةً
فَلَيَجْأَرَنَّ وَيَصْرُخَنْ .. يَا وَيْلَتِي

رُدِّي إِلَيَّ سِنِينَ عُمْرٍ قَدْ خَلَتْ
مِنْهَا الْفَرَائِضُ وَانْتَهَتْ للسُّنَّةِ

وَإِلَى لِقَاءٍ لَنْ يَكُونَ تَأَكَّدِي
إِلَّا لِقَاءَ النَّاسِ يَوْمَ الْحَسْرَةِ

سبك لغوي متين , وصور شاعرية متينة.

أجدت وأحسنت فيها .

لكن بعض أمور استوقفتني فيها :

وَظَنَنْتٌ أَنَّكِ فِي الْهَوَى حُورِيَّةٌ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّهَا عِفْرِيتَتِي

أرى النصب في ( حورية ) أولى من الرفع على إنها مفعول به ثان للفعل ( ظن )

أَوْهَمْتُ نَفْسِي أَنَّ غَرْسَكِ مُمْكِنٌ
وَنَسِيتُ أَنَّكِ صَخْرَةٌ لا تَنْبُتِي

لا أدري لم ختمت الشطر الثاني بفعل طلب ( لا تنبتي ) إلا إذا كانت للضرورة الشعرية , لأن سياق النسج والكلام افترض أن يكون إخبارا ( ونسيت أنك صخرة لا تنبتُ ) و موضوع عدم الإنبات كأنما جاء طلبا منك ( لا تنبتي ) .... وهي وجهة نظر ليس إلا وقد يكون لك رأي آخر , فأنت شاعر القصيدة.

أما هنا :
رُدِّي إِلَيَّ سِنِينَ عُمْرٍ قَدْ خَلَتْ
مِنْهَا الْفَرَائِضُ وَانْتَهَتْ للسُّنَّةِ

فبصراحة توقفت كثيرا لأن ( الفرائض والسنن ) إن كان هي المقصودة فعلا , فالمرأة المخاطبة لا تملك حقا في إعادتها , كما أن الفرائض والسنن هي لله تعالى , وليست العبادة وقتا ضائعا حتى نطالب باسترداده
أما إذا كانت تعبيرا عن الوقت الضائع معها وجاءت كاستعارة كلامية , فهذا أمر آخر قد يوافق بعضهم فيه وقد يعترض لأنه تشبيه لواجبات دينية , بمشاعر ومعاناة في الحب.
كما إن السنة ليست نهاية الفرائض وإنما متممة لها.


أما في هذا البيت

وَإِلَى لِقَاءٍ لَنْ يَكُونَ تَأَكَّدِي
إِلَّا لِقَاءَ النَّاسِ يَوْمَ الْحَسْرَةِ

فأنت أجدت فيه وصورت ما هو متوقع , لكن لماذا نسميه يوم ( الحسرة ) وهل كل من سيحاسب سيتحسر أم الإحتمالان قائمان ؟
ثم هناك أخي لا يعرف المرء ابنه ولا زوجه ولا حبيبته ...

وعلى أي حال هي وجهة نظر ليس إلا ... ولا تغير من جمال القصيدة شيئا.

تحياتي وتقديري

قصيدة جميلة كعادتك أيها الجميل

واتفق مع أستاذي العاني حفظه الله

أعجبني هذا البيت جدا

هَلْ يَنْفَع الصَّبْر الْجَمِيل مَعَ الَّتِي
تَحْيَا الْحَيَاةَ بِقَلْبِ شَخْصٍ مَيِّتِ ؟

مع أنني أظن أن " ميّت " بتشديد الياء تعني سوف يموت وبدون التشديد تعني أنه ميت أي أن الموت وقع عليه


ونورت الواحة بعودتك

سبك لغوي متين , وصور شاعرية متينة.

أجدت وأحسنت فيها .

لكن بعض أمور استوقفتني فيها :

وَظَنَنْتٌ أَنَّكِ فِي الْهَوَى حُورِيَّةٌ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّهَا عِفْرِيتَتِي

أرى النصب في ( حورية ) أولى من الرفع على إنها مفعول به ثان للفعل ( ظن )

أَوْهَمْتُ نَفْسِي أَنَّ غَرْسَكِ مُمْكِنٌ
وَنَسِيتُ أَنَّكِ صَخْرَةٌ لا تَنْبُتِي

لا أدري لم ختمت الشطر الثاني بفعل طلب ( لا تنبتي ) إلا إذا كانت للضرورة الشعرية , لأن سياق النسج والكلام افترض أن يكون إخبارا ( ونسيت أنك صخرة لا تنبتُ ) و موضوع عدم الإنبات كأنما جاء طلبا منك ( لا تنبتي ) .... وهي وجهة نظر ليس إلا وقد يكون لك رأي آخر , فأنت شاعر القصيدة.

أما هنا :
رُدِّي إِلَيَّ سِنِينَ عُمْرٍ قَدْ خَلَتْ
مِنْهَا الْفَرَائِضُ وَانْتَهَتْ للسُّنَّةِ

فبصراحة توقفت كثيرا لأن ( الفرائض والسنن ) إن كان هي المقصودة فعلا , فالمرأة المخاطبة لا تملك حقا في إعادتها , كما أن الفرائض والسنن هي لله تعالى , وليست العبادة وقتا ضائعا حتى نطالب باسترداده
أما إذا كانت تعبيرا عن الوقت الضائع معها وجاءت كاستعارة كلامية , فهذا أمر آخر قد يوافق بعضهم فيه وقد يعترض لأنه تشبيه لواجبات دينية , بمشاعر ومعاناة في الحب.
كما إن السنة ليست نهاية الفرائض وإنما متممة لها.


أما في هذا البيت

وَإِلَى لِقَاءٍ لَنْ يَكُونَ تَأَكَّدِي
إِلَّا لِقَاءَ النَّاسِ يَوْمَ الْحَسْرَةِ

فأنت أجدت فيه وصورت ما هو متوقع , لكن لماذا نسميه يوم ( الحسرة ) وهل كل من سيحاسب سيتحسر أم الإحتمالان قائمان ؟
ثم هناك أخي لا يعرف المرء ابنه ولا زوجه ولا حبيبته ...

وعلى أي حال هي وجهة نظر ليس إلا ... ولا تغير من جمال القصيدة شيئا.

تحياتي وتقديري

أهلا ومرحبا أخي الفاضل / عادل العاني
ومرحبا بنقدك الرااائع الذي أتطلع إليه دائما وأتمناه في كل قصائدي
وأشكرك جزيل الشكر ، أولا ، على كرم أخلاقك واهتمامك وحسن تناولك لما اختُلف عليه في القصيدة
،
لست خبيرا في النحو وقواعده فمعذرة
( حورية ) ظننتُ أن حقها الرفع على أنها ( خبر أنّ )
( لا تنبتي ) ليس فعل طلب ، فأنا لا أطلب منها أن لا تنبت ولا آمرها بذلك
بل يكون أصل البيت هكذا ..
ونسيت أنك لا تنبتي مثل الصخرة
وقصدت أن أجعلها ( تَنبُتي ) بفتح التاء وليس ( تُنبِتي ) بضمها لتكون دلالة على أنها لا تَنْبُتُ بفعل فاعل ولا تُنبِتُ كذلك الزرع ولا الثمار
( ردي إلي سنين عمر ) تحسرٌ على عمر ضيعته هذه المرأة هباء في الصبر عليها ظنا من الشاعر أن يستطيع إصلاح الفاسد من خصالها
ومعلوم كما تفضلتَ ، أن السنن متممة للفرائض
وهنا قصدت أن أقول ( قد خلت منها الفرائض وانتهت للسنة )
والسنة ، تمام الفريضة كما أسلفت ، أي أن قطار العمر أوشك أن يصل إلى تمام محطته بعد أن أنهى الفريضة وصولا إلى السنة التي تأذن بالنهاية
( وإلى لقاء .. يوم الحسرة )
قصدت أن أحمِّل البيت بالفكرتين .. أنه لقاء مستحيل إلى يوم القيامة
وأنه اليوم الذي يتحسر فيه المقصرون على تقصيرهم في الدنيا في حق أنفسهم وغيرهم
لأن المظالم أول ما يقضى فيها يوم الحساب
ونسأل الله العظيم أن لا يحاسبنا ، وأن يدخلنا الجنة بغير حساب
كل الشكر أخي الفاضل
وتقبل فائق احترامي وتقديري
وخالص الود

عِفْرِيتَتِي
********************

قَدْ كُنْتُ فِيكِ مُتَيَّماً وَمُوَلَّهاً
فَرَأَيْتُ أَنَّكِ فِي النِّهَايَةِ شِقْوَتِي

وَظَنَنْتٌ أَنَّكِ فِي الْهَوَى حُورِيَّةٌ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّهَا عِفْرِيتَتِي

يا لهذه العفريتة التي علمتك هذا الشعر الرائع

قصيدة متميزة ديباجة وروحا وسبكا

الشاعر المبدع أحمد الجمل

أهلا ومرحبا أخي الفاضل / عادل العاني
ومرحبا بنقدك الرااائع الذي أتطلع إليه دائما وأتمناه في كل قصائدي
وأشكرك جزيل الشكر ، أولا ، على كرم أخلاقك واهتمامك وحسن تناولك لما اختُلف عليه في القصيدة
،
لست خبيرا في النحو وقواعده فمعذرة
( حورية ) ظننتُ أن حقها الرفع على أنها ( خبر أنّ )
( لا تنبتي ) ليس فعل طلب ، فأنا لا أطلب منها أن لا تنبت ولا آمرها بذلك
بل يكون أصل البيت هكذا ..
ونسيت أنك لا تنبتي مثل الصخرة
وقصدت أن أجعلها ( تَنبُتي ) بفتح التاء وليس ( تُنبِتي ) بضمها لتكون دلالة على أنها لا تَنْبُتُ بفعل فاعل ولا تُنبِتُ كذلك الزرع ولا الثمار
( ردي إلي سنين عمر ) تحسرٌ على عمر ضيعته هذه المرأة هباء في الصبر عليها ظنا من الشاعر أن يستطيع إصلاح الفاسد من خصالها
ومعلوم كما تفضلتَ ، أن السنن متممة للفرائض
وهنا قصدت أن أقول ( قد خلت منها الفرائض وانتهت للسنة )
والسنة ، تمام الفريضة كما أسلفت ، أي أن قطار العمر أوشك أن يصل إلى تمام محطته بعد أن أنهى الفريضة وصولا إلى السنة التي تأذن بالنهاية
( وإلى لقاء .. يوم الحسرة )
قصدت أن أحمِّل البيت بالفكرتين .. أنه لقاء مستحيل إلى يوم القيامة
وأنه اليوم الذي يتحسر فيه المقصرون على تقصيرهم في الدنيا في حق أنفسهم وغيرهم
لأن المظالم أول ما يقضى فيها يوم الحساب
ونسأل الله العظيم أن لا يحاسبنا ، وأن يدخلنا الجنة بغير حساب
كل الشكر أخي الفاضل
وتقبل فائق احترامي وتقديري
وخالص الود

بارك الله فيك في سعة صدرك وتوضيحك

والنقطة الأولى لك لأن عمل ( ظن ) يتوقف بسبب دخول ( أن ) ورفعها صحيح ... خبرا لأن , والجملة من معمولي أن المبتدأ والخبر في محل نصب سدا مسد مفعولي ( ظن )

أما الشرح الباقي , فأنت أدرى بالصورة التي تريد أن توصلها للمتلقي

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

نص جميل جدا
أحسنت شاعرنا الكريم
بارك الله فيك.

قصيدة جميلة و رائعة شاعرنا القدير .
لقد أعجبتني لعذوبتها رغم الغضب الذي سيطر عليها في بعض أبياتها.
تحياتي لك شاعرنا و دام لك الشعر و الابداع.

وِجِرارُ صَبرِي كُلُّهَا نَفِدَتْ فَمَا ... أَغْنَتْ وَلَا أَرْضَتْكِ أَيَّة جَرَّةِ هَلْ يَنْفَع الصَّبْر الْجَمِيل مَعَ الَّتِي ... تَحْيَا الْحَيَاةَ بِقَلْبِ شَخْصٍ مَيِّتِ ؟ / ......... وما بعد الصَّبر الجَميل إلا انسكاب الدرُّ النَّضيد المُنيلِ على ضفاف كامل المشاعر والعواطف بأداءٍ رفيعٍ وتصويرٍ أخَّاذ وتاءٍ تستحق كل تصفيقٍ وإعجاب ، تقديري شاعرَنا المعطاء .

يا لهذه العفريتة التي علمتك هذا الشعر الرائع

قصيدة متميزة ديباجة وروحا وسبكا

الشاعر المبدع أحمد الجمل

أضحك الله سنك أستاذي الحبيب / مازن لبابيدي
وأشكرك من أعماق القلب على مداخلتك الطيبة التي أسعدتني كثيرا
جزاك الله خيرا
وشكر الله لك
ودمت في حفظ الله