|
كنتُ في عتْمةِ الحنينِ سَجينا |
لا أناجي غَيرَ الفراغِ خَدينا |
في قطارٍ ينْسَلُّ منْ ذكْرياتي |
أتمَلَّى شمْعاتِيَ الأرْبَعينا |
أرْقُبُ الأفْقَ منْ زجاجِ شُجوني |
وهْوَ يَعْدو إلى الوراءِ حزينا |
فُتِحَ البابُ عنْ مُحَيًّا تجَلَّى |
بيتَ شعرٍ لا يَقْبلُ التضْمينا |
بدْعةُ الحُسْنِ فيهِ فتْحٌ جديدٌ |
نُبْصِرُ الضوءَ إثْرَهُ إنْ عَمِينا |
كلُّ لفظٍ يُرامُ في وصْفِهِ في |
رَحِمِ العقْلِ ما يزالُ جَنينا |
غادةٌ غَضَّةُ الملامِحِ وَسْنى |
قدْ تَخَطَّتْ سِنونَها العشْرينا |
أتْلفَتْني بنظرةٍ رَشَقَتْها |
في تلافيفِ مهْجتي سِكِّينا |
لمْ تذرْ لي بِساحةِ النبضِ إلا |
شَرَيانًا مُضَرَّجًا ووَتينا |
أتْبعَتْها بضَحْكةٍ مُشْتهاةٍ |
أنْبتتْ في حُشاشتي يَقْطِينا |
أخْرَجَتْ بَغْتةً لُفافَةَ تِبْغٍ |
لَفَّ منْ طيبِ شَكْلِها الوعْيُ حينا |
ثارَ ظنِّي ورُحْتُ أسْألُني هلْ |
كانَ شكًّا ما عَنَّ لي أمْ يَقينا |
حينَ مُدَّتْ يدي بعودِ ثِقابٍ |
شَعَّ نورُ العِرْفانِ منها مُبينا |
خِلْتُ أنِّي سَمِعْتُ للقُرْطِ جَرْسًا |
كشَهِيقِي وللسوارِ رَنينا |
أوْمَأتْ لي ببَسْمةِ الثغْرِ جذلى |
ثمَّ أحْنتْ بالاِمْتِنانِ الجَبينا |
أشْعَلتْها فأضْرمَتْ فِيَّ نارًا |
قدْ خبَتْ من جِمارِ قلبي سِنينا |
وتعَجَّبتُ.. إنَّ أعْجَبَ شيءٍ |
ربَّةُ الحُسْنِ تعْشَقُ التدْخينا! |
شَرِقتْ عَيْنُها بدَمْعِ كلامٍ |
يحملُ الحرفُ فيهِ حُزْنًا دفينا |
فتحَتْ شُرْفةَ الحديثِ فقالتْ |
أوْشَكَ الهَمُّ فيكَ أنْ يسْتبينا |
إنَّ في مُقْلتيْكَ موْجَ ادِّكارٍ |
هاجَ في لُجَّةٍ تُقِلُّ سَفينا |
أصْغِ لي.. إنَّ لي حكايةَ جرحٍ |
سوفَ تُنسيكَ بالتأسِّي الحنينا |
أنا يا شاردَ العيونِ سِراجٌ |
أفَلَ الضوءُ منهُ حينَ أُهينا |
في انْتصافٍ منَ الزمانِ قريبٍ |
لمْ أجِدْ لي على البلاءِ مُعينا |
عَضَّني فيهِ هِجْرِسٌ آدَمِيٌّ |
يعْتلي في العَواءِ رُكْنًا رَكينا |
نَطَّ في مِزْهَريَّتي غِبَّ يوْمٍ |
مُكْفَهِرٍّ فمَزَّقَ الياسمينا |
بعْدَها قدَّتِ الخطيئةُ ثوبي |
نَصَبَتْ لي بكلِّ فجٍّ كَمينا |
ليْتني في الهوى رَبَأْتُ بحظي |
فيهِ منْ أنْ أُدانَ أو أنْ أُدينا |
شَجَّني صَوْتُها الشَّجيُّ ابْتداءً |
ثمَّ فاضتْ منهُ الحنايا أنينا |
فتواثبْتُ للكلامِ عَجولاً |
بعدَ أن كنتُ بالكلامِ ضَنينا |
قلتُ إنَّ الحياةَ قدْ عَلَّمَتْني |
في دُنا الرأيِ أنْ أكونَ أمينا |
نحنُ في قبْضةِ القضاءِ، سَواءٌ |
أأبَيْناهُ أمْ بهِ قدْ رَضينا |
بُرْعُمُ الوردِ فيكِ مَوَّالُ طُهْرٍ |
كيفَ يرضى بذا الغثاءِ مَعينا؟ |
لمْلمي الجُرْحَ ما أصابكِ ولَّى |
فعْلُ ماضٍ لا يقبَلُ التسْكينا |
واظْعَني فوق هَوْدَجِ التوْبِ حتى |
يسْكُنَ الروْعُ منْكِ أو يسْتكينا |