أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 21

الموضوع: مأساةُ الياسمين..

  1. #1
    الصورة الرمزية عبد اللطيف السباعي شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2014
    المشاركات : 280
    المواضيع : 52
    الردود : 280
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي مأساةُ الياسمين..

    مأساةُ الياسمين..
    عبد اللطيف السباعي

    كنتُ في عتْمةِ الحنينِ سَجينا = لا أناجي غَيرَ الفراغِ خَدينا
    في قطارٍ ينْسَلُّ منْ ذكْرياتي = أتمَلَّى شمْعاتِيَ الأرْبَعينا
    أرْقُبُ الأفْقَ منْ زجاجِ شُجوني = وهْوَ يَعْدو إلى الوراءِ حزينا
    فُتِحَ البابُ عنْ مُحَيًّا تجَلَّى = بيتَ شعرٍ لا يَقْبلُ التضْمينا
    بدْعةُ الحُسْنِ فيهِ فتْحٌ جديدٌ = نُبْصِرُ الضوءَ إثْرَهُ إنْ عَمِينا
    كلُّ لفظٍ يُرامُ في وصْفِهِ في = رَحِمِ العقْلِ ما يزالُ جَنينا
    غادةٌ غَضَّةُ الملامِحِ وَسْنى = قدْ تَخَطَّتْ سِنونَها العشْرينا
    أتْلفَتْني بنظرةٍ رَشَقَتْها = في تلافيفِ مهْجتي سِكِّينا
    لمْ تذرْ لي بِساحةِ النبضِ إلا = شَرَيانًا مُضَرَّجًا ووَتينا
    أتْبعَتْها بضَحْكةٍ مُشْتهاةٍ = أنْبتتْ في حُشاشتي يَقْطِينا
    أخْرَجَتْ بَغْتةً لُفافَةَ تِبْغٍ = لَفَّ منْ طيبِ شَكْلِها الوعْيُ حينا
    ثارَ ظنِّي ورُحْتُ أسْألُني هلْ = كانَ شكًّا ما عَنَّ لي أمْ يَقينا
    حينَ مُدَّتْ يدي بعودِ ثِقابٍ = شَعَّ نورُ العِرْفانِ منها مُبينا
    خِلْتُ أنِّي سَمِعْتُ للقُرْطِ جَرْسًا = كشَهِيقِي وللسوارِ رَنينا
    أوْمَأتْ لي ببَسْمةِ الثغْرِ جذلى = ثمَّ أحْنتْ بالاِمْتِنانِ الجَبينا
    أشْعَلتْها فأضْرمَتْ فِيَّ نارًا = قدْ خبَتْ من جِمارِ قلبي سِنينا
    وتعَجَّبتُ.. إنَّ أعْجَبَ شيءٍ = ربَّةُ الحُسْنِ تعْشَقُ التدْخينا!
    شَرِقتْ عَيْنُها بدَمْعِ كلامٍ = يحملُ الحرفُ فيهِ حُزْنًا دفينا
    فتحَتْ شُرْفةَ الحديثِ فقالتْ = أوْشَكَ الهَمُّ فيكَ أنْ يسْتبينا
    إنَّ في مُقْلتيْكَ موْجَ ادِّكارٍ = هاجَ في لُجَّةٍ تُقِلُّ سَفينا
    أصْغِ لي.. إنَّ لي حكايةَ جرحٍ = سوفَ تُنسيكَ بالتأسِّي الحنينا
    أنا يا شاردَ العيونِ سِراجٌ = أفَلَ الضوءُ منهُ حينَ أُهينا
    في انْتصافٍ منَ الزمانِ قريبٍ = لمْ أجِدْ لي على البلاءِ مُعينا
    عَضَّني فيهِ هِجْرِسٌ آدَمِيٌّ = يعْتلي في العَواءِ رُكْنًا رَكينا
    نَطَّ في مِزْهَريَّتي غِبَّ يوْمٍ = مُكْفَهِرٍّ فمَزَّقَ الياسمينا
    بعْدَها قدَّتِ الخطيئةُ ثوبي = نَصَبَتْ لي بكلِّ فجٍّ كَمينا
    ليْتني في الهوى رَبَأْتُ بحظي = فيهِ منْ أنْ أُدانَ أو أنْ أُدينا
    شَجَّني صَوْتُها الشَّجيُّ ابْتداءً = ثمَّ فاضتْ منهُ الحنايا أنينا
    فتواثبْتُ للكلامِ عَجولاً = بعدَ أن كنتُ بالكلامِ ضَنينا
    قلتُ إنَّ الحياةَ قدْ عَلَّمَتْني = في دُنا الرأيِ أنْ أكونَ أمينا
    نحنُ في قبْضةِ القضاءِ، سَواءٌ = أأبَيْناهُ أمْ بهِ قدْ رَضينا
    بُرْعُمُ الوردِ فيكِ مَوًَّالُ طُهْرٍ = كيفَ يرضى بذا الغثاءِ مَعينا؟
    لمْلمي الجُرْحَ ما أصابكِ ولَّى = فعْلُ ماضٍ لا يقبَلُ التسْكينا
    واظْعَني فوق هَوْدَجِ التوْبِ حتى = يسْكُنَ الروْعُ منْكِ أو يسْتكينا

    آيت اورير - المغرب
    02/11/2014

  2. #2

  3. #3
    الصورة الرمزية غلام الله بن صالح شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2014
    الدولة : الجزائر
    المشاركات : 3,330
    المواضيع : 137
    الردود : 3330
    المعدل اليومي : 0.92

    افتراضي

    ما أروعك
    دمت راقي الشعر
    مودتي وتقديري

  4. #4
    الصورة الرمزية عمر ابو غريبة شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    المشاركات : 1,495
    المواضيع : 123
    الردود : 1495
    المعدل اليومي : 0.30

    افتراضي

    أهلًا بالشاعر الكبير الأستاذ عبد اللطيف ولا أوحش الله منك.
    نص كهذا لا يقوى على بنائه وإبداعه إلا شاعر أدمن الشعر وتشرّبه.
    بمقدمته التي تشبه تحضير المسرح لمشهد آت ثم بدخول الفتاة العشرينية ذات الحسن الذي لا يوصف
    (وهو ما أبدعت في وصفه ببيت شعر لا يقبل التضمين وبوصف في رحم العقل ما يزال جنينًا)
    وسرد مأساة اغتصابها على يد ذئب وضيع وولوغها في وحل الهوى،ولا ننسى الخاتمة التي تفتح باب التوبة والأمل.
    وكل ذلك على خفيف سلس مطاوع بلا حشو ولا تقلقل.

    محبتي وإعجابي

  5. #5
    الصورة الرمزية عدنان الشبول شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    المشاركات : 5,981
    المواضيع : 225
    الردود : 5981
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي مأساةُ الياسمين..

    كنتُ في عتْمةِ الحنينِ سَجينا لا أناجي غَيرَ الفراغِ خَدينا
    في قطارٍ ينْسَلُّ منْ ذكْرياتي أتمَلَّى شمْعاتِيَ الأرْبَعينا
    أرْقُبُ الأفْقَ منْ زجاجِ شُجوني وهْوَ يَعْدو إلى الوراءِ حزينا
    فُتِحَ البابُ عنْ مُحَيًّا تجَلَّى بيتَ شعرٍ لا يَقْبلُ التضْمينا
    بدْعةُ الحُسْنِ فيهِ فتْحٌ جديدٌ نُبْصِرُ الضوءَ إثْرَهُ إنْ عَمِينا
    كلُّ لفظٍ يُرامُ في وصْفِهِ في رَحِمِ العقْلِ ما يزالُ جَنينا
    غادةٌ غَضَّةُ الملامِحِ وَسْنى قدْ تَخَطَّتْ سِنونَها العشْرينا
    أتْلفَتْني بنظرةٍ رَشَقَتْها في تلافيفِ مهْجتي سِكِّينا
    لمْ تذرْ لي بِساحةِ النبضِ إلا شَرَيانًا مُضَرَّجًا ووَتينا
    أتْبعَتْها بضَحْكةٍ مُشْتهاةٍ أنْبتتْ في حُشاشتي يَقْطِينا
    أخْرَجَتْ بَغْتةً لُفافَةَ تِبْغٍ لَفَّ منْ طيبِ شَكْلِها الوعْيُ حينا
    ثارَ ظنِّي ورُحْتُ أسْألُني هلْ كانَ شكًّا ما عَنَّ لي أمْ يَقينا
    حينَ مُدَّتْ يدي بعودِ ثِقابٍ شَعَّ نورُ العِرْفانِ منها مُبينا
    خِلْتُ أنِّي سَمِعْتُ للقُرْطِ جَرْسًا كشَهِيقِي وللسوارِ رَنينا
    أوْمَأتْ لي ببَسْمةِ الثغْرِ جذلى ثمَّ أحْنتْ بالاِمْتِنانِ الجَبينا
    أشْعَلتْها فأضْرمَتْ فِيَّ نارًا قدْ خبَتْ من جِمارِ قلبي سِنينا
    وتعَجَّبتُ.. إنَّ أعْجَبَ شيءٍ ربَّةُ الحُسْنِ تعْشَقُ التدْخينا!
    شَرِقتْ عَيْنُها بدَمْعِ كلامٍ يحملُ الحرفُ فيهِ حُزْنًا دفينا
    فتحَتْ شُرْفةَ الحديثِ فقالتْ أوْشَكَ الهَمُّ فيكَ أنْ يسْتبينا
    إنَّ في مُقْلتيْكَ موْجَ ادِّكارٍ هاجَ في لُجَّةٍ تُقِلُّ سَفينا
    أصْغِ لي.. إنَّ لي حكايةَ جرحٍ سوفَ تُنسيكَ بالتأسِّي الحنينا
    أنا يا شاردَ العيونِ سِراجٌ أفَلَ الضوءُ منهُ حينَ أُهينا
    في انْتصافٍ منَ الزمانِ قريبٍ لمْ أجِدْ لي على البلاءِ مُعينا
    عَضَّني فيهِ هِجْرِسٌ آدَمِيٌّ يعْتلي في العَواءِ رُكْنًا رَكينا
    نَطَّ في مِزْهَريَّتي غِبَّ يوْمٍ مُكْفَهِرٍّ فمَزَّقَ الياسمينا
    بعْدَها قدَّتِ الخطيئةُ ثوبي نَصَبَتْ لي بكلِّ فجٍّ كَمينا
    ليْتني في الهوى رَبَأْتُ بحظي فيهِ منْ أنْ أُدانَ أو أنْ أُدينا
    شَجَّني صَوْتُها الشَّجيُّ ابْتداءً ثمَّ فاضتْ منهُ الحنايا أنينا
    فتواثبْتُ للكلامِ عَجولاً بعدَ أن كنتُ بالكلامِ ضَنينا
    قلتُ إنَّ الحياةَ قدْ عَلَّمَتْني في دُنا الرأيِ أنْ أكونَ أمينا
    نحنُ في قبْضةِ القضاءِ، سَواءٌ أأبَيْناهُ أمْ بهِ قدْ رَضينا
    بُرْعُمُ الوردِ فيكِ مَوَّالُ طُهْرٍ كيفَ يرضى بذا الغثاءِ مَعينا؟
    لمْلمي الجُرْحَ ما أصابكِ ولَّى فعْلُ ماضٍ لا يقبَلُ التسْكينا
    واظْعَني فوق هَوْدَجِ التوْبِ حتى يسْكُنَ الروْعُ منْكِ أو يسْتكينا
    التعديل الأخير تم بواسطة عدنان الشبول ; 04-12-2015 الساعة 07:04 AM

  6. #6
  7. #7
    الصورة الرمزية بشار عبد الهادي العاني شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الدولة : تركيا
    المشاركات : 2,723
    المواضيع : 133
    الردود : 2723
    المعدل اليومي : 0.59

    افتراضي

    خريدة رائعة , بروعة شاعرنا الكبير , هنا فقط.
    أنا يا شاردَ العيونِ سِراجٌ = أفَلَ الضوءُ منهُ حينَ أُهينا
    الضرب استعصى علي عروضيا , لعلها هنة كيبوردية .
    محبتي وإعجابي...

  8. #8
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2013
    المشاركات : 1,423
    المواضيع : 96
    الردود : 1423
    المعدل اليومي : 0.37

    افتراضي

    قصيدة قرأتها بالأمس كم من مرة و قرأتها الآن كم من مرة .
    يا لك من شاعر طوع الحرف الى مشيئته فجعل منه تحفة تفوق تلك التحف الجميلة .
    قصيدة لن أن أقول أنها جميلة لأنها في الحقيقة هي الجمال .
    انني فخور بك أيها العظيم يا ابن بلدي العظيم .
    تحياتي لك و دام لك الشعر و الابداع و شكرا لك على هذه القصيدة الرائعة التي جعلتنا نطير في عالم من الجمال و الابداع .

  9. #9
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.70

    افتراضي

    هو الشعر والله الذي اتمنى ان اصله
    ليس لدي ما اقول سوى
    ماء الشعر .. ماء الذهب لديك
    دم مبهرا

  10. #10

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة انطباعية لقصيدة "مأساة الياسمين"..
    بواسطة عبد اللطيف السباعي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28-12-2015, 12:51 PM
  2. دم الطفولة- قصيدة من وحي مأساة أطفال بنغازي -ضحايا جريمة البلغار
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-08-2005, 05:54 PM
  3. (( مأساة جنين )) مصافحة أولى ...
    بواسطة صالح سعيد الهنيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-05-2005, 10:20 PM
  4. مأساة طفل عراقي
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 10-02-2004, 05:55 AM