ما عدت أنت
وعدتِ تركضين خلف فراشات الربيع...تقلمين أجنحتها لتلمسي اللون فيها..وبين يديك يكون الرمق الأخير..ثم تعود إليك من جديد .
ما عدتِ أنتِ...
وأنتِ تراقصين زهرة لوز حطت في الشرفة عند الشروق..تطيرين بها إلى بساتين الرحيق...وتلقين وشاحا زجاجيا بوجه الصباح..فيرتد أجمل من بحار الياسمين..
تحملينه سلما إلى قمر حليبي في ليل تموز...ولا تتعبين.
من أنتِ في أرض القصائد الخضراء؟
تتناثرين في أروقتها متيمة...تضمين شذى الأقحوان بين جناحيك..وعلى جدائلك يرتاح بلا وجل طير المساء..ثم أراك تهمسين..
فأي اللغات مع الأطيار يا أناي غدوت تتقنين؟؟
ما عدتِ أنا ...تخلعين ردائي وتخفين شالي العتيق..ويلفك الليلك المائي فتعلنين تدشين الليل كوكب سحر وفضائه سماء للحالمين..فيمتدان ليتسعا توأما يستكمل طقوس الميلاد الجديد.
وأغرب العادات تولد في راحتيك ..فما عهدتني أتلذذ بنكهة بنّ فكيف تحول مرّه شعرا لذيذا ؟..وعلى أعتاب فنجانه رقصت ألف أغنية سمر ..وعلى رائحته تنتشين...؟
وتقضمين أظافرك باشتهاء..وتنسلين من ضفائرك خيوط الليل تقطعينها إربا...وعلى آنية الفخار ترسمين بقطرات البلل الباردة قصص الحنين...
.وبت أجهلني في هذي الحياة ...وزاد عبء المسافة ما بيننا ...
لست أنا...أنا صورتي.. وكل ما في الامر أن قوافل شعر خطت طريقا فسارت الروح في إثرها شاردة....تقول لي: اتبعيني في درب السحاب ودعي خلفك الأمنيات القديمة والتراب.