عصفٌ الجراح "محمد ذيب" سليمان
هذه قصيدة أقدمها ردا على أخت سألتني " ماذا لو كان الأمر معكوسا "حين علقت على ق.ق.ج لي
بعنوان غبار . وكان أحبها حد العشق وتركته .
أحبته حدَّ العشق وأخلصت له الحب , عادت اليه يوما
فاكتشفت فيه غير الذي تركت .
قل لي بـربِّكَ أين كُنـتَ
وأيـنَ كانَ الليل
حينَ سـعيْتُ لكْ ؟
قل لي بـربِّكَ
كيف ينتفـضُ الغيـابُ
وتوقِـدُ الهمسـاتُ نـاراً
داخلـكْ ؟
- [ في حقـلِ آنيةِ الغيـابِ
تمـوتُ زهـرة منـزلكْ ]-
قل لي
وهل مـا زلتَ تقتنـصُ البـراءَةَ
من فسـاتينِ النِّسـاء ِ
وهل ما زلـتَ تكتُـبُ للخـريفِ
قصـائدكْ ؟
قل لي
وكـمْ تحتـاجُ رائحـةَ السَّـفرجلِ
قبـل أن تلهـو
بجيـدٍ فوق نَهـديْنِ اسـتدارا
واسـتعارا
بُرهة من عالمِـكْ ؟
- [ أَلَـقُ السَّـفرجلِ جِئْتُـهُ
وجنيْتُـه
وجعلـتُ منـه مـلاءَةً مجنونةً في مخْـدعكْ ] –
قل لي وهل للعمْـرِ ثَرْثَـرةٌ
تُؤسِّـسُ ثـورةً
بين الحـريقِ يلـوكني
وثبـورُ بـردٍ
خَـدّرك ؟!
قالت كثيراً ...
واسـتفز برود صمْتـكَ عُريَهـا
- زهـر البنفسـج إن أطـال وقوفـهُ
في غيـرِ منزلـهِ
يمـوتُ بصمتـهِ
كالـريح من خجلٍِ
ويـذوي
كالضبـاب بعالمـك -
ماذا سـأكتب فوق مرآتي
وكيف أُعيدني ؟
هذا لُعاب الفكـر يمضُغُ قـامتي
وهبوط منزلتي
تُطيلها الذكرى
معك
في بُرهةِ العُـرْيِ المُشـتَّتِ
يسـتبدُّ البـرْقُ
والمطـرُ المنمَّقُ
في فـراغ الجسـمِ
في الـدفْءِ المـراوِغِ
أسـفلكْ .
فيـك اهتـراء الضَّـوْءِ
فيـك نقيضُـهُ
وغـداً يمـوت الضـوْءُ
في عُلَـب الحيـاةِ ويختفي
نجمٌ أَظلَّـكَ واحتـواكَ
الى الـدَّركْ
يا أيهـا الظلُّ المبلَّلُ من فمي
كالوهمِ
ترسمك النِّهـاية في دمي
ففي تموزَ
تُختصرُ المسـافةُ
بين ميـلاد الغيـوم وموتهـا
وأُفـولُ ذكـرى قـد تـركت َ بعالمي
تمضي ..
ويخطفها النِّفـاق بعـالمك
وأنا...
كحقل الخـوْخِ يضحكُ
إن رآك مكبـلاً
في التيهِ
في أحلامك الخرقاءَ
في وجعٍ
تعاظـم واحتواك وآلمـكْ
وأراك في مرآتي الحمـراءَ حتماً
قدَ فقـدت مواسـمكْ
وغـداً ..
ينـام اللـوز فـوق أريكتي
وينـام نفـثُ الـرّيح ِ
في حُلُـمٍ عشـقْتَ ..
وأجَّـلَكْ
شـيئان في أعمــاقيَ اختَلجـا
عصـفُ الكـرامةٍ في دمي
وهُـراءُ أبـراجِ الفَـلكْ