|
سَمِيَّ البدرِ ما أقصاك َ عني |
|
|
وفيمَ تَكيلُ لي فَرْطَ التجنِّي |
حَنَانيكِ الهوى مدٌ وجَزْرٌ |
|
|
وبَعْضُ الجزرِ محمود التَأني |
أتَنْكرني وتَدري يا ضَريبي |
|
|
بأنَّ الطيبَ في كفيك منِّي ؟! |
بِرَبِّكِ لا تقوليها ودَاعاً |
|
|
وقوليها كذا صَمْتُ التعنِّي |
لقد أرختْ نوائبَها الليالي |
|
|
وزَجَّ الدهرُ لي ظَهْرَ المِجنِّ |
أبعدَ الوصلِ من وجْدٍ وشوقٍ |
|
|
أُسَامرُهَا نواقيسَ التمنِّي |
لإنَّ الهجَر للشُبَّانِ فَتْقٌ |
|
|
فَكَيفَ الهجرُ في فَتْق المُسِنَّ ؟! |
أبُثُّ إليكَ طيَّ الشوقِ روحي |
|
|
وأُرسِلُ مع دفين العشقِ عينى |
وأسلو كل نائبةٍ فداكَ |
|
|
وأُحسِنُ فيكَ رغمَ الهجرِ ظَنَّي |
ولو لاحَت لبدرِ الكونِ حيناً |
|
|
عيونُك لإنزَوى فيه التجنِّي |
وتعلمُ أنني أنثالُ جُرْحاً |
|
|
وتَحْسَبُني على جُرحي أُغَنِّي ؟ ! |
على كَمَدٍ تُصاحِبني العَوادي |
|
|
وتَنْأى بينَ أفراحي وبَيْني |
كَأَنِّي كلما أبصرتُ نوراً |
|
|
تُواريه المَعاوِلُ بالدُجُنِّ |
ولَستُ مبالغاً بالقول لمَّا |
|
|
عرفتُ الشَيبَ مِنْ قبل المسن |
فإني والذي أعلاكَ شَأناً |
|
|
لأدري ما الذي ينأى بشأني |
حَدائِقكم مرورٌ من طيوبي |
|
|
وأبلغُ شِعرِكم من بَعضِ فَنِّي |
وتعلمُ فاتناتُ الحسنِ أنِّي |
|
|
حَفِظْتُ العهد لمَّا لم تصنِّي |
وكم راودنني فأبيتُ وصلاً |
|
|
وهل طهرُ الزُلالِ كَخُبْثِ دَنِّ ؟! |
تَزَوجَ من بَناتِ الشعرِ قلبي |
|
|
فأنجبَ للورى شَدوَ التحنِّي |
وكم يحلو على مِقة ٍ وصال ٌ |
|
|
كما يَحلو من الغُصنِ التثنِّي |
وما خُنْتُ الهوى والنفسُ ظمأى |
|
|
فَقُلْ باللهِ أنكَ ... لَمْ تَخُنِّي |